اكتئاب مزمن بتفاصيل عديدة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
لا أعرف حقاً كيف أشكركم على إجابتكم، وأشكر خصيصاً الدكتور علي اسماعيل عبد الرحمن على تفهمه وإجابته القيمة، وأسأل الله تعالى أن يرزقه من فضله في الدنيا والآخرة... آمين.
سأخبركم بالجديد فيما يخص حالتي، لكن قبل ذلك أحسست يا دكتور أنك انزعجت من طول رسالتي ومن اعنقادك أنني أعلم بعلتي ولا أريد التغيير. صدقني أنا أحاول ولكن لا أدري، ربما بدأت أتحسن، ولكن هل أقول هذا كي أقنع نفسي لأنني سئمت من كلمة مريضة، حزينة ومكتئبة... أم فعلاً أنا في طور التحسن؟.
المهم، إليكم آخر أخباري؛ لقد فقدت صديقتي التي حدتثكم عنها، ودون سبب تخلت عني بحجة أني لم أعد أحبها كالسابق، ولم أعد أعيرها الاهتمام الكافي، فهل الشفاء من الاكتئاب يؤدي إلى فقدان الحب الهوسي أو الجنوني؟ ولكن ما زلت أحب أستاذتي التي حد ثتكم عنها وبجنون، فقط أتجاهلها كي لا تسأم مني كما حصل مع كل الناس، كما أني على الأقل أصبحت أستطيع الضحك وسط الناس ولم تعد تظهر عليّ أعراض الاكتئاب كالسابق، لكن هذا لا يعني أني لا أبكي.. بلا، ولكن أبكي وحدي ليلاً دون أن يراني أحد. وإن كان اكتئابي قد انتهى، لماذا ما زلت أحس بالحزن والذنب من أتفه الأسباب؟ ولماذا النفس اللوامة تقتلني؟ كما أني أصبت بالنسيان وبشكل كبير. وما زلت أعاني من أحلام اليقظة، لماذا لا أظهر حزني لأستاذتي؟ وهل عندما تراني أضحك تعتقد أني عدت كما كنت؟ وانتهى كابوس الاكتئاب هذا الذي أتعب قلبي وأضنى وجداني.
أنا لم أعد أفهم نفسي ولم أعد أفهم، أصبحت لا أحس أن هناك من يحبني فأصبحت أمثل كما يمثلون، لماذا لا يدعني الحب وشأني؟ لماذا كلما أحببت أحداً أحبه بغرابة؟ أنا أُحِب ولا أحَب وأعطي ولا يعطى لي! سامحوني لا أدري والله، أحس بالذنب لأنكم ستقرؤون رسالتي وستتعبون أنفسكم في أمر غير واضح، فمشكلتي غريبة، سامحوني أرجوكم، أنا أعاني ولكن لا أدري مم وكيف؟ هل سأبقى هكذا طوال حياتي؟ لدي طموح ولكن هناك أسباب تقتل طموحي كضعف إرادتي وعدم ثقتي في نفسي.
أنا حالة ميؤوس منها حقاً، لو رأيتموني لن تقولوا أني أعاني من شيء، وهذا حال كل من تعرف إليّ.. أصبحت أخاف من نفسي وأخشى أن أجنّ، شيء يؤلمني في الداخل لا أدري ما هو! أرجو أن تفهموا حالتي ولا تهملوا شيئاً، وأجدد شكري للدكتور.
أرجوكم لا تشعروني بالذنب لأنني تعبت من هذا الإحساس.
والسلام عليكم،
المعذبة من فرحتها.
4/1/2009
رد المستشار
أختي الفاضلة،
أولاً؛ أشكرك جزيل الشكر على ثنائك وحسن ظنك بي.
ثانياً؛ أرى أنها ليست تهمة أنك تعرفين المرض والعلاج، بل هذا يعكس مدى قدرتك على قراءة نفسك رغم تشتت أفكارك وغموضها أحياناً، وهو ما حاولت أن أريك إياه بمقاطع من رسالتك.
تتحدثين في رسالتك عن عدة نقاط، أولها: بُعد صديقتك عنك، وهو ما بررته بإختفاء لهفتك عليها، وهو ربما يكون حقيقياً وربما بسبب الأعراض الاكتئابية، فطبيعة البشر أنهم لا يستطيعون سماع الشكوى المتكررة ولفترات طويلة مما يظهر الملل. وعموماً يمكنك إعادة التقارب معها ومحاولة معرفة الأسباب الحقيقية خلف القطيعة.
والنقطة الثانية: التي تتحدثين عنها وهي بخصوص أستاذتك، يبدو أنك لمست بعد صديقتك وخشيتي من بعد الأستاذة أيضاً فقررت أن ترتدي قناع المرح أمامها- وهو شيء جيد بشرط ألا يكون بطريقة ضاغطة، وهو ما أعتقد وجوده، حيث أنك تبكين ليلاً وهو ما أتوقع أنه بسبب عدم قدرتك على استمرار لعب هذا الدور وإنطفاء طاقة التمثيل لديك.
وثالث نقاطك: أختاه تتلخص في سؤالك، هل اختفى الإكتئاب؟ وأنا أقول لا، بل قلّت شدته وأعراضه لكنه لم يختف، لأن العوامل المؤثرة على وجوده ما زالت بداخلك (الأسباب الشخصية، الاجتماعية، البيولوجية) التي أشرت إليها في رسالتي الأولى.
وأخيراً، كنت أنتظر منك أن تخبريني عن تجربة أحد الحلين الذين أشرت عليك بهما في رسالتي الأولى وماذا وجدت في تنفيذهما أو تنفيذ أحدهما من معوقات أو مزايا، وما زلت في انتظار رسالة قادمة نتحدث فيها عن تجربة العلاج.
ويتبع>>>>> : اكتئاب مزمن بتفاصيل عديدة م1