السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي هي الوسواس والإحساس بالذنب، وهذا بدأ من سنتين. أنا أعاني اليوم من مشكلتين:
الأولى، أني أسكن في القليوبية، وطبعاً كما في أي حي في مصر يلعب الأطفال في الشارع، والظاهرة السيئة هذه الأيام أن الأطفال في هذه المناطق يشتمون بعضهم ويتلفظون بألفاظ تجرح أذني، ولأننا من بيت محترم كنا نوبخ هؤلاء الأطفال، وطبعاً أهاليهم غير واعين.
هؤلاء الأطفال أعمارهم من 11-14 سنة، ولا أطيق حالياً رؤية أي منهم، وكلما سمعت أصواتهم أحس أن ضربات قلبي تزداد، وازداد توتري لدرجة أني لا أريد رؤيتهم في الشارع، وأظل أطل من الشباك حتى أطمئن أن لا أحد منهم في الشارع، وهذا يحصل من العشاء حتى الثالثة صباحاً لأنهم كانوا يسهرون في الشارع أحياناً ليلعبوا وكنا نوبخهم، وأحياناً يسهرون للحديث فقط.
والمشكلة الثانية: هي إحساسي بالذنب تجاه أبي لأنه يعاني من مشاكل في أسنانه، وبناء على ذلك أثناء تناوله للطعام يصدر صوتاً عالياً يضايقني، كما كنت أحس أنه لا يراعي شعوري لأنه من المفروض أنه يغسل أسنانه بعد الأكل، لكنه يخرج بقايا الأكل العالقة بين أسنانه عن طريق صوت يصدره من بين أسنانه، وهو يأكل على فترات كثيرة لأنه مريض بالسكري ويجوع، والآن هو مصاب بفيرس سي ولكنه خامل والحمد لله والحالة مستقرة، لكن منذ هذا الوقت وأنا أحس بالذنب وأخشى أن يصيبه مكروه وخاصة لأنه طيب جداً ويحبنا أنا وأخي جداً ويعاملنا كأصدقاء، وهذا جعلني ألفت نظره إلى ضيقي من طريقة أكله، وقد توقف عن ذلك لفترة ثم عاد إليها ثانية بسبب مشاكله مع أسنانه. حالياً، حينما يأكل أدخل دون أن ينتبه إلى غرفتي، ولكن عندما أفعل هذا أحس بالذنب، وكل خوفي الآن أن يحصل له مكروه لا سمح الله فأنا مرتبطة به جداً.
آسفة جداً للإطالة.
22/02/2009
رد المستشار
الابنة "ريهام"، السلام عليكم،
إن ما تعانينه شعوراً مقلقاً في الحالة الأولى، وقد يصبح الأطفال سبباً في توتر العلاقة بينك وبعض الناس في منطقتك، ذلك عندما يكون هؤلاء الأطفال مصدر إزعاج أثناء- الشعور بالذنب أو وخز الضمير وهو الألم الذي ينجم عن قيام الفرد بعمل لا يرضاه بعضهم- لعبهم وأصواتهم المسببة للقلق.
تنبيهاتك لهم أمر جيد، وسواء كان هذا العمل نفسياً أو اجتماعياً فهو شعور سوي ذو قيمة تهذيبية لهم تثيره مثيرات محددة تعرفينها ويدركها بوضوح أناس ذوو القيم العالية. والحقيقة ياريهام أن هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم على الإطلاق فيما يقومون به من عبث، فالذنب كل الذنب على آبائهم وأمهاتهم الذين عليهم واجب تربية أبنائهم على احترام الناس، وما حلولها أيضاً إلا بقرار تتكاتف به المنطقة والمدرسة والعائلة.
وأما الحالة الثانية، مسألة شعورك بالذنب؛ هو ألم نفسي يشعر به الفرد داخلياً، أي أنه حوار داخلي بين الفرد وذاته كما يحدث لك مع والدك. إن مساعدة والدك أمر مهم جداً: كيف نرسم على وجهه البسمة؟ كيف نخرجه من حالته ونرسم على وجهه البسمة؟ كيف نقنعه بزيارة الطبيب المختص؟
الابنة "ريهام"،
لا بد أن تشغلي وقتك بصداقات جديدة، وبالعمل، وممارسة الرياضة والقراءة، واستشارة الباحثة النفسية عند مواجهتك الضغوط.