أرجوك افهمني
أرجوك افهمني ولا تتهمني بالانفصال في الشخصية. أحببت شاباً على النت، لم يكن وسيم ولكنه تكلم في الارتباط ولم يأتِ لظروف شغله وأنه لم يكمل مستلزمات الزواج، وخفت من تقدم العمر وقرّبت إلى أخ صديقتي الوحيدة وتقدّم لي وحصلت الخطبة.. أحببته ولكن لم يُظهر حبه لي، ولكي أشده لي وصلت معه للمعاشرة الجنسية ولكني مازلت عذراء، واتفقنا على أنه زوج لي.
دخل حياتي مرة أخرى الشاب بتاع النت، وفي ذلك الوقت كان يوجد الكثير من المشاكل من خطيبي وأهله ومعاملتهم لي أنا وأهلي معاملة سيئة وأن بيت عائلته عمارة بتاعتهم، وبعد لا أطل عليك شاب النت أرجع لي حبه وأثبته بأن استأذن من شغله لكي ينزل إلى مصر يطلبني من أهلي حتى لا أتزوج هذا الشاب خطيبي وقلت له أنني لا أحبه، وبالفعل جاء من السعودية إلى مصر لكي يراني لأول مرة ويتقدم لأهلي مع صعوبة إجازته من شغله، وتعرّف على أهلي وفضلوه بكثير على خطيبي وفكت الخطبة.. لكن فوجئت بحب خطيبي المذهل لي؛ حيث أنه تذلل لكل إخوتي حتى يرجع، حتى زوج أختي، وقابل أمي وجرَحته في أهلي بالقذف وتحمل من أجلي، لم يأكل ولا يشرب حتى وصل الأمر أنهم شرطوا بيه يكتب وصل أمانة انه على بياض فكتب، وبعدها أصبح معي ورجع لي..
أحس بسعادة لما يكون معي، ولكن عندما يخرج من بيتنا مشاعري كلها مع شاب النت والمكالمات التليفونية الحارة وأحس أنني لا أريد أن أتزوج غيره لأنه حنون وعطوف ومستواه المادي كويس وسيتزوجني بالسعودية بلد الرسول وسأتدين أكثر وأهله طيبون جداً وسيأتي بعد سنة لنتزوج وهي ستكون المرة الثانية التي أراه فيها... ولا أعرف من الذي سأعيش معه مرتاحة؟، من الذي يتزوجني؟.
أنا استخرت الله كثيراً ولم أستدل على شيء، يمكن يكون هذا الموقع سبب لي في استيضاح الأمر وإنهاء حيرتي.
27/01/2008
رد المستشار
ابنتي "نسمة"؛ أهلا ومرحبا بك يا ست "نسمة" على مجانين،
|
من الواضح أنك لا تعانين من الفصام، ولكن من الواضح أن رؤيتك للأمور المصيرية في حياتك غير واضحة، ولو كنت من الذكور لالتمست لك بعض العذر في الاندفاع وراء إشباع ملذاتك وشهواتك (وليس الحب كما تقولين)، بالنسبة لحب الشات أو الحب الإلكتروني كما يُقال هو أمر محفوف بالمخاطر كما قال غيري من المستشارين في ردودهم على صاحبات الاستشارات الكثيرة المماثلة، واضح أيضا أنك ترجحين كفة الشاب الذي تعرفت عليه من خلال الشات وخصوصا بعد أن تقدم لك وطلبك رسميا من أهلك ورحبوا به.
ما ينقصك هو أن تحزمي أمرك وتتخذي قرارك بحكمة وشجاعة، ولكن بلا اندفاعات أخرى؛ وبالذات الاندفاعات الجنسية قبل إتمام الزواج رسمياً؛ "فليس كل مرة تسلم الجرة"، وإذا كان هذا الشاب "معرفة الإنترنت" مُرحّبا به من قبل أهلك أيضا، وأنه يحترمهم، فلماذا ترتبطين بشخص لا تحترم عائلته أهلك، بل ويحقرونك ويحقرون عائلتك كذلك، وأنت أيضا لا تحبين ذلك الشاب بصدق ولكنك فقط تشفقين عليه وعلى تعلقه الشديد بك.
يتبقى أمر هام ألا وهو: هل الشاب إياه "معرفة الإنترنت" على خلق ودين؟!، وأنت تقولين عن عائلته أنهم طيبون، فهل عائلتك سألت عليه وعلى حسن خلقه ودينه قبل الزواج؟!، فإن كان على درجة مقبولة من الخلق والدين فهو الأولى بأن ترتبطي به، ولو تذلل خطيبك لكل أخواتك وإخوانك، ولو هدد حتى بالانتحار!!، فأنت لست مسئولة عن سوء خلق أهله معك ومع أهلك، وتحقيرهم لك ولأهلك، كما أنك صاحبة الحرية في اختيار من تحبينه أو تشعرين أن مستقبلك سيكون أفضل معه، وذلك مادمت غير مرتبطة بزواج من ذلك الشخص الذي ستسكنين بجوار أهله في عمارة أو بناية واحدة إن تم زواجكما!!، وفترة الخطبة ما هي إلا فترة اختبار وتعارف للطرفين من حق أي طرف أن يغير رأيه فيها بالقبول أو الرفض، لأنه كما تعلمين من الصعب جدا تغيير الرأي بعد الزواج، ومن أجمل ما قرأته قريبا عن أهمية العفاف للفتاة السطور الجميلة التالية:
النساء كثمرة التفاح على الشجر، التفاحة الأفضل تكون في أعلى الشجرة، ولكن الرجال لا يريدون أن يحصلوا على الأفضل لأنهم يخافون من الوقوع وإيذاء أنفسهم لذلك فهم يأخذون التفاحة المتعفنة التي سقطت على الأرض، ورغم أنها غير جيدة إلا أن الحصول عليها سهل، هنا قد يعتقد التفاح الذي في أعلى الشجرة أن هناك شيء ما خطأ فيهن، والحقيقة هي أنهن في غاية الروعة والكمال ببساطة يجب أن يكن صبورات ويواصلن انتظار قدوم الرجل الحقيقي، الرجل الذي لديه الشجاعة الكافية ليتسلق إلى أعلى الشجرة ويحصل عليها، لا تسقطي لتكوني سهلة المنال، وإذا أحبك شخص ما واحتاج إليك فإنه سيفعل كل شي ليحصل عليك، فالمرأة خلقت من ضلع الرجل وليس من قدمه لكي تُركل!، وليس من رأسه لكي تقوده، ولكن من جانبه لكي تكون مساوية له ومن تحت ذراعيه لكي تحصل على الحماية وبقرب قلبه لتحصل على الحب.
ابنتي "نسمة"؛
عليك بالتأني في اتخاذ قراراتك وفي تصرفاتك، لأن الاندفاعات لديك هي من نقاط ضعفك، فتأني واستشيري قبل الإقدام على اتخاذ قراراتك المصيرية، وتابعينا بأخبارك.