وساوس أم صرع أم صعوبة تعلم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر موقعكم الرائع والجهود التي تبذلونها، فجزاكم الله كل خير....
وتعليقا على مشكلة الأخ مشاري شفاه الله وعافاه، تحديدا على ما قاله مجيبه الكريم دكتور علي إسماعيل عبد الرحمن عن Dyslexia (والطفل الذي يعاني من صعوبة القراءة يكون لديه اختلال في واحد أو أكثر من تلك العمليات العقلية التي يقوم بها المخ للوصول إلى القراءة السليمة، وهذا الاضطراب يظهر منذ الصغر لكن قد يتأخر تشخيصه إلى الكبر وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاج الذاتي دون العرض على طبيب).
هو فعلا أنا ومن أعرفهم يعانون من تلك الصعوبات بنسب بسيطة يكتشفون الأمر بنفسهم، وللأسف تزداد صعوبة القراءة أو الكتابة عند الضغوط، وخاصة في الأوقات العصيبة... يحدث في الحالات الشديدة تحت الضغوط أو التشتت ما يحدث لأخي مشاري المتمثل في قوله ((عندي مشكلة، دائماً إذا قريت مقال بسيط أو صفحة من كتاب، أحس كأن رأسي تخدر. وأفقد القدرة على التركيز والاستيعاب بشكل تدريجي.. وتكون عندي رغبة بأن أحضر سكين أو إبرة وأغرزها في جبهتي وبالذات في المنطقة التي بين العينين)).
ربما آخرون لا يشعرون تماما برغبة في غرس سكين في جبهتهم.. ولكن هذه الحالة تشعر صاحبها بقلة الحيلة والغيظ والتشتت بسبب الزغللة والصداع وعدم المقدرة على قراءة المكتوب أو كتابة ما يريد فيندفع برغبة في فعل أي شيء كأن يدعك وجهه أو يظل يحرك الورق أو يمسك برأسه أو أي شيء كهذا، ولكن ما قرأته أن المسؤول عن هذا الأمر هو جين وراثي... وطبعا لم نصل بعد لتعديل تلك الجينات أو تغييرها، وأنه لا علاج له سوى التدريب على التكيف والتعلم بطرق أخرى بصرية أو سمعية منذ الصغر، ولكن طبعا هذا لا يحدث في مجتمعاتنا الرائعة... فغالبا ما يعيش هؤلاء طفولتهم بصفة بليد أو فشلة... ويكون تحصيلهم الدراسي ضعيفا دائما مثلي رغم أنهم قد لا يكونون أغبياء.
وهذه المشكلة حقيقة قد تكون كارثة إن لم يتكيف معها الشخص أو عندما يفقد فجأة هذا التكيف، عندما ينسى شخص في مقابلة عمل كيف تكتب بعض الكلمات العربية البسيطة ويبدل أماكن الحروف أو يبدلها أو يظل يسأل الآخرين عن معاني الكلمات المكتوبة... معللا ذلك بأنه لا يستطيع قراءة خطهم، أو أن ينسى ويكتب عربي فصيح من الشمال لليمين!!... فيعتقد الآخر أنك تكتب باللغة الأردو البكاستانية.
إن كان أخي مشاري لديه هذه الأشياء فهو حتما ديسلاكسيا... عليه أن يحاول أن يتكيف ويتجنب القراءة والكتابة عندما تنتابه تلك الحالة لأن ذلك يزيد الصداع، كما الأفضل أن يبتعد عن الكتابة أو على الأقل كتابة الكلمات الصعبة أمام الآخرين لأن بوجود الآخرين الأخطاء تزيد وينكشف أمره.
الله أعلم هل هذه الحالة عنده أم لا ولكن ما وصفه تماما يماثل ما مررت به قبل ذلك، ولم أكن أعرف ما هو... وتفاجأت من وصفه أنه صعوبة تعلم
الحمد لله أن هذه الكوارث لا تحدث كثيرا أو لا تلاحظ بشكل يومي، ولكن لا أعلم لهذا حلا.... فقط التكيف.
5/5/2008
رد المستشار
الأخ الفاضل أهلا ومرحبا بك على الموقع وجميل أن نتبادل الخبرات لأن هذا يؤكد أن ما قام به الموقع قد أثمر حيث استطاع نشر الثقافة النفسية بين العديد من أفراد المجتمع، عندما توقعت أن الأخ مشاري يعاني من صعوبات التعلم كنت أتوقع معارضة بعض المختصين وليس العوام (مع جزيل الاحترام للأخ المشارك) لغرابة التشخيص حيث أن كل الكتب تقول أنه يبدأ في الصغر وإضافة أنه قد يستمر للكبر من عندي لتسهيل تقبل المختصين للتشخيص ومحاولة مناقشته وعدم استبعاده ولكنك أكدت بأدلة قاطعة معاناتك وربما يتفضل الآخرون أيضا بالمشاركة،
ولكنني أخي أختلف معك في أسلوب العلاج حيث أصبح اليوم هناك مختصون وبرامج علاجية ناجحة بدرجة كبيرة في التخلص أو تقليل مشكلات صعوبات التعلم، كما أختلف معك في الأسباب فهي ليست أسبابا بل عوامل منها العامل الجيني وعوامل أخرى منها أن هناك تغيرا في خلايا معينة بالمخ ومشكلات الولادة ومشكلات الحمل وظروف البيئة وغيرها من العوامل التي يستمر العلم في كشفها حتى الآن وبالتالي ننتظر مشاركة الأخ مشاري وآخرين لإلقاء الضوء على هذا الاضطراب.
شكرا