السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم على الموقع الرائع وأسال الله أن يكون في موازين حسناتكم. مشكلتي هي نتف شعر رأسي، فلقد بدأت منذ أن كان عمري 13 سنة، عمري الآن 22 سنة ومتخرجة منذ سنة ومعدلي جيد جداً مرتفع 87% وسأتزوج قريباً بإذن الله. توقفت كثيراً وتحسنت حالتي مرات كثيرة وأبرزها أني توقفت سنة ثم عدت إليه، قرأت مشاكل القراء في موقعكم لكني لست مثلهم، أنا لا أعاني من الوسواس ولا اكتئاب ولا قلق ولله الحمد فأنا أعيش مع عائلتي حياة مستقرة: والدي الغالي توفي وأنا عمري 16 سنة، ترتيبي في العائلة 9 من أصل 10...
أنا كتومة لا أخبر أحداً بمشاكلي- وهي قليلة ولله الحمد-، كذلك لا أتكلم عن مشاعري وكثيراً ما أسرح بأحلام اليقظة... أكون مع أهلي، إخوتي وأولادهم اجتماعية ولكن مع غيرهم لا أكون كذلك نادراً ما أكوّن صداقات وعلاقات اجتماعية فلدي صديقة واحدة ولا أحكي لها عن همومي وهي دائماً ما تتكلم عن مشاكلها، أمّا أنا فلا لا أحس أنها صديقتي بمعنى الصداقة لا أقول أني مثالية ولكن لم أجد صديقة تتوافق معي، نادراً ما أصل الرحم وزاد على ذاك ما أفعله بشعري فلقد تغيّبت عن مناسبات اجتماعية هامة ذهب كل أهلي إلا أنا فجلست في المنزل وحدي... للأسف، كنت أمارس العادة السرية لفترة طويلة لمدة 6 سنوات ثم توقفت وندمت كثيراً وبكيت.. لاحظت أمي بكائي وحالتي النفسية السيئة فقالت: ما بك، لم أخبرها بشكل مباشر، لا أذكر ماذا قلت لها ولا أعلم أهي فهمتني أم لا لأني كنت في حالة يرثى لها وقالت: لا بأس وخرجت...
وبعد فتره طويلة من هذا الموقف حدث بيني وبين أصغر إخواني الذي تحبه أمي كثيراً وهو أكبر مني ب11سنة نقاش وقال لي أنا أعلم عنك كل شي، ذهلت وتذكرت ما حدث بيني وبين أمي، أيعقل أن تخبره أمي؟ حاولت أن أتجاهل ما حصل وأقول لنفسي لا يمكن لأمي أن تخبره..... وللأسف عدت لممارسة العادة السرية ولكن بشكل أخف بكثير، أعلم أن ما أفعله حرام وقبيح وقررت أن أتوب من هذا الفعل المشين والحمد لله أن سخر لي التوبة.
كانت علاقتي بأمي سطحية لا أحكي لها عن همومي ولا أعبّر لها عن مشاعري تجاهها فأنا لا أقبّل رأسها إلا نادراً جداً ولا أقول لها أني أحبك مع أنها أماً عظيمة وبعد تلك الحادثة زاد تأكيدي ألا أخبرها ولو بشيء بسيط عني.. خرجت عن الموضوع كثيراً، عندما أنتف أمسك الشعرة وأنزع الجزء الأبيض ثم أرمي الشعرة.. وأنا أنتف أعلم أني أنتف فهو ليس فعلاً لا إرادياً.. قرأت العلاج السلوكي وأحس أنه ليس لمثل حالتي فهو للذين لديهم رغبة ملحة للنتف والذين يعانون من الوسواس والذين يعانون من قلق واكتئاب فيفرغوا ذلك بنتف شعرهم، أما أنا فلست كذلك ومع ذلك جرّبت العلاج السلوكي ولم ينفع.
أعلم أن الفراغ وعدم إشغال يدي هو الذي يدمّرني، أنا أحاول أن أشغل وقت فراغي فأنا لا أعمل، أحفظ حالياً الجزء 29 من القرآن وأقرأ كتاباً كل شهر.. تعبت أمي معي كثيراً فهي لا تريد أن أفعل هذا لذلك أحاول تخبئة الأماكن الفارغة لكي لا تراها، وهي لا تعلم أني أنتف هذه الفترة... أحس أني أخدعها بل أخدع نفسي إذا انتهيت من النتف أحس بندم وحرارة في قلبي وخاصة عندما أرى الشعر حولي في سريري وغرفتي وكل مكان أجلس فيه...
أصبحت أنذر نذوراً من أجل ألا آتيه ولكن للأسف لم ينفع ذلك، قلت لنفسي يوماً إن نتفت فسأجرح نفسي وفعلاً جرحت نفسي جرحاً بسيطاً بالمقص... أحسست بالمأساة وقررت قراراً نهائياً بإذن الله أن أتوقف وأنا الآن متوقفة قبل أن أكتب الرسالة بيوم.... ولكني أخاف من أن أنتكس لا أريد أن أقولها لأني إن شاء الله لن أنتكس، أعلم أن الحل بيدي ولكن أريد ولو كلام يحمسني ويشجعني.
لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي بل مستحيل أنا أرغب بذلك ولكن إن أردت أن أذهب فسيعلم إخوتي الذكور بذلك وهم الذين سيذهبون بي إلى الطبيب وإخوتي وللأسف يخبرون زوجاتهم بذلك ومن ثم ينتشر الخبر.
آسفة على الإطالة.......
أسأل الله لكم الفردوس الأعلى سواء رددتم عليّ أم لا.
06/04/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة "ميادة".... أبقيت رسالتك معي وأنا أتنقل من سفرٍ إلى سفر طوال شهر إبريل 2008 وفي كل سفرةٍ قرأت سطورك الإليكترونية ولم أجب!... كنت أحاول أن أهدئ من صياحي أنت تخدعين نفسك يا ميادة مثلما كثيرون ممن حولك من الناس حين يكتمون معاناتهم وعذاباتهم التي يمكن علاجها فقط كي لا تصيبهم وصمة الطب النفسي!
أتمنى أن يظهر ردي عليك وأنت على قرارك النهائي ما تزالين متوقفة عن النتف وعن العادة السرية، وأن تكون إستراتيجيتك في التعامل مع الحياة بالنزوع إلى الوحدة وأحلام اليقظة قد تغيرت تماما لأنها برأيي مدمرة يا ميادة.
حياتك مستقرة ومشاكلك ليست كثيرة... هكذا قدمت لنفسك يا ابنتي ثم وشت أصابعك بغير ذلك حتى صدق قولك: (أحس أني أخدعها بل أخدع نفسي)!..... إذا كانت هذه حياتك المستقرة فهل مقارنة بأهلنا في العراق أو فلسطين تقصدين؟ إن كان هذا فربما صدقت..... كذلك إذا كانت مشاكلك المذكورة هنا وهي عدم التعبير عن المشاعر وغياب العلاقات الإنسانية الحميمة، والإغراق في أحلام اليقظة ونتف الشعر إراديا وممارسة العادة السرية....إلخ، هي المشاكل التي تصفينها بقولك (وهي قليلة ولله الحمد) فإنني أسألك يا ميادة عن المشاكل التي قد تصفينها بأنها كثيرة ماذا تراها تكون؟؟
السؤال المهم الآن يا ابنتي هو ماذا ستفعلين لإصلاح الخلل الكبير في كيانك النفسي؟ وهل تنوين الزواج دون أن يعرف زوجك عن المرض قبل العقد؟ هل نتف شعر الرأس المزمن مسألة يمكن إخفاؤها عن زوجك؟
لست أدري ما هي ملابسات علاقتك بزوج المستقبل –وفقكما الله- هل تستطيعين إخباره بوجود مشكلة لديك؟؟ إن كان هذا ممكنا فأنصح بتأجيل طلب العلاج النفساني بعد الزواج على أساس اتفاقك أنت وزوجك على هذا... وهو ما يصون لك السرية فيما أخمن مقارنة بوضعك الحالي... لكنني مع الأسف لا أستطيع خداعك يا ابنتي بكلمات تشجيع أعرف أنها ليست في الاتجاه الصحيح...
أتمنى أن تتابعينا بقراراتك الإرادية.