ما يفضل والواقع
الرهاب الاجتماعي والنكبات والندبات
أنا شاب في العشرين من عمري أعاني كثيرا من الخجل يلازمني طول الوقت وبالتالي يجعلني انطوائيا بشكل كبير جدا. وثقتي في نفسي معدومة تماما. أخشي التعامل مع الغرباء وتحديدا الجنس الآخر وصداقاتي محدودة جدا، المقربون مني أعاملهم بمثالية.
كيف أتصرف؟؟؟ فمشكلتي تزداد سوءا وربما ما ساعدني علي كذلك أني وحيد ليس لي سوى أخ واحد يكبرني ب10 سنوات كاملة وهو متزوج ومنفصل عنا ومستقل بحياته. وأنا منعزل تماما عن الآخرين ربما أجلس أكثر من أسبوعين في المنزل دون أن أتعامل مع أحد، ما يجعلني أقوم بذلك أني حينما أتحدث مع الغرباء أو أتواجد في مكان مزدحم تحدث لي أشياء غريبة وتظهر علي الأعراض الآتية تباعا:
- تزداد ضربات قلبي، يحمر وجهي خجلا بشكل ملحوظ جدا أضف إلى ذلك رعشة أو اضطراب في المعدة خفيف ولكن هذه الرعشة ليس دائما تحدث لي وعدم القدرة على النظر إلى من أتحدث إليه، والنظر إلى أي شيء آخر بديل، عدم الرغبة في المبادرة والبدء في الحديث.
- أشعر بأني أريد البكاء أو بمعنى دارج -عيني تمتلئ بالدموع دون أن أخرجها- وذلك دون أن يقابله أي شيء هو مجرد رد فعل دون أن يكون له سبب مما يجعلني منعزلا تماما عن التواجد في مثل هذه المواقف.
- في أحلامي وأفكاري أرى نفسي أنتحر أكثر من مرة لقد رأيت نفسي القي بنفسي من مبنى عالي ومرة أخرى ألقي بنفسي أمام سيارة وأنا لا أفكر في فعل ذلك جديا.. ولكني يائس من الحياة عموما حتى الفتاه الوحيدة التي أحببتها لم أستطع أن أتحدث إليها علي مدار أربع سنوات كاملة أكتفي بالنظر إليها كما لو أني أعيش في السينما الصامتة..... كانت هناك فرصة مناسبة للتقرب إليها عندما جاءت إلي وسألت عن شيء معين يتعلق بالدراسة. ولكني رددت عليها بشكل غير لائق تماما كما لو أني لا أريد أن أنظر إليها أو أعرفها.
- وأنا أيضا مكتئب معظم الوقت أفكر بسلبية في نفسي وأشعر بالحزن دائما دون سبب وأنا حينما أكون بصدد موضوع معين أريد أن أنجزه تتردد داخلي روح انهزامية بأني لن أستطيع أن أفعل أي شيء فلا داعي لرسم أحلام وردية وأوهام بالية.
ورغم كل ذلك متميز في الدراسة فأنا في عامي الرابع من المرحلة الجامعية. هناك معلومة إضافية يوجد ندبة في وجهي إثر عملية جراحية (كيس دهن) وأنا في سن 5 سنوات أثرها الآن يبدو ضعيفا جدا إلا أني أراها كبيرة جدا وتتعبني نفسيا أيضا، أردت أن أسوي لها جراحة تجميل ولكن الطبيب صديق والدي أخبرني بأنها صغيرة جدااا -مش باينه وماتستهلش- ولكني غير مقتنع بكلامه أعتقد أن لها تأثيرا عليّ.
أصدقائي نصحوني بالطبيب النفسي لأن الأمر أصبح مخيفا إلا أني لا أفضل ذلك آسف ع الإطالة
أتوسل إليكم الإفادة وجزاكم الله كل خير.
27/01/2008
رد المستشار
أهلا بالأخ الكريم؛
ما تعاني منه أيها الأخ الكريم ووصفته بكلماتك التالية:
((حينما أتحدث مع الغرباء أو أتواجد في مكان مزدحم تحدث لي أشياء غريبة وتظهر علي الأعراض الآتية تباعا: تزداد ضربات قلبي، يحمر وجهي خجلا بشكل ملحوظ جدا أضف إلى ذلك رعشة أو اضطراب في المعدة خفيف ولكن هذه الرعشة ليس دائما تحدث لي وعدم القدرة على النظر إلى من أتحدث إليه، والنظر إلى أي شيء آخر بديل، عدم الرغبة في المبادرة والبدء في الحديث)).
هي حالة نفسية معروفة ومنتشرة تدعى الرهاب الاجتماعي Social Phobia. ولديك أيضاً حالة اكتئاب أساسي Major Depression، والذي كثيرا ما يختلط مع الحالات الرهابية.
وعلى العموم الرهاب Phobia هو خوف يتميز بما يلي:
1. فيه مبالغة وعدم تناسب مع الموقف أو العامل المخيف.
2. غير منطقي وغير مقنع.
3. لا يستطيع الشخص التحكم بالخوف إراديا [خوف لا إرادي].
4. يؤدي للهروب وتجنب الموقف المخيف.
فالسمة الأساسية المميزة للقلق الاجتماعي تتمثل في الخوف غير الواقعي من التقييم السلبي للسلوك من قبل الآخرين.
ومن الضروري في هذه الحالة تقييمك من الناحية النفسية عند طبيب نفسي, ومن المعالجات المفيدة جداً هي المعالجة الدوائية إلا أنها قد تكون غير كافية في مثل حالتك ولا بد لك من دمجها مع معالجة معرفية سلوكية cognition behavioral therapy وعلاج نفسي توكيدي (توكيد الذات) self Assertion بجلسات أسبوعية تتركز حول تمارين تقوية للذات الأنا Ego، وتصحيح للمعارف الخاطئة حول ذاتك والآخر والعالم، لتحصل بإذن الله على أفضل النتائج.
بارقة أمل وزورق نجاة؛ وهي عبارتك ((ورغم كل ذلك (فأنا) متميز في الدراسة فانا في عامي الرابع من المرحلة الجامعية))، نعم أنت متميز وشخص ذكي ستتجاوز –إن شاء الله تعالى- بمساعدة الأخصائي النفسي هذا الكرب.
أما الندبة التي في وجهك فأرى أنه من الضروري إجراءها وتصحيحها إن كانت تؤثر على شكلك، لكن أنصحك أن تؤجل القرار إلى ما بعد خبرة العلاج النفسي.
واقرأ هذه العناوين على مجانين:
الرهاب والتعتعات
رهاب الإناث مرة أخرى
قطعة ثلج في قبر بارد، م
الحياء والخجل: تمشي على استحياء.
أتمنى أن تستيقظ قوتك والعملاق في داخلك
لتنعم بالعافية والسكينة الداخلية.... تابعنا بأخبارك