علاقة خطيبي ببناته بين الحلال والحرام
أرى أن للمشكلة بعداً نفسياً أيضاً بالإضافة لرأي الدين؛ حيث لا يشعر الإنسان أحياناً أنه يعاني من مشكلة طالما أن كل الأمور تسير من حوله بشكل طبيعي، إلا أني ومن خلال ملاحظاتي لبعض حالات الانفصال أو وفاة أحد الزوجين ووجود أبناء -مثلاً إذا انفصل زوج عن زوجته أو توفيت وقام هو بتربية أبنائه، أو العكس- فإن كم العواطف التي يملكها الأب أو الأم تظهر على الأطفال، فيحاول الأب الفاقد لزوجته تعويض مشاعره وعواطفه في حبه لأبنائه، ومع طول فترة الانفصال دون أن يتزوج يزداد ارتباطه بأبنائه سواء كانوا بناتاً أو ذكوراً. ومع تقدم عمرهم يصبح هذا الأمر مألوفاً بالنسبة له فلا يرى به أي مشكلة رغم أنه قد يكون لافتاً لأنظار كل من يتعامل معهم، وهنا وفي هذه الحالة حيث أن الأب قام بتربية أبنائه وكان لهم الأم والأب فهو يرى أن هذا الوضع لا غرابة فيه، فهؤلاء أبناؤه الذي كان لفترة صغيرة يربيهم وينظفهم بل ويحميهم أحياناً ويشتري لهم جميع ملابسهم.
وأرى أن هذا الأب ستتبدل تصرفاته تدريجياً في حال ارتباطه، حيث سيجد المكان الطبيعي لتفريغ شحناته العاطفية وسيتحول البيت إلى أسرة من أب وأم وأبناء، وسيأخذ كل واحد منهم دوره. لهذا على الأم المستقبلية أن تصادقهم وتصاحبهم، لأن المشكلة التي أراها تكمن في البنات وليس الأب؛ فالبنات قد يرفضن دور الأم التي أخذت من اهتمام أبيهن وغيّرت سلوكه، وتنشأ الغيرة بينهم ويتحول الأمر إلى نزاع ليس بين زوجة وأبناء ولكن بين زوجة وغريمات، فالأبناء لم يعتادوا وضع حدود في معاملة الأب وأصبح لديهم هم أيضاً قناعة بأن ما يحدث هو الطبيعي، وسيكون بنيهم وبين من يحاول تغيير ذلك عداوة لا شعورية، وهذا خطأ الأب منذ البداية.
أتمنى التوفيق للأم المستقبلية، فالأمر ليس مجرد إقناع الزوج، ولكن الأصعب من ذلك احتواء الأبناء ومساعدتهم على تقبّل التغيير.
وشكراً.
12-2-2009
رد المستشار
السلام عليكم،
شكراً على مشاركتك يا أخت سارة ولفتك للانتباه لقضية العلاقة بين الزوجة الجديدة والأبناء، لأنه فعلاً لا بد أن تحصل بعض التغييرات في شخصية الأب بعد زواجه، وهو أمر طبيعي، وسواء تغيّر بسبب تفريغ الشحنات العاطفية، أم بسبب اقتناعه بأن ما يفعله غير صحيح، فإن البنات سيلاحظن هذا التغيير. لهذا ملاحظتك بضرورة احتواء البنات في محلها، ولا غبار عليها.
ولكن ما رأيك أن كثيراً من حالات الانفصال التي رأيتها ازدادت الفجوة فيها بين الآباء والأبناء بدل أن يزداد الارتباط والعطف؟! وكذلك حالات الوفاة عندما يكون المتوفى هو الأم! لهذا أظن أن تعميم ما ذكرته -من أن الأب أو الأم يعوضان مشاعرهما من خلال علاقتهما مع أولادهما- ليس قاعدة مضطردة، بل يوجد أناس تنطبق عليهم، ويوجد من يتصرف تصرفاً معاكساً، والله تعالى أعلم.