الزواج والاختيار العاطفي والعقلاني.!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سأعرض عليكم مشكلتي بالتفصيل ثقة بكم أملا في أن تكونوا من يرشدني للصواب.
بداية لكي تعرفوا سبب المشكلة سأوضح لكم ما يدور في تفكيري.. كنت دوما أحلم بأن أجد الحب وأن أجد الشخص الذي يحتويني ويشعرني بحبه واهتمامه دوما وكنت أكره فكرة الزواج التقليدي (مع علمي بأنه أنجح أنواع الزواج) لخوفي أن من سوف أرتبط به لن يحبني مثل ما كنت أتمنى.. وأنه سوف يجدني مجرد فتاة تصلح كزوجة ويكون اختياره عقلاني فقط.. أعلم أن هناك الكثير من الزيجات التقليدية التي يحب بعدها الرجل خطيبته ولكن خوفي من أكون من النوع الآخر هو ما كان يقلقني..
دائما ما كنت أقول لأصدقائي عندما يسيئون فهمي أنه ليس شرطا أن أعيش قصة حب خيالية ولكن كل ما أريده أن أشعر بأن من يود الارتباط بي قد اختارني لأنه أعجب بي يعني أن يكون هناك اختيار عاطفي بجانب العقلاني..
لقد مرت أمامي تجارب كثيرة رأيت فيها الرجل غير متمسك بزوجته لأن اختياره كان مبنيا على العقل بنسبة كبيرة ورأيت النوع الآخر الذي يكون الرجل متمسكا بها لأقصى الحدود لأنه يحبها وبالتأكيد كنت أتمنى الثاني ..
بعد هذه المقدمة الطويلة أسرد لكم ما أمر به من حيرة شديدة..
بداية..؛ منذ كنت في السنة الأولى من الجامعة أحببت شخصا وهو أحبني جدا بدوره وقد أعطاني من الحب والاهتمام أكثر مما كنت أتوقع أو أتمنى.. كنت أحس بتأنيب الضمير دوما على هذه العلاقة لأن أهلي لا يعلمون بها ولأنه حرام ولكنني استمريت.. كنا ننفصل ونرجع كثيرا وقد تطول مدة الانفصال ولكننا نرجع في النهاية لحبنا لبعضنا، ولقد استمرت العلاقة تقريبا خمس سنوات... لا أدري إن كان مهما سبب الانفصال ولكنه كان لعدم تفاهمنا وكثرة مشاكلنا مع بعضنا..
عندما انفصلنا لآخر مرة، شعرت أني لا أود بالفعل أي علاقة معه مرة أخرى ولقد تعبت من كثرة الخلافات التي أثرت على حالتي النفسية جدا ولشعوري بعدم الأمان معه لكثرة انفصالنا مع أنني متأكدة من حبه لي.. ولقوله أيضا بأنه لن يرجع مرة أخرى فكان كلامه جرحا كبيرا لي بحيث اتخذت قرار فعلا بعدم الرجوع.
في هذه الأثناء (قبل الانفصال بفترة قليلة جدا) تقدم لي شاب آخر بالطريقة التقليدية حيث لم يرني من قبل وكان أهلي يضغطون علي جدااااا لأقابله وأنا أٌقنعهم بأني لا أريد ذلك.. ولكن عندما انفصلنا أصبحت أحس بالضعف الشديد وأنه قد تم التخلي عني من قبل شخص أحبه ولم أستطع أن أقاوم الضغط أكثر من ذلك وكنت أقول في نفسي الشخص الذي كنت أرفض من أجله تركني فلماذا أقاوم إذا؟!
قابلته بعد أسبوعان فقط!
لم يكن في نيتي أن أكمل فقط فعلت ذلك لأجعل أهلي يتركوني في حالي، ولكني عندما قابلته أحسست أن الموضوع جاد جدا وأن الموقف محرج إن رفضت (هو صديق ابن عمي المقرب) وأيضا إعجاب كل أهلي به كان ذلك يشكل ضغطا.. أما بالنسبة لموقفي أنا، لم أكن أحس بشيء ناحيته، أعجبتني ثقافته ولباقته في الحوار ومن حديث ابن عمي أنه ملتزم وخلوق ولكن من ناحبة الشكل لم يعجبني ولكنه لم يكن نفور أيضا.
دخلت في دوامة هل ارفض شخصا مثل هذا من أجل شكله فقط؟ هل سيعاقبني الله لرفضي الملتزم والخلوق والمثقف؟
مع العلم أن أحواله المادية غير متيسرة ولكن ما كان يهمني فقط هو الالتزام والمواصفات التي أريدها بجانب الحب.. كنت لا أعرف ماذا أريد وأنا أحاول نسيان علاقتي السابقة.. وكان ما يشغل بالي هل هو معجب بي أم اختارني اختيارا عقليا فقط ؟؟؟
المهم، تكررت الزيارات وتمت الخطبة وأصبح يغرقني بالاهتمام والحب وهذا ما كنت أريده.. وما كنت مقتنعة به بأني سوف أحبه مع الوقت بسبب حبه لي وسأتغاضى عن موضوع الشكل هذا أمام مميزاته.. كنت سعيدة في البداية لأني وجدت الإنسان الذي يحبني أخيرا بلا مشاكل وبالصفات التي كنت أتمناها.
بدأت العلاقة في الفتور شيئا فشيئا ولم يعد يعطيني الاهتمام الذي كنت أجده في البداية ولا الحب وأحسست بأنه تغير، وعندما فتحت معه الموضوع قال لي "أنا أعرف أنك تريدين الحب ولكنني سأكون صريحا معكِ، أنا لم أصل بعد لدرجة الحب التي تتخيلينها ولن أقول شيئا لا أحس به حتى لا يكون ذلك خداعا لكِ، أعرف أنني مقصر في حقك ويضايقني جدا أن أعرف أنني لا أستطيع أن أسعدك لأن كل ما أتمناه هو أن أراك سعيدة ولكني أعرف أن هذا الحب يأتي مع الوقت وهذا كله يتغير بعد الزواج حيث أن العلاقة ستكون أقرب والذي من شأنه أن يجعل بيننا عشرة وحب من نوع آخر ولأن بك من الصفات ما كنت أتمناه وأن الاختيار العقلاني هو الأنجح وحتى إذا لم يأت الحب بعد الزواج فليس بالأمر المهم... الخ"
ومن كلامه الذي جرحني أيضا: "أن الإنسان من المستحيل أن يجد كل ما يتمناه في شخص واحد.. لن يجتمع أبدا الخلق والالتزام والصفات الحسنة مع المواصفات الشكلية والجسدية التي يتمناها الإنسان إلا إذا كان في الجنة!!"
لقد صدمت بكلامه.. أين من كان يحبني؟ وهل كان يخدعني في البداية؟ لماذا وافق علي إذن؟ لماذا كان يقول لي هذا الكلام ويقنعني بحبه؟
هذا ما جعلني أوافق عليه وأستمر معه في البداية!! هذا ما جعلني أتناسى أمر الشكل وأقنع نفسي بأني سأحبه مع الوقت! هذا ما قرب بيننا وجعلني أتعلق به!
أنا أعرف مثلا بان الجمال نسبيي ولكنني لست قبيحة ولا أريد أن أقول عن نفسي جميلة ولكنني أكثر من العادي من الناحية الشكلية على الأقل.. لماذا أوافق على من يراني أقل من معاييره الجمالية ويعتبر نفسه مضحيا بها من أجل صفاتي؟! وهناك من يمكن أن يجدني جميلة بل أجمل شخص من وجهة نظره إذا أحبني؟
عندما علمت هذا مررت بحالة نفسية سيئة فلقد عدت لحيرتي الأولى.. ماذا أفعل الآن؟ هل أتناسى موضوع الشكل والمشاعر وأكمل الخطبة؟ كيف وحبه هو الذي جعلني أكمل؟
هو يقول لي أن المرأة هي التي يجب عليها أن تجعل الرجل يحبها!
لماذا لم يقل هذا الكلام من البداية؟!! كيف أجعل رجلا يحبني وأنا لم أحبه بعد؟ بل أنا من أريده أن يجعلني أحبه!!
** هو يظن أنني أحبه وأنه هو الذي لم يحبني بعد! وذلك لأني كنت أقول له أنني أحبه (عندما كان مهتما بي كنت أظن ذلك)!
يقول لي أيضا أنه كان يشعر بالحب في البداية، وانه كان يبالغ في مشاعره أحيانا لجعلي (أنطق) ولأني كالعلبة المقفولة يريد أن يفتحها ويستكشفها ولم يكن ذلك ممكنا إلا بهذه الطريقة!
أنا أشعر بأني خدعت، وأن كل حياتي أصبحت كئيبة، وكل ما كنت أخشاه قد حدث لي..
زواج تقليدي مبني على العقل، رجل لا أحس باهتمامه بي أو حبه لي، حيرة شديدة وخوف مما سيحدث بعد الزواج لأن هذا إذا استمر فسوف تكون حياتي بائسة، ودائرة لا تنتهي من المقارنات وحنين لحبي القديم...
أعرف أن كلامي مبعثر ولكن أتمنى أن تكونوا قد فهمتموني.. فأنا لا أعرف ماذا أفعل..
أنا الآن لست سعيدة ولا أتصور حياتي أن تستمر هكذا (لأن العاطفة شيء مهم بالنسبة لي) ولا أعرف إن كانت سوف تتغير للأفضل أم لا..
وهل يجب أن أصبر وأدع الأمور للوقت كما يقول لي؟
أنا أعرفه منذ أكثر من عام أليست مدة طويلة فذا لم يأت الحب فيها فمتى سيأتي؟
هل يجب أن انتظر للزواج فعلا حيث لا رجعة بعدها؟
أنا أكثر من صلاة الاستخارة ولكني لا أزال في حيرتي الشديدة وحزني على حالي الذي لا ينتهي...
أرجوكم ساعدوني
10/05/2009
رد المستشار
السلام عليكم الغالية "هدير"
لا تغضبي إن قلت لك: إنك تبنين حياتك على أسس غير سليمة! صحيح أن كل فتاة تحب أن يعجب زوجها بها، لكن أن تجعلي هذا الأمر هو الأهم بالنسبة لك، وأن تبني عليه حياتك فهذا غير مقبول بين العقلاء.. والحالات التي رأيتها (من تمسك الزوج بزوجته التي يحبها، وعدم تمسكه بها إن لم يحبها وإن كان الاختيار مبنياً على العقل) ما رأيك أني رأيت عكسها تماماً؟! رأيت زواجاً ملؤه الحب ولكنه فشل فشلاً ذريعاً وانتهى بالطلاق، وما زالا يحبان بعضهما بعد الطلاق!!! وأنا أسألك لماذا لم تكمل علاقتك مع من أحببته وأحبك في الجامعة؟؟
كلام خطيبك منطقي جداً وواقعي، وليس فيه ما يجرح، وكل ما في الأمر أنك صدمت بحقيقة هذه الحياة، وهو لم يخدعك ولكنك أنت التي خدعت نفسك بالأحلام الزائفة التي تعرض في وسائل الإعلام.... ولا أدري ما الأعراف السائدة عندكم بالنسبة لوقت إجراء العقد، ولكن إذا كنتما لم تعقدا العقد بعد فلا يحق لك –شرعاً- أن تطالبيه بالحب والغرام، المهم الآن أن المواصفات مقبولة، ولا يوجد نفور....
وأنصحك ألا تلحي عليه كثيراً في هذا الأمر، لأن الرجال يضجرون من كثرة الإلحاح عليهم في سماع كلمات الإعجاب والحب فمنهم من يقول أخيراً لزوجته: أنا لا أحبك وافعلي ما شئت! لينهي الإلحاح الممل بذلك، ومنهم من يتجاوز ذلك ويقول: كيف تطالبينني أن أملأ قلبي بحبك، والله خلق قلبي يتسع لثلاثة غيرك؟ نسمع من هذا الكثير، فعليك أن تكوني واقعية وحكيمة في التعامل مع زوجك أياً كان، وأن ترتبي أولوياتك مرة أخرى وتقدمي الأهم فالأهم، لأنك إذا استمر تفكيرك على هذا النحو فلن تنجحي في حياتك، وأظن أن هذا الخاطب مناسب فيما لو فكرت بشيء من العقلانية وأحسنت التصرف معه.
وفعلاً لا يوجد شيء كامل في هذه الحياة، فعلى كلا الزوجين أن يقبل نقائص الآخر، وأن يحبب نفسه للآخر ليضمن لنفسه الحياة الهانئة.... وبما أنك أنت التي تصرين على الحب فأنت التي تقع عليك مسؤولية صنعه في حياتك، وهناك ألف طريقة وطريقة لذلك....
وأخيراً لفت نظري قولك أنك قبلت بالخاطب لأن الموقف محرج إذا رفضت لمعرفته بابن عمك ولأمور أخرى.... وينبغي أن تعلمي أن الزواج ليس فيه إحراج فهو حياة أنت تقبلين عليها، وقبولك خوف الإحراج سيزيدك ومن حولك حرجاً غداً فيما إذا لم يحصل اتفاق.... لا أعني أن تتركي خطيبك هذا، فكما فهمت من كلامك أن صفاته مقبولة -إجمالاً- بالنسبة لك، ولكن أحببت فقط أن أبين أمراً يقع فيه كثيرون، ثم يندمون عند فوات الأوان.
وإذا أردت زيادة في هذا فاقرئي سلسلة: تبحثين عن الحب أم الزواج بمشاركاتها، ومتابعاتها...
واقرئي أيضًا:
اختيار شريك الحياة وبناء مفاعل نووي!!
اختيار شريك الحياة عودٌ على بدء مشاركة
حيرة كل فتاة عند اختيار شريك الحياة
اختيار شريك الحياة مسئولية من؟
ويتبع>>>>>>>>>>>: الزواج والاختيار العاطفي والعقلاني مشاركة1
التعليق: الجواز إلِّي في الواقع غير الجواز إلِّي في أغاني إليسا
ومخدات ريش ولاجون, وراجل وسيم وعيون وخفة دم على طول,
لا يا أمي إنتِ هتلاقي واحد بكرش, ومكشَّر ومش بيبطل أكل ولا زعيق..
وفي الآخر إنتِ مش ست..