أحلام عادية كل ما أنام..!؟
سيدي أشكر كل من قام بالاشتراك في عمل هذا الموقع وأحب أن أقول أنني إنسان متزوج ولى ثلاثة أطفال ولدان وفتاة وأحبهم بدرجة كبيرة وخاصة الفتاة باعتبارها آخر العنقود وتتمثل مشكلتي في الآتي:
1- أنني إنسان إذا ما تعرفت على أية امرأة إلا ويحدث تقارب شديد بيننا وقد ينتهي الأمر إلى علاقة خاصة سواء كانت هذه امرأة جارة أو زميلة عمل إحدى قريباتي زوجة أحد أصدقائي،،،،،، الخ والمشكلة أن بداية العلاقة تكون بدافع من أي امرأة وبوازع منها وبعدها أبدأ أنا بتكملة باقي خطوات العلاقة الخاصة والتي لا أجد منهن فيها أية مشاكل.
2- إنني لا أركز في حياتي نهائيا فلا أبدأ أي عمل وأتمه ولا أي مشروع وأكملها وحتى إذا بدأت عملي اليومي فنادرا ما أتمه. عايش عيشة الهمجي لا يوجد لدي أي تركيز إلا في العلاقات الخاصة فقط إذا طلب أحد مني شيء أفعله وفي أثناء تأدية هذا العمل شخص آخر طاب مني عمل شيء آخر أترك ما في يدي وأقوم بتنفيذ الشيء الجديد وأنسى تماما الشيء المطلوب أولا أي أن عقلي لا يتذكر سوى آخر شيء مطلوب مني فقط ودون ذلك ينسى تماما.
3- أنني حينما أنام وأبدأ في النوم وحتى أستيقظ في أحلام مستمرة وكأن شريط اليوم يمر علي أثناء نومي أو كأن فيلم أشاهدة في السينما لأشخاص لا أعرفهم ولأحداث لا تتعلق بي أو بأحد أعرفه وهذا الأحداث ليست بكوابيس وإنما هي أحلام عادية جدا ولكن مستمرة طالما أنا نائم وأيا كان وقت النوم يعنى أحلم كل يوم وفي أي وقت طالما عيني مغمضة.
ما رأيكم
أنتظر الرد
4/4/2008
رد المستشار
أتدري أين الخلل بحق؟ إنه في أزمة أسميناها أزمة منتصف العمر!! فيها حين يصل الرجل أو المرأة لمثل سنك أو قبله بقليل يبدأ البحث من جديد على نفسه؛ فيتساءل من أنا؟ أين أحلامي الخاصة؟ هل أنا سعيد؟ هل أنا لا زلت شخصا يمكن أن يجذب أحدا؟ فيخرج بقائمة مكتوب في يمناها ما يهواه ويتمناه ويتشبث بتحقيقه؛ لأنه يقول لنفسه حينها أنه لم يفُته القطار بعد! فأنا رجل أتمتع بوضع مالي ووضع اجتماعي يتمناه الكثيرين ويختزل حياته التي يحياها اختزالاً مخلاً متصوراً إياها حياة راكدة لا تتعدى الساقية التي يدور فيها وهو مغمض العينين فهي لا تروي نفسه ولا احتياجاتها، وينسى أن لكل مرحلة من العمر ميزة تميزها ودور مؤثر يقوم به، ويظل يطمح ويطمع أن يحيا حياة الشاب الصغير!
أما يسراها؛ فيكدس فيها كل السلبيات التي يتعايش معها وكل المتع التي فاتته وكل الخلافات التي يحياها مع زوجته وأبنائه وعمله فيقرر ألا يتركها تلتهمه ويلتهمها هو عن وعي فتزداد خلافاته مع كل من سبق وتتبدل تصرفاته أو بلا وعي فيقل تركيزه ويزداد تشتيته واكتئابه واستسلامه فينسى وينسى.
وأزمة منتصف العمر يكون دور البطولة فيها للعلاقات "الخاصة" سواء العاطفية أو غيرها وتزداد حينما يتقابل رجل يمر بتلك الأزمة مع نساء جائعات؛ جائعات لكلمات رقيقة وأذن صاغية وفضفضة؛ جائعات للثناء بحلو الكلمات على شكلها وصفاتها وتصرفاتها ، جائعات للاهتمام والاحترام والتقدير فلا تتصور أنك دونجوان لا يُقاوَم ولكنك فقط تتعامل مع جائعات أو سيدات "عينهم زايغة".
ولان تلك العلاقات الخاصة تتطلب منك المتابعة والإبداع لطرق الجذب ومحاولات لحل مشكلاتهن أو لمجرد الحديث مع أنثى غير زوجتك فمن الطبيعي جدا أن يقل تركيزك، فالنسيان له نظرياته العديدة منها نظرية التداخل وهي نوعان: منها التداخل الرجعي، حيث تشوش المعلومات المدخلة حديثا على المعلومات المكتسبة من قبل ومنها..... التداخل القبلي حيث تجعل المعلومات الموجودة الآن على صفحة الوعي دخول المعلومات الجديدة صعبا بمعنى أن صفحة الوعي تكون مشغولة أو مملوءة بالمعلومات القديمة.
أما أحلامنا فهي تتحدث عما نحياه ونشعر به أو ننشغل به بشكل عام ولقد أبدع الدكتور وائل في مقالة تحدث فيها عن النوم أرجو قراءتها، فأحلامك العادية هي ملخص لانشغالك طول الوقت بتكوين علاقات وصداقات مع الجنس اللطيف بما تحمله من أحداث ومشاهد فلا هدف كبير ولا معاناة نفسية عالية ولا اهتمام لقضية كبيرة فينتج ذلك كله أحلاماً عادية مليئة بأحداث عادية لأشخاص تعرفهم أو لا تعرفهم فهي ملخص لحياتك التي تحياها لا أكثر ولا أقل.
أعلم أني "قد" أكون ضايقتك فأرجو المعذرة، ولكن انظر معي لحياتك؛ فلا وجود لزوجتك وشريكة حياتك، لا وجود لعمل حقيقي تقوم به جانب وظيفتك، لا وجود لانشغال بتربية أبناء تفخر بهم، والوجود كله نساء وعلاقات خاصة، فلتعد حساباتك مع نفسك من جديد دون جلد ودون جهد نفسي لا داعي له؛ فقط أعد تجديد نظرتك لنفسك ولحياتك الزوجية وأبنائك فستجد فيها الكثير والكثير واحمد الله أن زوجتك لا تهوى العلاقات الخاصة مع الرجال.