السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبت منذ سنتين عن حب مدته 8 أشهر، وجعلني الله السبب في أني يسّرت له عملاً بضعفي مرتبه ودفعته ليأخذ نصيبه من ورثه لأن عنده مشاكل، ووقفت إلى جانبه، وجعلني الله سبباً في التزامه بالصلاة وبحثت عن شقة حتى أخذ شقة جيدة. مقابل هذا شخصيته ضعيفة مع كل الناس وعليّ أنا يفتري! حتى حين تحجبت وكان فرحاً حتى علّقت أخته على الأمر بأنه من المبكر لبسه ليصبح متضايقاً من الحجاب، هذا عدا عن لسان أمه ماشاء الله عليه!
مهم بعد 7 شهور من الخطوبة ماما دخلت المستشفى واكتشفنا أن عندها سرطان، وطبعاً أنا تدمرت لأن ماما حفظها الله وشفاها هي الدنيا بالنسبة إلي، وقد أقمت معها في المستشفى طوال فترة علاجها. بعد شهر واحد من دخولنا المستشفى فسخ الخطوبة والأسباب غريبة، منها أن بابا لم يكن يأتي للمستشفى، وأنه قاسٍ! ما ذنبي أنا، فقد كنت مقيمة تحت قدميها والله 6 شهور، أنام على كرسي بجانبها.
بعد فترة عرفت أن سبب فسخ الخطوبة أنهم خافوا أن يكون المرض وراثي، كسر قلبي، دمرني وفقدت الثقة في كل الناس، وكرهت كل الناس، وقبل آخر جرعة كيماوي لماما اتصل يطلب الشبكة وإلا فيستشاجرون معنا، قالت ماما فليأخذ نصفها لأجل المشاكل، وآخر جرعة كانت في رمضان، لم يكن ليصبر حتى بعد رمضان. كما أن أختي الصغيرة صممت أن تتم خطوبتها أيضاً قبل الجرعة الأخيرة- قبل رمضان- ونفس الوقت الذي بيعت فيه شبكتي، شعرت أني وحيدة، رغم أن أختي ما زالت تدرس ولم تكمل 20 سنة وخطيبها كذلك، أي لم يكن لازماً في ذلك الوقت، وماما كانت تعبة جداً.
المهم خرجتُ من المستشفى وأدعو الله أن يجنب الجميع شر ما قاسيت فيه من جراء تعب ماما المتواصل وسقوط شعرها، كانت مرحلة صعبة جداً، وطبعاً أنتم أدرى بأثار الكيماوي، بجانب الناس من حولي في المستشفى والذين يموتون بعد ما أتعلق بهم من نفس المرض، عدا عن حزني على حب عمري الذي انتهى من غير ذنب اقترفته، حتى حقي في الحزن لم آخذه مراعاة لنفسية ماما، كتمت كثيراً حتى صار شكلي مخيفاً من الحزن. بعد ما خرجنا وماما تحسنت وجدت نفسي أتمنى الموت، أحس أني وحيدة وأنا مع الناس، عاجزة عن الذهاب إلى أي مكان يحمل ذكرى لي معه، تخليت عن فكرة الزواج وسعيت للعمل خارج مصر، وفعلاً سافرت دولة عربية. نفسيتي الآن متعبة ولا أستطيع نسيان ما حصل، والله لا أنسى لحظة واحدة، ولا ما رأيت في المستشفى.
عندي حزن رهيب وفقدت الثقة في كل الناس حتى الزواج، لا أفهم نفسي، أنا أكره الزواج وفي نفس الوقت أحس بيني وبين نفسي أني أنتظر شخصاً مناسباً، عندما يأتيني أحدهم مثلاً في مكان عملي أرفض دون أن أراه وأحس بالاختناق؟.
حصل موقف وأنا في المستشفى؛ أن أختي الكبيرة تحدثت إلى صديقاتي دون علمي لتخرج معهن، وطلبت منهن ألا يخبرنني لأنني أحب الخصوصية حتى في صداقاتي، أنا هكذا فعلاً، لا أحب أن أعرّف أختي بصديقاتي ولا أن أتعرّف على صديقاتها، وهي أيضاً كذلك، لكن صديقاتها قد تزوجن ولم يعدن يخرجن- مع أنها مكتوب كتابها-، المهم اتفقت مع صديقاتي وكنذ يأتين إلى بيتنا بل ويبتن أيضاً، وطبعاً أنا في المستشفى وكنت أتحايل عليها لتحل محلي ليوم واحد لأخرج قبل رمضان لمرة واحدة، لكنها لم تكن ترضى وتقول أنها متعبة، ثم عرفت لاحقاً أنها كانت تخرج كل يوم، وحين عرفت قاطعت صديقاتي وهي أيضاً، لكنهن لم يرضين وظللن يحلفن أنهن لن يكلمنها ثانية وأنها هي من فعلت ذلك وهى أكدت هذا الكلام، لكنها لم ترضَ أن تقطع معهن مع أني خيّرتها بيننا، مع العلم أنها كانت تتضايق منهن.
وقتها قلت: "حتى الأخوات يفعلن هذا بي؛ واحدة تحتفل بخطوبتها في الوقت الذي أبيع في الشبكة، والثانية تفضل صديقاتي أنا عليّ؟؟". وبابا الذي لم يزر ماما في المستشفى إلا مرة كل شهر- وممكن شهرين- عدا عن الكلام الذي كان يقوله لماما عن شعرها الذي سقط كله، حتى أنا ابنته لم يكن يسأل كيف أنام وما هي حالتي النفسية ولا ماذا آكل، بل كان يأتي المستشفى يبحث عن طعام يأكله هو!!
كرهت كل الناس، أتمنى أباً استند عليه، يخاف عليّ، حتى حين سافرت وحدي لم يسأل عني طيلة 8 شهور. أنا وحيدة جداً، والغريبة أن الشخص الذي ساعدني في السفر واقترب مني جداً ووقف إلى جانبي في كل شيء كان متزوجاً وقال لي: "أنا ساعدتك في السفر لتخرجي من هذا الجو أقترب منك لتفق ونتزوج" لأنه غير مرتاح في حياته، وفعلاً اشتغلت معه في البلد العربي واقتربت منه جداً وهو أيضاً، لكنه بعد ذلك قال أنه حسبها فوجدت أن سيدمر بيته.. حسن، لم يحسبها قبل أن يعلقني يه؟! الناس غريبة جداً، أنا لم أحببه لدرجة أن أصدم، بل تعلقت به كالغريق.... أتمنى أن أقسو على الناس كما أن قلوبهم قاسية عليّ! على فكرة، أنا كلمت أختي وأنا في المطار لأجل صلة الرحم فقط، هي سافرت لزوجها وأكلمها ليس برغبة مني، عادي أطمئن عليها مجبرة.
أنا وحدي في بلد عربي، ليس عندي أصدقاء، فليس لدي الوقت للتعرف على أحد ومتعبة. ماذا أفعل؟ أنا أحيا فقط لأجل ماما، لم يتحقق أي من الأشياء التي تمنيتها، حياتي كلها انقلبت في 2007، هي سنة كئيبة، هل هذا يعني أني سأكمل حياتي وحيدة؟ وفي نفس الوقت أختنق من سيرة الزواج لدرجة أن أي صديقة تخبرني عن مشاكلها أحس أن ردّي عليها قاسٍ وأتحامل على الرجال، حتى لم يعد عندي صبر وأسلوبي صار جارحاً مع أي رجل. آسفة للإطالة، لم أقل ما بداخلي بعد، نار من الظلم.
R03;ملحوظة: آخر كلام قاله خطيبي: "أنا أحبك، لكن هذا نصيبنا، اعتبريني كلب وراح" ليته كان كلباً ما كان غدر بي وأنا في شدّة.
01/10/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "ملك" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عندك حق... لقد أطلتِ قليلاً في الشرح! إلا أن قصتك بالرغم من تمايزها تشبه قصة العديد من الناس ممن يعيشون على هذه الكرة الأرضية، بألوانها الربيعية والصيفية والخريفية... هكذا هي الحياة، فصول متعددة ومتعاقبة، وأنا أكيد أنه قد مرّ على حياتك أياماً سعيدة تستطيعين أن تستذكرينها، كما تستطيعين أن تنتظري الربيع القادم بأيامه ولياليه الجميلة. إذا أردنا أن نصف ما قد حصل معكِ فقد ننصف ذلك الرجل الذي وصف نفسه بالكلب! حيث أنه ذهب بلا سبب -كما أخبرتِ- بعد أن أخذ ما قدّمه لكِ، وهذا خارج عن نطاق الدين والمروءة والأخلاق. أما بالنسبة لأبيك وأختك فلهم طريقتهم في التفكير ورأيهم في الأمور، وحتى لو حاكمناهم لما استفدتِ من هذا شيئاً.
أتصور أن فيما ذكرتِ العديد من الأوجه الإيجابية التي إن انتبهتِ لها قد تساعد في زيادة التفاؤل عندكِ، مثلاً:
- ذلك الوالد اللامبالي، لم يمنعك في الوقت نفسه من أن تشقّي طريقك وتسافري إلى بلاد الاغتراب لتبحثي عن حياتك وسعادتك.
- أختك، يكفي أن تكون موجودة في طفولتك، وفي بعض الأحيان من حياتك الحاضرة كي تشكري الله، لأن كثر يتمنون أن يكون عندهم صديق فكيف بأخت؟!.
- خطيبك السابق، نعتقد أنه قد عرّفك على بعض جوانب الحياة، وساهم في زيادة حسناتكِ كونكِ ساعدته في العمل وفي تكوين نفسه.
الحل:
- أن تكوني سعيدة على أي حال من الأحوال كنتِ، مخطوبة أم لا، تعملين أو عاطلة عن العمل، مع العائلة أو دونها.
- أن تنظري إلى الإمكانات الهائلة المتوفرة لديك للسعادة بالتمايز مع العديد من مثيلاتك اللواتي ليست لديهنّ من الظروف والإمكانات المتاحة لديك والتي تنعمين بها.
- يجب عليكِ أن تعلمي أن الحياة يومان أبيض وأسود، فإذا كنتِ في اليوم السعيد فاشكري، وإذا كنتِ في اليوم التعس فاصبري.
- اقبلي الآخرين كما هم، وحاولي أن تغيري بهدوء وبلين ما تستطيعين في المجتمع، دون أن تفرضي رأيكِ بقوة وصرامة.
نتمنى لك كل الخير في المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: أتمنى أن أقسو على الناس! مثلهم! م