السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً، وقبل أن أبدأ لابد من وقفة شكر –ولو أنها قصيرة- على الرّغم من أنها لا تفي بحقكم شيئاً... فجزاكم الله خير الجزاء، وجعل عملكم هذا متقبلاً...
لدي مشكلة كبيرة: لقد فقدت ثقتي بجميع من حولي ولا أستطيع أن أصدّق أحداً، وأشكك بصدق محبة الآخرين لي لدرجة أنني أخشى فقدانهم، وأنا حساسة جداً جداً جداً... وأخت لي في الله أخبرتني أنني يجب أن أخرج من حالتي التي دخلتها بعد وفاة أختي الصغرى المفاجئة، (لقد توفيت قبل أربع سنين)...{وحقيقة لا أدري لم قالت ما قالت فهي ليست مقرّبة لي، ثم أنني لم ولا ألاحظ شيئاً في تصرفاتي الظاهرة، ولكن كلامها أثّر بي لأنها كانت متيقنة من رأيها، وأصرّت عليّ قائلة "اخرجي من حالتك هذه"}... ورفضت كلامها ولم أتقبّله "وادعيت بصدق" أنني على ما يرام، وأنني أمضي قدماً في حياتي، ولكنني الآن أحس بأهمية ما قالته، ولكنني في نفس الوقت لا أعرف ماذا أفعل؟؟.
فقد كنت أحب أختي كثيراً، كما وأنني أشعر بأنها عندما دُفنت أخذت سعادتي معها، وأخذت قلبي، فلم أعد اشعر بأنني كما كنت في السابق، فضحكتي ممزوجة بألم... وبسمتي ممزوجة بدموع قلبي، ولا أعرف معنى السعادة الحقيقية، أو الثقة، أو الصداقة، أو المحبة... كل هذه الأمور بالنسبة لي وهماً وخيالاً، ولا أستطيع أن أشعر بها كما كنت في السابق... ومع كل هذا وذاك، ومع معاناتي من شعوري بموت وقسوة قلبي إلا أن دمعتي رقراقة في عيني تتمرد في أي موقف حزين أو مشهد مؤثر (طبعاً عندما أكون لوحدي)... وعلى الرّغم من مرور وقت طويل على تلك الحادثة إلا أنني عندما أتذكّرها وعندما أكون لوحدي أبكي وكأن الأمر حدث الآن واليوم.. لقد كنت أتذكرها أكثر عندما أكون لوحدي، فقد كانت مؤنستي في البيت، ولكني الآن أشتاق إليها أكثر وأكثر، وأفتقدها في كل شيء... فالبيت من دونها فارغ فارغ فارغ فارغ....
وبقي أن أشير إلى أنني لم أرَ أختي قبل وفاتها بأسبوعين... ولم أكن عند وفاتها، لهذا بكيت أكثر على رحيلها فقد كنت أتوق لضمها إلى صدري... فبقيت أدعو الله لها... حتى رأيتها في "رؤيا" وهي في الجنة، وضممتها إلى صدري، وتمنّيت وما زلت أتمنى أن ألحق بها... ولا أتوقف عن البكاء حينما أتذكرها إلا عندما أتخيّل كم هي سعيدة الآن، أو حينما أستسلم للنوم، أو حينما أخاف على نفسي من الجنون....
وأخيراً... وبعد أن سطّرت آلامي بالدموع، وحرّقتي على رحيلها... أستودعكم الله، شاكرةً لكم حسن إصغائكم، منتظرةً منكم يد المساعدة، وآسفة على الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
23/03/2008
وعندما تأخر رد المستشار أرسلت مرة أخرى تقول:
استفسار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا وقبل أن أبدأ أوجه لكم الشكر الجزيل وأقول بارك الله فيكم....
وحقيقة لا أريد أن أكون فظة أو غير لبقة، لأنه يعجبني موقعكم، ويبدو من ردودكم على الزوار الاهتمام بمشاكلهم، ولأنني ارتحت للطاقم فقد أرسلت مشكلتي وتم استقبالها بنجاح منذ 20/3/2008 أو بعدها بيوم أو اثنين... ومنذ ذاك الحين وأنا أترقب حلا لمشكلتي ومع هذا لم أر شيئا، وخاصة أن المشاكل التي تعرض الآن قد أرسلت بعده... فماذا يعني هذا؟ ألن يكون إجابة/ حلا لمشكلتي؟
ومرة أخرى عذرا على تطفلي بشؤون عملكم، ولكنني قلقة بعض الشيء، وانتظر حلا لمشكلتي التي باتت تؤرقني....
- لقد قمت بإرسال المشكلة بنفس الاسم "إشراقة معتمة"....-
- أرجو الرد على رسالتي هذه حتى أعرف أنه تم قراءتها...
وجزاكم الله خيرا على جهدكم هذا... ونسأل الله القبول لكم...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
3/5/2008
رد المستشار
أهلا بالأخت الكريمة.... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أولا نعتذر على التأخر، وأنا كعضو في فريق العمل في مجانين أتمنى أن أرد على استشاراتكم في نفس اليوم، بل أحيانا أشعر أني أحب أن أخترق الشاشة الكمبيوترية لأصل لمن يود المساعدة.. ولكن بعُدت الشقة..
وجواب سؤالك ((وماذا يعني التأخر؟!))
يعني شيئاً واحداً.. هو سيل الاستشارات، وذلك الفيضان من المشاعر الملتهبة والمعاناة التي يتقطع لها القلب ولا تجد إلا تلك الفسحة الضيقة والضيقة جدا من خلال موقع نفسي الكتروني.. وتجد مجتمعنا الفاضل لا يزال سكران أمام عبارات تدغدغ عواطفه ومشاعره.
((مسكين الغرب.. كم وكم عدد مشاكل النفسية الذي يعاني منها، ونحن الحمد لله نعيش في نعمة))
(( نحن العرب لا نصاب بالمرض النفسي لأن لدينا عوامل قوة ليست عند الغرب)) إيه نعم صح!!!
إلخُ إلخ من تيك العبارات المغرورة... والواقع يحكي غير ذلك .. واسأله ولا تسألني!!
ولا يزال شبابنا بعيد عبر تلك الأفكار المغلوطة عن علم النفس وعن واقعنا وعن ذلك النوع من التخصص الذي يظمأ له المجتمع.. يا جماعة باختصار الناس عطشى لمن يسمع لها ويساعدها على حل مشاكلها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
نعود لك عزيزتي.....
ما تصفينه في رسالتك الأولى يتماشى مع حالة ارتكاس الأسى grief reaction والتي إذا استمرت أكثر من شهرين تتحقق فيها معايير الاكتئاب الأساسي.
أنت يا عزيزتي لا زلت في حالة حداد mourning على أختك ، وهي حالة طبيعية ولكن -كما ذكرت- إذا استمرت لفترة طويلة وكانت شديدة وأكثر من المألوف ففي مثل هذه الحالات أصبح لابد لها من علاج متكامل نفسي أو كلامي ، وقد يشارك مع علاج دوائي.
وألمح من عبارتك ((وتمنيت وما زلت أتمنى أن الحق بها)) الرغبة في الموت، وهي تتماشى كما هو معروف مع اضطراب الاكتئاب الجسيم..
واقرئي هذه العناوين على مجانين
قطعة ثلج في قبر بارد م
اكتئاب خاص جدا
اضطراب القلق الاكتئابي
أتمنى أن تشرق ابتسامتك وينطلق نورها من قلبٍ مستأنسٍ بالله يبكي من خشيته ويرقص فرحاً أن له رباً هو الله الواحد الأحد..
يا رب المغارب والمشارق اجعل ابتسامة صفاء ورضا تشرق من ثغر أختنا!!
ويا رب اجعلني سبباً في ذلك!!
تابعينا بأخبارك.. مع تحياتي