السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا آنسة في سن العشرين، ولدت ووجدت الفرق بيني وبين أخواتي سنين كثيرة جداً، ووجدت أباً مسافراً، فشعرت بالوحدة، وللأسف خرجت لأبحث عن الأمان خارج المنزل وخارج حدود عائلتي، كونت صداقات كثيرة، وكان لي في كل مرحلة صديق واحد، كنت أحبهم لدرجة الجنون وكنت أتمنى أن أعيش معهم دائماً.
أحس بأن شخصيتي ضعيفة، نعم شخصية ضعيفة جداً، ورغم أني طالبة بكلية الهندسة إلا أني لم أحس بالثقة بالنفس، وأشعر دائماً أن ليس لي قيمة دون الآخر! دائماً أبحث عن الآخر الذي يكمّلني، أحس أني لا أستطيع فعل شيءٍ وحدي مما يبعد عني أصدقائي، فأنا أتعلق بهم بصورة مرضية، حتى أني لم أفعل شيئاً إلا بعد استشارتهم! ولم أفعل شيئاً إلا وأخبرتهم به! لذلك أشعر بالوحدة والخوف المرضي من كل شيء، دائماً أشعر بعدم الأمان وأحس أني ضعيفة. لا حياة لي.
أرجو إفادتي،
وشكراً
05/02/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بنيتي، لديك شخصية اعتمادية تحبذ تسليم قيادة نفسها للآخرين بدل تعب تحمل المسؤولية، وقد يكون لظروف نشأتك دوراً في مبالغة أهلك في تدليلك وتجنيبك المسؤوليات من باب الحب ومن باب أن هناك غيرك أكثر كفاءة في تولي الأمور، ولكنك وحدك المسؤولة عن قبول هذا النمط من الحياة، فأهم ما يتميز به الإنسان هو بُعد الإرادة، ويجب عليك أن تفعليها.
ليس الأمن ما ينقصك بل الثقة بالنفس، وهي لا تأتي دفعة واحدة، كما أنها لا تمنح فلا تبحثي عنها بين الناس بل وفري طاقتك لاكتسابها بنفسك، ها أنت قد رأيت أن المبالغة في الاعتماد على الآخرين تؤدي غالباً للإحباط ولا يبقى مع الإنسان إلا نفسه، وقبلها بالطبع رب العالمين وهو الرّحمن الرّحيم.
ابدئي بتقوية شخصيتك بالتخلص من الأفكار التي تؤكد حاجتك للآخرين طوال الوقت وفي مختلف الجوانب وقاوميها بمنطق أن الأطفال فقط من يحتاجون لرعاية ودعم الآخرين طوال الوقت بينما أنت قد تجاوزت طفولتك منذ زمن بعيد، وتذكري أن الالتصاق تشوه وليس طبيعة الخلق التي أرداها الله لخلقه.
رددي لنفسك بأن النافع هو الله وهو الحكيم الخبير، ومن تظنين أنهم نفعوك لم يفعلوا إلا لأن الله شاء أن يرزقك، والناس قد تذهب وقد تتغير ولكن الله حي قيوم فاجعليه نقطة ارتكاز ثقتك بنفسك والأمان في الحياة.
تقولين أنك قد حققت نجاحات مثل وصولك لكلية متميزة ففكري بأن من فعلت هذا لديها بالتأكيد عقل قادر على أن يدبر باقي أمور حياتها، ولكن ما ينقصك هو الثقة فيه وأول خطوة في بنائها التوكل على الله وتقوية العلاقة به ثم التركيز على ما حققته بالفعل من نجاحات، واجعلي لنفسك أهدافاً بسيطة في البداية واسعي لتحقيقها دون استشارة أحد ولا معونة، حتى وإن عرضت عليك.
عليك بباب توكيد الذات على الموقع وغيره من الاستشارات التي تتحدث عن الثقة بالنفس والتوكيدية، فلديك كل الأدوات المطلوبة للاستقلال والسعادة وتحتاجين فقط للتمرن على استخدامها.