السلام عليكم ورحمة الله...
قبل كل شيء يا دكتور.. أحب أن أوضح مدى استيائي من هذه الحياة والمعاناة التي أعانيها.. ولكن تبدأ مشكلتي من:
منذ كنت صغيرا كنت أحب لعب الفتيات.. وأحب ارتداء الفساتين.. وحضور الأفراح التي في العادة يكون قسم النساء معزل عن الرجال.. ولم أعرف لماذا أنا هكذا... وكنت أحب أن ألعب بالباربي.. وأن أضع شعرها على رأسي حتى أرى شعري طويلا مثل البنات...
ولكن واجهت انتقادات كثيرة من أهلي وإخوتي ومن أصدقائي.. والأمر الذي جعلني أصطنع في تصرفاتي.. أغلظ من صوتي... أحرم نفسي من الأشياء التي أحبها خوف من أعاقب أو أن أتعرض للتوبيخ ولكن وصلت إلى فترة المراهقة وأنا أعاني من هذه المشاكل..!!
ولكن كان شكلي جميلا بعض الشيء، وكنت في المدرسة عادة ما يقولن لي أن شكلي جميل هل أنا من أصول أوروبية... الأمر الذي يدفعني للفرح ولكن حيث كنت حافظا لثلث القرآن الكريم فكان الطلاب في المدرسة يعاملوني على أني الابن الملتزم دينيا وأني جميلا لأن الله أنعم علي بحبه وهدايته لطريق السليم..
ولكن عندما كنت أختلي بنفسي وأفكر في مدى اختلاف أحاسيسي عن جنسي كنت أبكي... حتى إني عندما بلغت كنت أحلم أنني أمارس الجنس مع الرجال.. وأني امرأة... وكنت أحلم دائما بأن أكون امرأة...... ولكن حتى الآن لم تبدأ معاناتي حيث أنني كنت متفوقا في دراستي والحمد لله... ونجحت في الثانوية بمعدل عالي.. وبعثت إلى الأردن ولأدرس طب أسنان.. ويا ليتني لم أسافر حيث كنت أعيش مع إخوتي في شقة وكان العديد من أصحابي يزوروننا إلى البيت.. وكنت أضع القناع اللازم حتى أظهر بمظهر الرجال.. ولكن فجأة..!!!.. أعجبت بأحد أصحاب أخي.. وكنت أظنّه حبا عاديا أي ود ولكن... اكتشفت أني مغرم به.. أنني أتمنى أن أكون امرأة حتى أتزوج به... وكان عندما يأتي تزهر الدنيا في وجهي.. وعندما يذهب أكره كل شيء... وكنت أود أن أكون خادمة بين قدميه أفعل ما يأمره.
حيث أنني كنت أنظف البيت وأغسل الملابس وأجهز الأكل له كأنه زوجي.. وأسأله أين ذاهب ومتى سيعود، لدرجة أنه قال لي إنك تعاملني مثل زوجتي..!! الأمر الذي دفعني للجنون.... مع العلم أنني لم أفعل الفاحشة والحمد لله.. ولكن إلى متى!!!
ولكن بعد فترة عرفت أنني لا يمكن أن كون زوجته، وبدأت أنهار.. شيئا فشيئا.. وأبكي... وأموت كل يوم.. وهو عندما يأتي عندنا.. قلبي تزيد عدد خفقاته.. إن حاول أن يلمسني أثار جنسيا.. بشكل سريع.
وهو دائما يقول أنه يحبني، جدا... وذات يوم كنت واضعا منشفة على رأسي مثل الحجاب الشرعي فقال لي.. إن شكلك سيكون جميلا لو كنت فتاةً.. ومن هنا خرقت السكينة قلبي...
وأنا حالتي النفسية تعبانة، فأوقفت قيدي للدراسة هذه السنة وأنا محتار من أسئلة تراودني..
س\ لماذا أعذب على شيء أنا لست المذنب فيه؟
س\ لماذا خلقني الله هكذا، مع أنني كنت مطيعا وحفظت ثلث القرآن وأصوم وأصلي؟؟
س\ لماذا أشعر بالظلم، هل هذا ابتلاء أم مرض أم حالة نفسي أم مس شيطاني...؟
س\ هل الحل الوحيد هو أن أجاهد حتى أموت شهيدا أفضل من أعيش في عذاااب..؟
س\ هل لو أنني تمكنت من التحول جنسيا. هل سيعترف بي أهلي.. بل أظنهم سيحرقونني؟
لا طالما كنت أحلم لو أن اليهود يلقون القبض علي، ويعملون عملية جراحية للتحول الجنسي لي.. وهو كنوع من التعذيب... وحتى أرجع إلى أهلي وأنا برئ الذمة على أساس أن كل شيء حصل غصبا عني، وأنهم بذالك سيرضى بي المجتمع الليبي والعربي...!!!
... فأنا الآن طريقي شبه مسدودة، يا دكتور أرجو أن تعطيني هاتفك أو إيميلك، أو أي شيء حتى أتصل بك لأني حالتي تأزمت وفكرت في الانتحار، ولكن عرفت أنه حراام...
وأريد أن أوضح شيئا فأنا لم أتعرض إلى التحرش وأنا صغير.. وأنا لم أنشأ بين البنات.. بل بالعكس كان يكبرني أخان وأختين.. وكان الأخان هما الأقرب مني سنا...
ولكن كانت ميولي تختلف عنهم دائما حيث أكره الكره والسيارات، وأحب الباربي وألعاب البنات...
وأنا الآن بعد ما قرأت في عدة مواضيع ورأي الدين في حالتي.. حيث قالوا اضطراب الجنس من حيث الحس والأعضاء هذا مرض ولازم من أن يعالج.. وظن اسم الحالة هي.. "الترانسكس"..
فما هو العمل؟؟
وشكرااا
1/4/2008
رد المستشار
أهلا بالأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حبك لصديقك وميولك منذ الصغر لألعاب الإناث هو في الطب النفسي ينتمي لاضطرابات الهوية الجنسية Gender Identity ، أي عدم الانتماء الراسخ تجاه النوع الجنسي والميل للانتماء للنوع الآخر، وهي حالة نفسية لها أسباب متعددة بيولوجية ونفسية وتربوية وجينية ولا زال السبب الأكيد غير معروف.
ويبدو أن حالتك تترافق مع اكتئاب ارتكاسي سببه هذا الصراع والصدام ما بين ميولك وهواك من جهة وتدينك وعقلية المجتمع من حولك من جهة أخرى..
وبالنسبة لأسئلتك التي طرحت:
س\ لماذا أعذب علي شيء أنا لست المذنب فيه؟
والجواب: الحياة هكذا ما بين معاناة وأزمات وبين مسرات وضحكات، الحياة ما بين العسر واليسر، ولا يعني وجود الأزمة أو العسر أو الحزن أنه عقاب للإنسان أو انتقام منه..
س\لماذا خلقني الله هكذا.. مع أنني كنت مطيعا وحفظت ثلث القرآن وأصوم وأصلي؟؟ ولماذا أشعر بالظلم.. هل هذا ابتلاء أم مرض أم حالة نفسي أم مس شيطاني...؟
والجواب: إنه الابتلاء كما قلت، ولابد لك من الصبر والتفكير في كيفية النجاح في هذا الامتحان أو الابتلاء، وأعود وأكرر أن الحياة هكذا.
ألم يقل الله تعالى ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)) (سورة البلد: 4)
س\ هل الحل الوحيد هو أن أجاهد حتى أموت شهيدا أفضل من أعيش في عذاااب..؟
والجواب: أن تجاهد كي تحيا في سبيل الله أقوى وأرقى وأتقى من أن تجاهد لكي تموت في سبيل الله، لأنه من عاش في سبيل الله سيموت في سبيل الله.
س\هل لو أنني تمكنت من التحول جنسيا. هل سيعترف بي أهلي.. بل أظنهم سيحرقونني؟
السؤال غير واضح..
والتحول الجنسي مسألة جدلية ذات أبعاد طبية ودينية ونفسية واجتماعية وقانونية، ولابد من دراسة الموضوع من جميع الزوايا ثم أخذ القرار.
وأختم استشارتي لك بتعليقي على كلامك:
((.. لا طالما كنت أحلم لو أن اليهود يلقون القبض علي ,, ويعملون عملية جراحية للتحول الجنسي لي، وهو كنوع من التعذيب... وحتى أرجع إلى أهلي وأنا برئ الذمة علي أساس أن كل شيء حصل غصبا عني.. وأنهم بذلك سيرضى بي المجتمع الليبي والعربي...!!!))، وأنا أقول لك الأهم أن تكون أنت راض عن نفسك وراض عن ربك..
واقرأ هذه العناوين على مجانين
• لن نقول لك اذهب ونم مع فتيات بل نقول لك؟؟
• كيف أقتل الفتاة بداخلي؟! م3
• مدرسة المثلية التعليمية م
• الآنسة وحب الجوارب وأنا
أتمنى لك كل الخير.
ويتبع >>>>>>>: أين أنت يا عزرائيل؟! مشاركة