السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاماً، أعاني من حالة اكتئاب حادة جعلتني أسيراً للحزن ما يقارب سنتين من عمري نتيجة علاقة حب قد فشلت بسببي، ولكن قبل أن أبدأ قصتي التي بدأت فصولها أيام دراستي الجامعية، أحب أن أخبركم بأن تجربتي العاطفية الأولى كانت في أيام المراهقة، وأقصد بها أيام دراستي بالمرحلة الثانوية، وقد فشلت العلاقة بسبب سوء الاختيار بالدرجة الأولى، وتحكيم العاطفة على العقل، حيث أحببت بنتاً متحررة لا تتناسب مع شخصيتي المحافظة بالإضافة إلى اختلافات كثيرة سواء بالطبقة الاجتماعية والمادية وغيرها، بالإضافة إلى اختلاف المذاهب والذي يمثل اختلافاً جوهرياً بيننا.
المهم لم أكن في البداية أدير بالاً لهذه الأمور نتيجة اندفاعي لهذا الحب الزائف، إلى أن أتى اليوم الذي اكتشفت فيه خيانتها لي، فهي فتاة لعوب وتكلّم الكثير من الشبان، وهذا سبب تركي لها، لذلك لم أتألم كثيراً على تركها باستثناء أول شهر من تركها قد ولّد لدي حالة من الإحباط والضيق سرعان ما تجاوزتها، خصوصاً بعد انخراطي في التدريب بأحد الأندية الرياضية ومشاركة الأصدقاء والخروج معهم وصحوتي من حالة أحلام اليقظة التي أعيشها بمشاعر مراهق اندفع بعاطفته وأحب فتاة لا تناسبه من جميع النواحي.
تخرجت من الثانوية العامة بتقدير جيد جداً وسجّلت في الجامعة بإحدى الكليات المرموقة التي لطالما حلمت بها، والحمد لله تم قبولي، وبدأت مشوار الكفاح في الدراسة، ودخلت عالماً جديداً في حياتي، وازدادت المسؤولية على كاهلي في إثبات وجودي والحصول على درجات عالية تؤهلني لإكمال دراستي ما بعد الجامعية والحصول على درجة الماجستير والدكتوراه بإذن الله.
المهم ولا أريد الإطالة؛ أحببت فتاة تدرس معي في نفس الكلية كانت تمتلك جميع الصفات التي أريدها من حشمة وطهارة وعفة وقدر من الجمال، بالإضافة لذلك أنها تناسبني من جميع النواحي الاجتماعية الأخرى، وقد اخترتها بناء على عقلي قبل قلبي مستفيداً من تجربتي الأولى، وقد صارحتها بحبي وبادلتني الشعور وعشنا أجمل قصة حب مبنية على العفة والطهارة، واستمرت علاقتنا سنتين، إلى أن أتى ذلك اليوم المشئوم، الذي قررت فيه حبيبتي تركي للأبد وقطع كل وسيلة اتصال بيننا.
بعد وصولنا للسنة الرابعة، سألتها عن السبب؟ قالت كنت في البداية أشك بأنك أخبرت أصدقاءك بالكلية عن علاقة الحب التي تربطنا بسبب نظراتهم لي والتي ألحظها بين الفينة والأخرى، ولكن الآن تأكدت بأنك قد أخبرت أصدقاءك عن علاقتنا عن طريق إحدى صديقاتي، لذلك لا أريدك وأرجو أن تقطع كل علاقة بيني وبينك.
حاولت أن أقنعها بعكس ما تظن وأرجوها ألا تفعل ذلك وحاولت إقناعها أكثر من مرة ولكنها أبت وقطعت علاقتها بي وتم لها ما أرادت (في حقيقة الأمر أن أحد أصدقائي سامحه الله وهو يعرف أنني أحب حبيبتي ولكن لم أخبره بأن ثمة علاقة بيننا، فقط أخبرته بأنني معجب ومحب لفلانة وأريد أن أتقدم لها بعد التخرج وقد قام عن حسن نية بإخبار صاحبة حبيبتي وهو يعرفها كزميلة وأخت مقرّبة وهم مشتركون معاً في نشاط جامعي معين بأنني أحب صديقتها وأريد الزواج منها وبالطبع أنا لم أعلم بأن هناك علاقة بين صديقي وصاحبة حبيبتي إلا بعد ما وقع الفأس بالرأس، وقد قامت الأخيرة بإبلاغ حبيبتي التي فهمت أنني فضحت أمر علاقتنا)،
لذلك تعرّضت بعدها لصدمة عاطفية كبيرة جعلت مني إنساناً محطماً كئيباً لا أقوى على ممارسة أنشطتي اليومية وبالكاد أستطيع التركيز في دراستي، كان الضيق في صدري يسيطر عليّ معظم الأحيان، لذلك أهملت نفسي والاعتناء بمظهري، وبدأت بالإفراط بالأكل إلى أن زاد وزني بصورة ملحوظة، بعدها تخرّجت من الجامعة، أحسست بتحسن طفيف في حالتي، ولكن خيال حبيبتي لا يفارق كياني، وقد عملت في إحدى الوظائف الحكومية وأتقاضى راتباً جيداً، قررت بعدها أن أسأل وأتحرى عن حبيبتي بعد مرور سنتين على التخرج لم أرها خلالها، واكتشفت أنها تعمل في إحدى الوزارات وهي لم تتزوج بعد، فرحت فرحاً عظيماً بهذا الخبر وقررت أن أتقدم لها طالباً يدها بعد أن صليت الاستخارة، وبصراحة لقد فقدت كل وسيلة للاتصال بها، كل الذي أعرفه عنها هو عنوان بيتها الذي سأعطيه لأهلي حتى يقوموا بدورهم بزيارة أهل الفتاة وطلب يدها لي، ولكنني خائف جداً من ردة فعلها وأن تقوم برفضي مرة أخرى، وفي نفس الوقت أشعر ببعض التفاؤل الطفيف وأقول عسى أن السنتين التي مضت بعد التخرج تنسيها الذي حدث وتتغير رؤيتها لي،
فما رأيكم؟
R03;أعطوني الحل مأجورين.
18/05/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وسدد خطاك. أشجع محاولة خطبتها رسميا من أهلها بغض النظر عن ردها فإن أجابت كان خيرا وبالرفاء وبالبنين إن شاء الله وإن رفضت فهو أيضا خير كي تعمل على إسقاطها من حياتك دون ندم وتتوقف عن لوم نفسك على خسارتك لها.
بغض النظر عن إعجابك وتعلقك بها لا يبدو أنها كانت تبادلك نفس المشاعر حتى في ذلك الوقت فسبب قطعها العلاقة وتعنتها ورفضها اعتذارك قد يكون مؤشرا لم تنتبه له أنت أي أنها كانت تبحث عن عذر لإنهاء العلاقة. فحتى وإن خالفت عهدها -رغما عنك- فالمفروض في المحب أن يغفر ويشتاق كما هو حالك فأول أسس العلاقات المودة والرحمة وهي تعني احتمال العيوب والتجاوز عن الزلات. كما يجب أن تضع في اعتبارك أن مشاعر الناس ورغباتها تتغير مع الوقت فإن أحبتك في الماضي لا يعني بالضرورة أن تبقى على محبتها حتى الآن.
أعطها هذه الفرصة لتكسب قلبا محبا راغبا فيها ولكن إن رفضت فلا تأسى على حب انتهى وتجاوزها لمن تقدرك وتبادلك المشاعر تسعدها وتسعدك.
كلمة أخيرة لا يجب أن تتوقف سعادتك أو تعاستك على بعد واحد وهو العواطف ولا على شخص واحد فالناس تتغير ولأننا لا نستطيع السيطرة عليهم أو التحكم بهم لا يجب أن نسمح لهم بفعل ذلك في حياتنا. وكما أسلفت إن لم توافق فهذا يعني أنها ليست من رزقك ولكن لا داعي للاكتئاب بل امضي في حياتك بحثا عمن تقر عينك بها فاجعل خطبتك لها محاولة أخيرة للتصالح مع الماضي وفصل الأمر إما بالمضي معها أو الاستمرار في حياتك مع غيرها وتابعني بأخبارك.