نسيان الدروس
أعاني من مشكل النسيان عند حفظ الدروس علما أنني أحفظها في الصباح الباكر وأقوم بمراجعتها يوميا.
أرجو من حضرتكم المساعد ة في اقرب وقت ممكن وسأكون شاكرة لكم.
29/1/2008
رد المستشار
النسيان سببه إما عضوي أو نفسي ونبدأ بالأسباب العضوية فقد يكون السبب هو عدم وصول الدم الكافي للدماغ والذي يحتوي على الأوكسجين فاحرص على أن تتنفس عندما تستيقظ في الصباح فتأخذ نفس قوي مع الأنف وتخرجه بزفرة قوية نوعاً ما مع الفم وافعل ذلك خمس مرات متتالية وافعل كذلك في المساء وكلما أحسست بأن ضغط دمك منخفض افعل هذه الطريقة حتى يزداد ويرتفع ضغط الدم وإذا أحسست بأن الضغط عالي جداً فخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء وبذلك ينخفض الضغط.
والشيء الثاني هو أن تحافظ على أكل الخضروات والفواكه والسكريات ولكن بدون إفراط. احرص على أن تأكل ثلث لمعدتك وثلث لشرابك وثلث لنفسك فهذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه الوصية يعلقها أطباء الباطنية في الغرب في عياداتهم ويرونها أهم وصية لحفظ الصحة الجسمية فكما يقال المعدة بيت الداء وكذلك اذا امتلأت المعدة بالطعام فإن الدم يتنزل كله إلى المعدة حتى يهضم الطعام وتقل نسبة الدم في الدماغ وبالتالي يقل أداءه لوظائفه ومنها الذاكرة.
واحرص أن تترك وجبة العشاء فكما يقال أعطي عشائك لعدوك وذلك لشدة ضرر وجبة العشاء على الجسم فالجسم يظل طوال الليل مشغول بهضم الطعام مما يجعل الجسم يستهلك طاقة كبيرة لهضم الطعام وكما يقال -البطنة تذهب الفطنة- وان كان لابد من العشاء فكل وجبة خفيفة. وعليك بشرب النعناع فهو مفيد للذاكرة وكذلك العسل مفيد أيضاً.
وأما من الناحية النفسية فلذلك أسباب متعددة جداً ومن أعظم تلك الأسباب للنسيان الاكتئاب والخوف والتوتر والقلق. فهذه الأسباب هي أعداء الذاكرة القوية ودرب نفسك أن تركز دائماً في شيء واحد فقط ولا تفكر في شيئين في وقت واحد فإن هذا يسبب تشوش الذهن ويسبب إرهاق للمخ بدون فائدة. حارب القلق والتوتر بالاسترخاء وإذا قلقت من شيء ففكر فيه لوحده فقط ولكن لا تفكر في عواقب ذلك الشيء الذي تفكر فيه ولكن فكر في الخطوات اللازمة التي ستفعلها لو حصل ذلك الشيء.
أنواع الذاكرة كالآتي
الذاكرة الذاتية Subjective Memory
هذه الذاكرة تتعامل مع المواد التي يجب استخدامها في الحال، وبعد استعمالها يقوم المخ بإزالتها ومحوها بسرعة.
الذاكرة قصيرة المدى Short Term Memory
التركيز هو مفتاح هذه الذاكرة، فإذا قرأنا أو سمعنا رقم هاتف أو كلمة مهمة وكانت تعني لنا شيئاً؛ فإننا سنقوم بطبعها في ذاكرتنا، ونستطيع تذكر الرقم أو الكلمة بعد مرور فترة زمنية لا تتعدى اللحظات.
الذاكرة طويلة المدى Long Term Memory
تتم في هذه الذاكرة عمليات أكثر تعقيداً من غيرها، حيث يتم تسجيل المعلومات مع إعطاء وقت مناسب لتخزين هذه المعلومات لاسترجاعها وقت الحاجة إليها، وهى قادرة على الاحتفاظ بمقادير كبيرة من المعلومات ولفترات زمنية طويلة، قد تصل إلى عدة سنوات، وتتميز هذه الذاكرة بأن المعلومات المخزونة فيها أقل عرضة للتداخل مع المدخلات الجديدة في الذاكرة قصيرة المدى
ذاكرة الريموت
تخزن هذه الذاكرة المعلومات الأساسية غير القابلة للنسيان في الظروف الطبيعية، مثل معرفتنا لأسمائنا وأسماء أصدقائنا الدائمين، وبعض سور القرآن التي حفظناها صغاراً، فهذه الذاكرة كالصخرة، لا ننسى محتوياتها بسهولة.
أعداء الذاكرة
العدو الأول: عدم الاستعمال
إذا لم يتم استخدام معلومة معينة، أو تذكرها على فترات زمنية معينة، فإن المسارات العصبية بين الخلايا العصبية تضعف تدريجياً، ويصبح تذكر هذه المعلومة غير ممكن وتفقد بطبيعة الحال لعدم استعمالها أو تذكرها.
العدو الثاني: الشرود الذهني
هو أحد أشكال الفشل في إبداء الانتباه، ويحدث الشرود الذهني في حال انشغالنا بأمر ما، أو استغراقنا في أحلام اليقظة، فحاول مقاومة الشرود الذهني بالتركيز في الشرح والمشاركة مع بقية الطلبة بصورة فعالة.
ولكي تتخلص من هؤلاء الأعداء عليك بالآتي:
أ- الفهم الجيد الذي يجعلك قادرًا على شرح الموضوع بأسلوبك.
ب- التحليل من مختلف الزوايا. بأن تتخيل نفسك عالماً في هذا الموضوع.
ج- ربط المعلومة مع معلومات أخرى معروفة مسبقاً من نفس المنهج أو غيره أو من حياتك مثل: ربط دراسة معلومات فلكية بما قرأت في القرآن الكريم عن الشمس والقمر والسماء والأرض.
ولإتقان هذه الخطوات الثلاث (الفهم – التحليل – الربط) إليك عشرة مبادئ للتعامل مع الذاكرة:
1- الاهتمام المشوق والمحفز: فالاشتياق إلى تعلم المادة يعتبر حافزاً أكيداً على سرعة تعلمها وبدونه تكون المهمة شبه مستحيلة.
2- الاختيار: لو أصررت على تذكر كل كلمة فلن تذكر شيئاً وعليك انتخاب ما يجب حفظه منها لدفعه إلى أعماق الذاكرة المستديمة.
3- عقد النية على التذكر: مثال على ذلك.. قد تجلس مدة طويلة مع أخيك الأصغر تساعده في حفظ نشيد وقد تقرؤه وتكرره معه عشرات المرات وفي النهاية هو يحفظه وأنت لا؛ وذلك لأنه عقد النية على أن يحفظ وأنت لم تعقدها.
4- خلفية المعلومات الأساسية: فلا يعتبر – أبداً – قراءتك الصحف والمجلات وذهابك إلى المكتبة مضيعات للوقت فهي إثراء للغتك التي بها تتلقى العلم وإثراء لمعلوماتك
5- التنظيم المعبر:حاول – دائماً ترتيب المعلومة التي يجب عليك تذكرها بمنطق ما يسهل عليك تذكره لتعيد سردها مرة أخرى؛ لأن البديل عن هذا هو أن تظل تقرؤها وتكررها؛ حتى تحفظها. وهي طريقة مملة ومجهدة ومضيعة للوقت ولكن للأسف الجميع يلجأ إلى هذه الطريقة أي طريقة التكرار.
6- الإلقاء: هو من أنجح طرق النقل إلى الذاكرة الدائمة. فلو حاولت إعادة إلقاء المعلومة على نفسك أو على غيرك بأسلوبك؛ فسيضيف هذا عمقاً أكبر في الذاكرة ويعطيك ثقة أكبر في تمكنك من المادة.
7- زمن الوصول للذاكرة: خمس ثوان وخمس عشرة دقيقة. حتى تصل المعلومة إلى الذاكرة في أمان وسرعة ولتثبيتها يكون إما بالإلقاء وإما بالكتابة بعد تلقيها مباشرة. فهذا يثبتها في مراكز المخ العصبية.
8- التدريب الموزع: ينصح بفترة لا تتجاوز خمساً وخمسين دقيقة والراحة خمس دقائق. وتعتبر هذه الطريقة أكثر فائدة لأسباب أربعة:
أ- تقلل من الإجهاد الجسماني والنفسي.
ب- تحفز أكثر على العمل عند تحديد المهمة الواحدة بوقت قصير.
ج- تخفف من الملل في مذاكرة المواد غير المحببة.
د- تعتبر فترة الراحة القصيرة فرصة طيبة لاستقرار ما قبلها.
9- التعبير المرئي: يتعامل نصف المخ البشري مع الكلمات والأرقام والنصف الآخر يتعامل مع الصور؛ فلو احتفظت بكل معلوماتك في ذاكرتك في هيئة كلمات وأرقام فقط فأنت – في الواقع – تستخدم نصف قدراتك العقلية؛ فحاول أن تحول كل معلومة إلى مزيج من الرسوم والكلمات.
10- الاقتران والتداعي: واجبك أن توطد – دائماً – العلاقة بين المعلومة الجديدة ومعلومات سابقة موجودة في ذاكرتك؛ فتسكن معها وتقترن بها لتكوّنا معاً نقطة مغناطيسية متزايدة القوة تعمل على جذب المعلومات الجديدة للأخرى وهكذا....
والطالب كإنسان يخطئ وينسى، ومن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة النسيان عند الطلاب ما يلي:
1- الإجهاد الذهني والعضلي بسبب كثرة الأعباء والمسؤوليات ونحوها.
2- كثرة المشاغل والمشاكل الاجتماعية والمعيشية والعلمية وغير ذلك فإن الأشياء يزيح بعضها بعضاً.
3- الدروس فترة طويلة بدون استذكار ومراجعة بسبب عدم الالتزام بالخطة والبرنامج.
4- وجود العديد من التشابه والتداخل بين الموضوعات
5- عدم الفهم الجيد والتركيز والاستيعاب لأسباب عديدة؛ منها: التسرع، والاستهتار، وعدم التدبر
6- من طبيعة بعض المواد أنها سهلة النسيان.
بالإضافة إلى ما سبق: ارتكاب المعاصي وكثرة الذنوب وقسوة القلب وغلظته.
ولعلاج مشكلة النسيان عليك بالاتي:
1- الاستعانة بالله -عز وجل- والإكثار من الدعاء: (اللهم راد الضالة وهادي الضلالة أنت تهدي من الضلالة أردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك).
2- المصالحة مع الله بالمزيد من الاستغفار والتوبة ومضاعفة العبادات.
3- الترويح عن النفس بالوسائل المشروعة؛ لأن القلوب إذا كلت عميت.
4- الاستعانة بالمذكرات والملخصات والوسائل التعليمية المعينة على الاسترجاع.
5- التلخيص أثناء الاستذكار في ورق فقد قيل: "ما حُفظ فر، وما كُتب قر".
وإليك بعض النصائح الأخرى:
1- لا تذاكر وأنت مرهق؛ لأن التعب لا يساعد على تثبيت المعلومات.
2- كثير من الطلاب ينتقلون في مواد المذاكرة بغير نظام ويحفظون بدون أخذ فترات للراحة، وبذلك تتداخل المعلومات وتصبح مشوهة.
3- تكرار الحفظ مع المراجعة في فترات متفاوتة يساعد على تثبيت المعلومات.
4- حالتك النفسية المضطربة أثناء المذاكرة هي دافع للنسيان لذلك حاول دائماً التخلص من مشاكلك أولاً بأول حتى تكون مستقراً.
5- التركيز والانتباه من العوامل الأساسية لمقاومة النسيان.
6- الترك والإهمال هو أساس النسيان والذاكرة الضعيفة.
7- وأخيراً ابتعد عن الذنوب والمعاصي حتى لا تنسى.
قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى تـرك المعاصي
وأخبرنـي بــــــأن العـــــلـم نـور ونـــــور الله لا يهــدى لعـــــاصِ
واقرأ على مجانين:
سرحان أم أحلام يقظة أثناء المذاكرة؟
النسيان! من ماذا النسيان؟
النسيان والذاكرة والتركيز
الذاكرة والتركيز بداية ملف