لم يكن شيطانا ولم أكن ضحية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تحية طيبة لجميع مستشارين الموقع وأخص دكتورة حنان بالشكر لردودها القيمة على المشكلات وكذلك أبعث بأطيب الأمنيات للجميع بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
حقيقي ربما يكون لي رأي مختلف عما كونته دكتورة حنان، وأكرر أن خبراتي لا ترقى بي للتحليل النفساني أو لمجالي العملي علاقة بالنشاط الاجتماعي ولكن لدي من الخبرات ما يجعلني قادرا على تكوين رؤية خاصة ووجب التنويه حتى لا يكون حديثي معمم أو متداخل مع ذو الاختصاص.
منذ سنوات وسنوات، وربما مئات السنوات تحاول أوربا غزو العرب سواء عسكريا أو فكريا أو اقتصاديا، ونجحت في الكثير من ذلك، سواء بالاحتلال العسكري سابقا أو باعتماد الدول العربية اقتصاديا عليها سابقا وحاليا، أو بالغزو الفكري والثقافي الذي نجح وبانت بوادره في العقدين الأخريين.
أعتقد أن كاتبة الرسالة والمشكلة ليست ضحية للشاب كما قالت وإنما هي فعلا ضحية ولكن للغزو الثقافي، وكذلك ربما يكون الشاب الذي أحبته, وإن كنت أظن أن ثقافتها الأوربية أكثر رسوخا في طريقة معاملتها وتعاملاتها أكثر منه، فهو لم يزل "مصري" التفكير وأوربي الشكل واللياقة كما أحبته ولكنه كان مستغل لها أيضا.
للأسف الشديد يوجد نماذج في بعض الجامعات الخاصة الشهيرة بحداثتها، تدخلها بعض الفتيات على أنها في مجتمع أوربي غير عابئة بشكليات الشرق الزائف (في رأيهن)، وبالطبع تجد من يجاريها من شباب (ربما يكون لديه نفس الخلفية الثقافية - أو ربما يستطيع مجاراتها للاستفادة أو الاستغلال).
بالطبع الشاب الذي يستغل فتاة لمعرفة بخلفية أفكارها ليس من أخلاقيات الشرق ولكنه من نوع مسخ، لا يفهم أن تعاملاته مع الآخرين تحسب وعليه ليس الحفاظ على الشرف هو الحفاظ على شرف من هم من دمه فقط.
أختاه أنما أنت ضحية لحريتك، كثير من الشباب يستطيع أن يراهن على بعض الفتيات وكأنه يعرفهن، فقط من طريقة معاملاتهن ومعرفة الخلفيات الفكرية ولذلك أرى أن الأمر جد خطير وهي ليست مشكلتك الشخصية فقط ولكن كم تظنين من زميلاتك في الجامعة فعلن ما فعلته ويرين أنه حان وقت ممارسة الجنس فقد تعدين 18 سنة؟؟!!!!
كم يا ترى عدد من يوافقن بالجواز العرفي والغير عرفي، فقط لأن لديهن بعض من مخاوف الشرق التي لم تموت نهائيا في أدمغتهن أو في حديث الوالدين؟؟؟
كم يا ترى عدد من يتقدمن بأنفسهن للشباب وليس الشاب من يتقدم لهن؟
ما مدى معلوماتهن في السكس مقارنة بمعلوماتهن في نواحي الحياة الأخرى، حتى الزوجية منها؟؟؟
حقيقي، ليس غرض مشاركتي هو زيادة العبء النفسي والله أعلم بأن نيتي خالصة له وإنما مشاركتي هو توضيح أحد أسباب معاناتك لو أنت من تلك الشخصيات التي أظن وبالتالي أثق أنك ممن سينفضون هذا الهم والكرب وتستطيعين أن تكوني قوية في حياتك كما كنت قوية في رغباتك.
وأيضا، لمشاركة مستشارتنا العزيزة وتبصيرها بأن هناك جيل من الشباب والفتيات يتعاملن داخل مجتمع مصر وكأنهم في أوربا وليس في مصر ويقع عليهم كل ما تتخيله في المجتمع الأوربي بما في ذلك ما يفعله شباب أوربا فوق ال 18.
19/2/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
جزاك الله خيرا على حسن المتابعة وجهد المشاركة يا هندسة, ولكن اسمح لي بأن أعارض جزء من وجهة نظرك. رغم صدق ما تقوله من تأثر قيم الكثير من أبناء الجيل الحديث بالقيم الغربية وما يمثله هذا من غزو واستعمار فكري وثقافي لا يقل بشاعة وإساءة عن الاستغلال الاقتصادي في عهود الاستعمار العسكري إلا أني أرى أن السائلة ليست ضحية لمثل هذا التشوه المعرفي بدليل أنها حرصت على المحافظة ما تعتقد أنه النقطة الأهم في الأخلاق والقيم وهي عذريتها الجسدية. هي منفلتة وراء رغباتها وقد تكسبها خلفيتها الأسرية العنيفة والمسيئة شيئا من التعاطف ولكنها لا تبرر لها رغبتها في كل شاب حسن الهندام تراه أو اعتقادها بأنها أجدر من غيرها بالتمتع بمزايا الارتباط.
ما تقوله بأن الشباب لا يمانعون التمتع مع أي متعاونة ومتساهلة مبادرة على سبيل التسلية ولكنه لن يرتبط بها دليل على أن بعض جمار القيم الشرقية الأخلاقية ما زالت حية تحت رماد التشوش والتخبط بالرغبات وقد تكون قد قرأت على الموقع استشارة بعنوان تفيد بإيه يا ندم وهي شهادة سعدت بها كثيرا على لسان شاب زهد في فتاة أكثر من رائعة فقط لأنها كانت مقبلة عليه وبعد مضيها يعيش نادما عليها.
نرجو الله أن يهدي الآباء والأمهات لحمل أمانة تربية الأبناء وليس فقط تمويل احتياجاتهم الاقتصادية.
ويتبع>>>>>>>>: لم يكن شيطانا ولم أكن ضحية مشاركة1