وحيد وغير مقبول ما العمل..!؟
شاب عنده 25 سنة وحيد حتى الآن ليس له أصدقاء وبسبب ذلك يمارس العادة السرية يوميا أكثر من 20 مرة، استيعابه ضعيف يذاكر من أول الترم حتى آخره وينجح بالعافية وأحيانا يشيل مواد، ينفق كثير من المال بسبب وحدته فالناس يستغلوه يذاكر كثير ولا يحصل على تقدير وبذلك لن يتعين في مكان كويس مع انو بيجد وبيذاكر -أصابه سرعة قذف بسبب العادة السرية بسبب الوحدة وقد يكون أصابه العقم-.
لا تقبله أي بنت للزواج لأن ظهره به تقوس وكذلك جسمه صغير وشكله صغير السن يدي على 13 سنة وفي الحقيقة هو 25 سنه ما الحل لا يعرف يعمل أي شيء لا بيعرف يسوق سيارة ولا يلعب كرة ولا أي رياضه وميعرفش يروح بيته إلا بتاكسي بسبب وحدته اللي مخلتوش يختلط بالناس وبالتالي ملوش أي خبرات مكانية ولا كلامية مع الناس.
19/04/2009
رد المستشار
ساحر الصحراء، قصة رجل كان على حالك في فترة من حياته عاش اليأس والإحباط ولكنه صار على عكسك تماماَ في لحظة "فرقان"، فقد كان شاباَ لأب بسيط يرعى الأغنام في مكان قريب من المغرب على ما أذكر، وفي يوم من الأيام بعد أن انتهى من عمل اليوم والليلة نام وجاءه حلم كان فيه حصوله على كنوز وثروات في مكان به أهرامات ولم يكن يدري بمصر ولا الأهرامات، ولكنه حين حلم هذا الحلم دبّ في قلبه الأمل -فما أغلاه- فقرر أن يذهب لهذا المكان رغم أن كل ما يملكه هو حلم وأمل، وبدأ في السير نحو الأمل بعد أن خاض معركة مع والده وباع رأس ماله -الغنم- ورغم كذلك وحدته!، ومرّ بالكثير والكثير من الأحداث حتى وصل لمصر وحين وصل لمصر -كالمعتاد- نصب عليه شخص وأخذ كل ماله!، فأصبح وحيداَ بائساَ معدماَ لا تعرف السعادة أي طريق لقلبه فقد خسر كل كل شيء وصار كالغريق الذي يتنفس فقط لأن لديه جهاز تنفس، ولكنه كان قد امتلك الرؤية والبصيرة لنفسه والحياة مما مر به من أحداث دون أن يدري، فقرر العودة لمكانه من جديد وهو محطم تماماَ ولكن حدث ما جدد له الأمل!
لن أقول لك ما الذي حدث ولكنني سأقول لك أنك الآن في الفترة التي كان يغرق فيها فأنت يا ولدي تغرق في الأوهام منذ زمن بعيد، والذي يجعلها تلتهمك أنك تصدقها! وانك تكاد تفقد الأمل وتحتاج لمعركة الحياة، أتعرف ما هي تلك الأوهام؟ أولها؛ وهم انك "مضطر" أنت تكون وحيداَ ولا تستطيع تجاه وحدتك شيئاَ، فالوحدة اختيار، هل تتصور؟ فالتقوقع والوحدة هما الاسم "الشيك" لإخفاء المخاوف أو المواجهة، فنختار أن نكون تحت مسمى الوحدة أفضل من أن نسميها خوف من التعامل مع البشر، خوف من تقييم الناس ونقدها لنا ، ضعف ثقتنا بأنفسنا، خوف من عدم رضا "كل" من حولنا عنا، خوف من عدم الحصول على الاهتمام أو التقدير الذي نتخيله برؤوسنا، خوف من مواجهة مواقف صعبة... الخ،
وثانيهم؛ أن إدمان العادة السرية يحدث بسبب الوحدة بينما إدمانها يعود؛ لوجود وقت فراغ كبير لم يتم ملؤه بالمفيد من المعرفة أو الصداقات أو العمل المفيد أو الهوايات، ويؤججه بالطبع التعرض للمثيرات والتفكير فيها، فليس كل وحيد مدمن لها؛
وثالثهم؛ أنه لا توجد أي أي فتاة تقبل بمن لديه تقوس في ظهره، وبالمناسبة لقد حضرت زواج فتاة آية في الجمال -ويشهد الله عليّ- لشاب أعمى برغبتها التامة، فهذا الشاب الأعمى لن يراها أبداَ، ولكنه استطاع أن يحسها واستطاعت أن تتجاوز عماه، فالشكل الخارجي قد يكون على درجة من الأهمية لا أنكرها -قد تسبب رفض"بعض" الفتيات- ولكنه ليس كل شيء والذي على أساسه يتوقف قانون الانجذاب بين الجنسين، وبما أنك تصور لي أنك تعيش في صحراء خاوية لا يصل إليك شيئاَ فيها عن البشر؛
فأقول لك ثانية: أنك أنت الذي لا تعي مساحات كثيرة في المعاني والحياة -بسبب عزلتك- جعلتك تفكر بطريقة واحدة لا تغيرها، فلو كان الشكل عائق لما تزوج ثلاثة أرباع البشر (دون مبالغة)، فالبشر الجميلة الشكل والمتناسقة القوام ليسوا هم الأكثر، والربع الباقي لم يضمن السعادة والحب والزواج بضمان شكلهم وأجسادهم، ولا تتصورني أحدثك حديثاَ نظرياَ فانظر حولك أو اسمع من وراء رمال صحرائك بدءا من سيدنا عبد الله بن مسعود، ومرورا بالشيخ أحمد ياسين المقعد المشلول وانتهاء بصف كبير ممن يمتلكون جسداَ صغيراَ وعقلاَ كبيراَ يملأن ساحات الدعوة والفن والسياسة ونالوا شهرة وإعجاب وحب وزواج (بغض النظر عن التقييم) فهناك"روح" يحملها الإنسان و"مذاق" خاص لشخصه ومميزات يمتلكها تفوق ملامح جسده لا تتكرر مع آخر، وهذا هو الأهم، فلتبحث عنه بداخلك لأنه موجود ولكنك لا تدري كيف تصل إليه، خامسهم؛ أن الإنسان سيعرف ما يجهله بقَدَرٍ يأتيه من السماء!، فالمعرفة والتعلم والتغيير هي أدوات إثبات أنك موجود وأن هناك حياة، وكلها أمور تحتاج لبذل الجهد والوقت والمحاولات مرة تلو المرة حتى لو فشلنا عدة مرات ليحدث التحسن بالتدريج،
إلى هنا أكون قد أوضحت معظم تلك الأوهام، لكن لن أخفي عنك أنك تحتاج أن تخرج من اكتئابك الذي يصرخ من بين سطورك، وستحتاج لجلسات تفريغ نفسية لتخرج ما بداخلك من مخاوف أو مواقف مررت بها وتتحدث عن نشأتك وعلاقتك بأسرتك ليتم مناقشتها وتغيير تفكيرك تجاهها (ليتفجر بداخلك الأمل)، ولن يحدث ذلك إلا بالتواصل مع متخصص نفسي ماهر يُدرج في خطة العلاج تعلُم مهارات التواصل، ومساعدتك في معرفة نفسك ومميزاتها، وكيفية مقاومة العادة السرية والتقليل منها (لتمتلك الأدوات)، وأتصور أن نقطة البداية في علاجك ستكون البحث وراء سبب وحدتك لأنها رأس الأمر كله بعد كسر شدة الاكتئاب، تُرى هل ستشعر كم تُهدر حق نفسك وأن حياتك تستحق أن تكون أجمل وأفضل من ذلك لتتمتع بها وسط آخرين أم ستضيع سطوري هباء يا ساحر الصحراء؟.
ويتبع>>>>> : ساحر الصحراء م