السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، طولي 169 متر ووزني 70 كغ، أعاني منذ عام تقريباً من اضطرابات غذائية علمت فيما بعد أنها تسمى البوليميا. بدأت الحالة عندما سافرت إلى بلدي لدراستي الجامعية حيث أن أهلي مغتربون في دولة الإمارات عندها بدأت ألاحظ وزني وانهمرت التعليقات من جميع الأطراف على الزيادة الملحوظة في وزني، ولاحظت أني آكل كميات كبيرة من الطعام دون أن أتمكن من التوقف، ثم أعاني من الارتجاع وشعور بالحرقة والتخمة والذنب الشديد، وأتمنى لو كان باستطاعتي أن أستفرغ كل ما آكل، وبدأت أدرب نفسي على الاستفراغ بعد أكل كميات كبيرة.
المشكلة بدأت تتفاقم ولم أعد أطيق النظر في المرآة أو تقبل شكلي، وبدأت نوبات الأكل بعد منتصف الليل ثم الاستفراغ، ولكن ليس بالكامل مما أدى إلى زيادة إضافية في وزني وزاد الاكتئاب والمعاناة في الذهاب إلى الجامعة والاختلاط مع رفاقي، وبت أفكر دائماً بالطعام وكيف سأخسر وزني وكيف سأتوقف، ولكن نهمي كان بازدياد وتقلبت بين أنواع الحميات ولكن توقي الشديد للطعام كان يقف عائقاً، وبت أكره نفسي لأني لا آكل كالناس الطبيعيين ولا أقدر على التوقف.
مؤخراً فقدت جزءاً من وزني ولم أشعر ولكن الجميع من حولي يؤكد هذا ولا أصدقهم، أشعر أنهم جميعاً كاذبون وأخاف جداً من أن أزن نفسي لأني لا أخشى أن أصدم. أريد أن أتوقف وأن تصبح علاقتي طبيعية مع الطعام، فأنا في خجل قاتل من نفسي، وبت أشعر بالذنب الشديد كلما أكلت أي شيء، ولا أتحمل إبقاء الطعام بداخلي مرات كثيرة فأجبر نفسي على تناول كميات كبيرة من الطعام كي تصبح عملية الاستفراغ أسهل. لا أحد من عائلتي يعرف بهذا الوضع إلا أخي الذي صدم جداً وجعلني أعده أن أتوقف عن هذه الممارسات، لكني كذبت عليه ووعدته، ولا أجرؤ على مصارحة أمي وأبي، وحاولت البحث عن طبيب نفسي في بلدي ولم أجد، وما زلت أعاني وأتمنى أن أموت وأرتاح من هذا العذاب.
أرجوكم أفيدوني،
وشكراً لكم.
10/2/2009
رد المستشار
الست "أمل" السلام عليكم، إن مصطلح "البوليميا bulimia" يعني مرض شراهة الأكل أو الشره المرضي للأكل، أو بمعنى آخر إدمان الأكل، وهو عكس حالة إباء الطعام الذي يعاني من قلة الوزن ويتصور زيادة وزنه، ولا يعاني من الندم.
في حالة الاستفراغ وتناول حبوب التنحيف، بعكس حالتك التي تصاب نتيجة الاهتمام بالذنب في حالة الاستفراغ وشعور بارز من الاكتئاب. ومريض البوليميا يقوم بالتهام كمية غير طبيعية من الطعام، دون إدراك أو وعي لخطورة الوضع، وهذا ما ذكرته، حتى كانت اللحظة التي بدأت في مراقبة وزنك لحظة دخولك الكلية ولجوئك فور انتهائك من الطعام إلى التخلص من كل ما دخل معدتك، وهذه العادة تتكرّر مع المريض مرات عديدة في اليوم مع إحساسه بالذنب، لتصبح بالتالي عادة يصعب التخلص منها بعد ذلك.
وأشارت أبحاث حديثة إلى ارتباط مرض البوليميا بوجود خلل في الناقل العصبي المسؤول عن الشهية والحالة المزاجية وخاصة بين النساء، وهو السيروتونين.
ست "أمل"، إن مرض البوليميا له ثلاثة أنواع:
أولها مرض البوليميا العصبي البسيط، والذي يظهر في الفتيات بدءاً من سن الثامنة عشرة، ويبدأ المرض عادة بعد صدمة عاطفية خلال فترة المراهقة، إذ تشعر البنت بحالة من الإحباط.
والنوع الثاني من المرض وهو أنوركسيك بوليميا، وهو قصير المدى تفقد أيضاً فيه الفتاة القدرة على التحكم في طريقة الأكل، ولكنها تشفى دون علاج إذا ما حاولت مساعدة نفسها بنفسها.
والنوع الثالث من البوليميا، تعاني منه الفتيات في سن التاسعة عشر، ويكون مصحوباً بمشكلات نفسية أو إدمان الكحول أو التفكك الأسري.
وهناك طرق عديدة للتعامل مع مرضى البوليميا، يخضع المريض معها للعلاج النفسي والعضوي. ويشمل العلاج الاستعداد النفسي للحالة، وبواسطة طبيب نفسي واختصائي نفسي وباحث اجتماعي، كما يخضع للعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب الفلوكستين 20 ملغرام يومياً تحت إشراف طبيب نفسي.
مع تمنياتي لك بالنجاح.
واقرئي على مجانين:
أربع سنوات نهام عصابي!
النهام العصبي.. ما هو الحل
الرجيم أكذوبة والتثبيت أسطورة!
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.