وسواس قهري... من خلق الله؟
رد جميل لسؤال يطرح في أذهان الكثيرين وبارك الله بك دكتور على هذه الإجابة.
ولي مداخلة وردت في ذهني في وقت من الأوقات وهي تؤكد عقلياً وجود موجد لنا من غير أن نوجد بأنفسنا.. ألم يكن من الممكن ألا نكن موجودين؟ نعم هذا ممكن، ولكن من حيث أننا وجدنا فلا بد من موجد لنا وهو الخالق العظيم... فوجوده حتمي الوجود... أما وجودنا نحن كبشر فممكن وغير حتمي.. وأعطانا من العقل ما نستدل به عليه من أفعاله وآثاره وإن خفيت عن أعيننا ذاته..
قال أحد الحكماء يوماً: لحواس الإنسان حدود لا تتجاوزها -وذلك معلوم بالنسبة للجميع- قال كما أن للبصر حد ينتهي إليه، فللعقل أيضاً حد ينتهي إليه.. ولا يمكنه التفكر في ذات الله لمحدوديته فهو لم يخلق ليتفكر بذات الله بل بأفعاله، آياته فقط أي الحجج والبراهين التي من حولك وليس لبشر يد فيها من سماء لا تعرف نهايته، وتعاقب لليل والنهار، والخلق من حولك.. وإن استخدمته للتفكر في ذات الله لن يسعفك بجواب لذا من الأفضل عدم التطرق لهذا... ليس من باب إغماض العين عمّالا نطيق إنما من باب استخدام الشيء في مكانه.
20/1/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الأخ الكريم؛
أظن أن صاحب السؤال مؤمن بالله ولكن وسواسه يدور حول (من خلق الله)، ولكن لا بأس فمداخلتك في موضوع قريب وهي حول البرهنة على وجود الله عز وجل، والدليل الذي ورد إلى ذهنك دليل عقلي منطقي يسمى (برهان بطلان الرجحان دون مرجح) والرجحان دون مرجح يعني: أن تكون الأشياء تسير على نسق معين، ثم تغير سيرها وما هي عليه دون وجود أي مغير أو محول لها، هذا أمر باطل، وجميع العقلاء يعلمون أنه إذا تحول شيء عن وضعه وحاله السابق فلا بد من شيء أثر فيه وحوله.
والكون كله لا يوجب العقل وجوده ولا عدمه، بل من الممكن أن يوجد ومن الممكن ألا يوجد -كما ذكرت- وطالما أنه وجد، رغم تساوي الاحتمالين أصلاً، فإن العقل يحكم أنه لا بد من قوة أثرت فيه (أو مرجح) وحولته عن حالة العدم التي كان عليها، وجعلت وجوده راجحاً على عدمه بعد أن كان احتمال وجوده مساوياً لاحتمال عدمه، هذه القوة المؤثرة هي الله عز وجل. فالله تعالى واجب الوجود إذن، (أي يحكم العقل بوجوب وجود إله للكون).