أسئلة محيرة
لو سمحت، أريد أن أسأل حضرتك أسئلة تحيرني.
أولاً: حين يقال أن الأعصاب تدمرت، أو المنشأ العصبي تدمر، الجهاز العصبي... إلخ، وكذلك أعصاب الرأس، كيف يظهر هذا بحسب الفحص؟ ما الفحوصات التي تثبت هذا؟ وماذا يحصل؟ وما الأثر؟ أتمنى ذكر الفحوصات بالاسم بشكل واضح والإجابة بشكل مستفيض.
ثانياً: مرض الهوس الاكتئابي، ما هي نسبة شفاء المرضى منه؟ وما هي نسبة الأمل في أن يعود عقل المريض ليعمل بكفاءة؟ وهل المريض بالهوس الاكتئابي مجنون؟ وكيف نثبت وجوده عند الشخص؟ يعني هل يرجع عاقل وطبيعي كم النسبة؟ وبالنسبة للجنون اكلينيكياً وطبيّاً ماعدا الفحص السريري، وأن نلمس عقلانية المريض، مثلاً شخص مغمى عليه كان عنده بوادر لخبطة وهو مغمى نطمئن على سلامة المخ، كيف يعني هناك تغيّر في رأس المجنون يمكن إثباته بفحص؟ وحين يموت المريض، هل يظهر هذا في الرنين المغناطيسي؟.
08/02/2009
رد المستشار
الأخت السائلة،
تلف الجهاز العصبي كاملاً يعني موت الشخص، ولكن تلف بعض الخلايا هو ما يسبب الأمراض العصبية المختلفة مثل الشلل النصفي، الشلل الرعّاش أو الزهايمر على سبيل المثال، أما ما نراه في الأمراض النفسية بالنسبة لمناطق المخ المختلفة ليس بالضرورة تلفاً وما هي إلا مشاهدات لوحظت في كثير من المرضى وليس بالضرورة وجودها في كل مريض... أعني بذلك أنه في حين تظهر الأمراض العصبية من باثولوجيا (مرض) بالخلايا تظهر الأمراض النفسية من اضطراب بوظائف تلك الخلايا. أما ما يتناوله الناس بالمعنى الدارج من أن (أعصابي دمرت!) يقصدون بذلك الضغوطات الحياتية اليومية.
أما بالنسبة للأعصاب التي ترتبط بالمخ وجذع المخ فهي 12 عصباً تسمى الأعصاب القحفية Cranial Nerves يظهر التهاب أو تلف أياً منها بالكشف الإكلينيكي على المريض من طبيب الأعصاب، وكذلك تشخص كثير من الأمراض العصبية الأخرى.
أما بالنسبة لنوع الفحوصات المطلوبة فتعتمد على حالة كل مريض: من تاريخه المرضي، والمشاهدات الطبية من الكشف عليه، وتبدأ الفحوصات من:
0 فحوصات الدم المختلفة: مثل نسبة الصوديوم أو بوتاسيوم أو الكالسيوم بالدم، ووظائف الكلى والكبد، إنزيمات القلب، السكر بالدم، ودلالات الأورام إلى غير ذلك من الفحوصات.
0 فحص بالأشعة مثل: أشعة إكس، الأشعة المقطعية، الأشعة المقطعية بالصبغة والرنين المغناطيسي ومقياس كثافة العظام، والموجات الصوتية على الأوعية الدموية.
أما بالنسبة لمرض الهوس الاكتئابي فهو أحد الأمراض النفسية، ويصنف تحت الأمراض الوجدانية (المشاعر)، ويتعاقب فيه على المريض فترات من السعادة الزائدة ويصاحبها أعراضاً أخرى مثل قلة النوم والرغبة الجنسية الزائدة، زيادة صرف النقود في غير محلها، كثرة الكلام والنشاط الزائد والأفعال غير محسوبة العواقب (الهوس). وفترات من الحزن والكآبة ويصاحبها اضطراب النوم والشهية ونقص الرغبة الجنسية، واللامبالاة العزلة ونقص تقدير الذات، وتمني الموت قلة النشاط وضعف التركيز. وذكري للأعراض هنا على سبيل المثال ولا الحصر.
وبالنسبة لمآل المرض؛ فإن النوع الأول من اضطراب ثنائي القطبين -وهو أشدهما في الأعراض- :15% يشفى المريض، و45% تعاودهم النوبات على فترات مختلفة من حياتهم وبينها يرجعون لطبيعتهم، و30% يشفى المريض بصورة غير كاملة، وحوالي 10% فقط يصبح مرضهم مزمناً، والعلاج النفسي يحسن جداً مآل المرض.
أما بالنسبة لمصطلح "مجنون" فهو مصطلح عاميّ وليس علمي يطلقه العامة على الأمراض العقلية التي ينفصل فيها المريض عن الواقع، وبالنسبة لمريض الهوس الاكتئابي فيشخصه الطبيب النفسي بلا حاجة لفحوصات، إلا في قليل من الحالات التي تقترن فيها الأمراض العصبية والنفسية مثل التليف المتناثر بالأعصاب والتهابات الأعصاب الدقيقة بالمخ يكون للرنين المغناطيسي دوراً.
وشكراً على مداخلتك.