السلام عليكم،
أنا فتاة في 23 من العمر، جامعية لا أعمل، هادئة وحنونة جداً، أنتظر أن يطرق بابي النصيب كما يقال، قلبي رقيق جداً وأحب مساعدة الغير ومنذ زمن أتمنى أن أدخل السرور لقلب شخص ما وأنال رضى الله على ذلك. منذ شهر من تاريخ اليوم تقدم لي شاب يبلغ من العمر 32 عاماً وسيم ومحترم جداً ولبق، منذ رأيته انشرح له قلبي رغم أنني رأيت الكثير من العرسان قبله إلا أنه الوحيد الذي أقنعني عقلياً قبل أن يكون قلبياً، وهو يعمل سائق تكسي ووضعه المادي جيد جداً.
ما حدث هو أن هذا الشاب بدأ يصارحنا بوضعه من الجلسة الأولى؛ قال أنه يشتكي من مرض في عضلات الفخذ منذ أن كان في 14 من العمر، وحدث ذلك معه بعد حرب الكويت إذ كان من سكان الكويت قبل مجيئه لبلدنا- أصله من بلدي فلسطين-، المهم أنه وصف حالته بشكل كامل فقال أنه لا يستطيع نزول الدرج إلا بتمهل أما صعوده فيلاقي صعوبة بالغة فإما أن يستعمل الدرابزين أو بأحد، لا يستطيع الركض ولا يستطيع الجلوس على الأرض، يمشي بتروٍ وعندما تراه يمشي تظن أنه "يتمشى على مهل" فلا شيء ملفت في مشيته بل عادي جداً، عندما يقوم عن الكرسي يضطر لوضع يده على الكرسي من الخلف ويقوم بشكل عادي وسريع كأي شخص سليم، ويصلي على الكرسي.
ذهب للعلاج في بلاد كثيرة وبلا فائدة وقرر أنه ابتلاء وهو راض بقضاء الله وقدره، كان يتحدث بصدق وببعض التوتر ولا أدري لماذا، وددت في تلك اللحظة لو ضممته وكنت أريد أمام الجالسين أان أعلن موافقتي المبدئية إلا أنني خجلت، وبعد أن غادر سألني أبي وقلت موافقة ولكن أود الجلوس معه مرة أخرى. للعلم الشاب كان لا يريد كتب الكتاب من البداية بل كان مهتماً بأن نتعرف على بعضنا جيداً ثم نكتبه، وعندما جاء في اليوم التالي كان سعيداً جداً ويظهر عليه السرور والرضى.
بدأنا نتحدث لمدة ساعة ونصف وحدنا؛ ما شدني لهذا الشخص هو صدقه اللامتناهي وصراحته وكان يصر عليّ أن أكون صريحة وصادقة معه أيضاً، هو لم يكن متساهلاً معي ببعض الأمور لأني موافقة عليه، بل بالعكس أخبرني ما هي مسموحاته وممنوعاته، وما يحب وما يكره، وما يجب أن أفعله وما لا يجوز، وكلها أمور كنت أنا في الأصل أعرفها وموافقة عليها. هناك نقطة مهمة هي أنني أنا أيضاً لديّ وضع خاص، فالمبيض عندي كسول جداً ويحتاج للعلاج بعد الزواج تحديداً، فأخبرته أن ربما يتأخر الحمل فقال أن الإنجاب رزق من الله وهو نصيبه بالرزق مكتوب فلم الخوف طالما هناك علاج؟.
باختصار هذا الشاب وجدته مفصلاً على مقاسي وكنت في قمة السعادة أن جاءني شخص مثله، فقد جلست مرة مع جامعيين كصيدلاني ومبرمج وكانوا أهل غباء واضح مما جعلني لا أضع الشهادة الجامعية مقياساً لوعي الشخص وفهمه. إذن كل الأمور سارت على خير ما يرام إلى أن اكتشفت أن زوجة عمي التي تسكن بالطابق الأرضي كانت تراقبه وهو يصعد الدرج وجاءت تخبر أهلي أن شكله محزن جداً وهو يصعد بصعوبة بالغة، وأخبرتهم أن يتحروا عن حالته إذ ربما أنها صعبة وليس كما أخبرونا، وهنا بدأ الغم والهم... فقد تغير موقف أهلي بالكامل وأنا ما زلت مصرّة أنني أريده ووقفت وحيدة بمواجهتهم، إلى أن اتصل الشاب وقال لأبي أنه يريد المجيء مرة أخرى للجلوس معي هنا تقطع قلبي فقد كنا سعداء والآن الله وحده يعلم ما سيحدث. أضيف أن عمي أخصائي بالعلاج الطبيعي، فقد طلب أن يراه ويرى تقاريره لعل وعسى يستطيع علاجه، هنا جنّ جنوني فعمي ليس ساحراً والشاب قد تعالج لسنوات بالخارج، فهل سيأتي عمي بعصاه السحرية ويشفيه؟؟؟ لماذا هذا الإحراج؟
طبعاً عندما جاء لم أدخل أنا وكانت جلسة رجال فقط، رآه عمي وسأله بعض الأسئلة فاستنتج أن وضعه صعب جداً وربما لن يستطيع القيام بواجباته الزوجية، على فكرة هذا الشاب وضعه لم يتطور بل استقر، وهناك تقرير مكتوب به أنه ما زال على حاله منذ 13 سنة، فقال عمي: "لا تتفاجأ من الرد" ففهم الشاب وغادر ولم يعد. حزنت جداً وأحسست بحقارتي، لماذا لم أقف معه وأدافع عن حقي وهو الذي تقبل وضعي دون أن يعلم تفاصيله؟، وعندما رأى أهلي حالة الحزن التي اعترتني، قالوا أنه يخافون عليّ، أني لست أهلاً لتحمل مسؤولية كهذه، وأنهم لا يضمنون عدم تطور حالته أو أن تسوء، ومنهم من عمل لي ما هو أشبه بغسيل المخ، مثل قولهم هذا الرجل عصبي وسينفس عصبيته في وجهي، وأنه حساس بالتأكيد وسيفسر أي كلمة مني تفسيراً خاطئاً، هذا سيصبح عاجزاً والمسؤولية عليّ، وربما لن ينجب وستكون علاقتنا الزوجية فاترة، وسوف وسوف وسوف... كلها تكهنات وافتراضات ربما تحدث وربما لا، والله لقد أحسست أنهم ظلموه بهذا الكلام؛ الشاب مؤمن وقد أسرني إيمانه وهم يظنون أنني أريده من باب الشفقة، أنا فتاة جامعية هل من المعقول أن أرتبط بشخص ما من باب الشفقة؟!
لقد أحببته بعقلي قبل قلبي، أحببت أهله، كم كانوا طيبين، أما بالنسبة للعلاقة الخاصة أنا أعلم أن هناك وضعيات خاصة بمنهم في حالته. بصراحة فكرت في الموضوع من كل جوانبه ورأيت أني أستطيع العيش معه، وكل مشكلة ربما تواجهنا كنت أجد لها حلولاً، النقطة الوحيدة هي أنني غير متأكدة.
الموضوع الآن انتهى ولكني ما زلت أسيرة هذا الشخص رغم أني استخرت كثيراً، إلا أني لم أر شيئاً ولم أستقر على بر، لكن أهلي من أخذ القرار عني دون استشارتي بحجة أنني عاطفية وأنني أريده من باب الشفقة، صحيح أنا عاطفية ولكن عقلانية، فلولا أني لم أجد فيه ما أتمناه ما تمنيته وأردته.
كل يوم أدعو الله أن يجمعني به أو ينسيني إياه لأنني معلقة بالوسط ولا أعرف ماذا أفعل!، كل يوم أبكي من حزني رغم أن هناك شخص بقلبي أحبه إلا أن هذا الشاب عصف بقلبي وجعلني لا أرى سواه.
R03;أرجوكم أجيبوني: هل حقاً كل ذو عاهة جبار كما يقال؟
وهل بالضرورة أن يكون هذا الشخص سيئاً كما يقال لي؟.
08/03/2009
رد المستشار
حضرة الأخت "منار" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
R03;
لقد تبين لنا من رسالتك المطولة أنك فعلاً حساسة ورقيقة كما تصفين، ولذلك عند الخيارات المصيرية يجب الاستعانة بمَن هو أكثر عقلانية ووعياً، لنضع العاطفة جانباً، ولتتمتع القرارات بالمزيد من الحكمة. طبعاً لم نستطع أن نشخص مرض العريس المفترض من كلماتك القليلة حول عوارضه، بالتأكيد أنه يمتلك قلباً كبيراً وعقلاً راجحاًً، ولكن عندما يكون لنا الخيار فنحن دائماً نتمنى الأفضل والأمثل لأولادنا.
قد يكون هذا الرجل طيب القلب ويستحق هو أيضاً فتاة مثالية تساعده وتعينه على صعوبات الحياة، إلا أنه بدوره استعمل العقل وطرح شروطه وطلباته من الشريكة، أي أنه حكّم العقل أمام خياراته. المهم حتى ولو لم يكن في ذلك الشاب أي عطل يذكر، وكانت إرادة الأهل في غير صالحه؛ فإننا ننصحك بأن تحترمي إرادة أهلكِ وألا تخرجي عن طاعتهم قيد أنملة، كيف وإن كان رأيهم يحتمل الكثير من الصواب؟!.
يا أخت "منار" نحن أيضاً نتمنى لكِ "الشاطر حسن" ذا المواصفات المثالية، وأهم مواصفاته أن يكون موافقاً لرغبات والديكِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.