الشر يكسب مشاركة6
الأستاذة أميرة بدران،
مع كل إعجابي واحترامي لمهنيتك العالية في معالجة مشاكل القراء إلا أنني أسجل استغرابي من قولك أن ليس من الشفافية أن يصارح أحد الطرفين الآخر بماضيه؛
والسؤال: إذا لم تكن الشفافية في هذا الموضوع فمتى ستكون الشفافية؟ هل عند السؤال ما لونك المفضل؟ أو ما أكلتك المفضلة؟! ثم ماذا لو اكتشف أحد الطرفين الأمر بعد مدة من الزواج، ماذا سيكون موقف الآخر؟
واسمحي لي أن أتمادى بسؤالك: ماذا لو اكتشفت أن لزوجك ماض لم يخبرك به؟ كيف ستكون صورته في نظرك؟!
أعتقد أن من واجبك أن تعملي على تغيير عقلية المجتمع لا على تكريس عقده وتناقضاته.
20/2/2009
رد المستشار
شكراً يا علي على مشاركتك. والحمد لله أن الشرع لم ولن يتعارض مع إعمال العقل، فنحن حين نتزوج نهدف بشكل كبير للاستقرار نفسياً وجسدياً ومادياً، وكل تلك الأنواع من الاستقرار تضيع أدراج الرياح إن لم يكن هناك دعامة قوية جداً وهي "الثقة" بين الزوجين. حين تضيع الثقة نقول على الاستقرار والمودة السلام، فأي عقل وأي منطق وأي شرع قال أن الشفافية هي أن أجلس على كرسي الاعتراف لأقصّ على زوجي الذي اختارني ليستقر معي واخترته لأستقر معه حتى أدخل في قلبه الشك بي؟؟
ولنفرض أن هناك ماضٍ لي أو له، ما هي الشفافية في الاعتراف؟ أن أقول وفقط؟ أليس من المفترض شرعاً وعقلاً أن يكون للأقوال هدف؟ ثم أن الله سبحانه وتعالى جعل التوبة بينه وبين العبد حتى يتلافى ذلك، وجعل الصفحة بيضاء كأن لم يكن بها سواد لمن تاب وأناب، وتحدث على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يستر المرء نفسه وألا يجاهر بأفعاله السيئة، فنحن ندعو الله يومياً أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه، فأين تضع كل هذا؟.
غير أنني قلت بوضوح تام أن شرط التوبة موجود، وكما أن قبل الحياة الزوجية لم يكن للطرف الآخر حق فيه حتى أكفّر عن ذنبي تجاهه بالاعتراف!! لم يكن موجوداً، لم يكن له حق، فما الفائدة؟.
إذا كنت ترى أن الشفافية هي أن أقول حتى لا أحبس عن شريكي ماضٍ مررت به رغم التوبة ورغم عدم وجود حق لشريكي فيه لأنه لم يكن موجوداً فهي شفافية غبية تتنافى مع العقل ومع الشرع.
بقي فقط أن أقول أن هناك نوعين من الأسرار، وبعودة للعقل أقول أنه لو كان هناك ماضٍ يمكن معرفته لأي سبب ما كأن يكون هناك احتمال وجود علاقات متشابكة أو أقارب ثرثارين أو غيرها من الأسباب فهنا علينا أن نبوح ولكن نبوح بقَدر دون تفاصيل تسبب فقد الثقة.
فهل من المعقول أن فتاة مثلاً كانت مخطوبة وقامت بعمل خطوبة تحدث عنها كل الناس وتنكر ذلك؟ بالطبع لا، ولكن إذا تحدثت في الأمر لا تقول تفاصيل من شأنها تنغيص حياتها الزوجية التي تنوي الاستقرار فيها بعد توبة، أو لسبب الحفاظ على العلاقة بدلاً من تمزيقها.
أتمنى أن أكون قد أوضحت تماماً ما أقوله. وأسأل الله ألا يجعلني ممن يكرس العقد أو التناقض في قلوب البشر وعقولهم كما يصور لك ذهنك، فالنظر للمجتمع ككل غير النظر للفرد وحده، فسبحان الله العلي القدير الذي أراد للحياة الاجتماعية الثبات بالستر وإعمال العقل.
ويتبع >>>>>: الشر يكسب مشاركتان