لا تحزني من أجل غباء الناس
فعلاً هي ليست مشكلتك مثلما ذكرت الأخصائية رفيف؛ الزواج قسمة ونصيب، وهو ليس حصراً على من له كامل الأطراف أو من ينعم بالجمال أو بصفات أخرى تافهة.
وبما أنكِ طبيبة فحتما قد مرّ عليك مرضى انتهى مستقبلهم الاجتماعي تقريباً مثل مرضى الإيدز. أذكر لكِ قصة إحدى مريضاتي؛ سيدة في العقد الثالث من عمرها تبدو عليها مظاهر التدين، لكن وجهها يحمل يأس وهموم الدنيا لم أسألها عن تفاصيل حياتها لكن قرأتها بملفها.
حبيبتي هذه السيده أم لأربعة أطفال، عندما حملت بأول طفل أنجبته في الشهر السابع، فكان وليدها مصاباً بالشلل الدماغي، ثم حملت بالطفل الثاني وأنجبته على سبعة أشهر وكان مثل الطفل الأول. حملت بالطفل الثالث ومنّ الله عليها بطفلة سليمة معافاة، بعدها حملت بالطفل الرابع وعندما كانت حاملا بالشهر الثاني اكتشفت بالصدفة أنها مصابة بالإيدز... تخيلي صدمتها، تخيلي مصيبتها بعد مصيبتها الأولى بأطفالها، والصدمة التالية كانت أن زوجها أيضاً مصاب مثلها بالمرض.
كيف برأيك ستعيش هذه المرأة؟ هل سيتقبلها المجتمع، وهل سيفتحون لها أبواب منازلهم ويقدمون لها القهوة والشاي بنفس الأواني التي يستخدمونها؟ ناهيك عن السمعة والقيل والقال الذي سيطعنونها وزوجها به على الرغم من أنهم عائلة محترمة جداً.
طبعاً هذه ليست مشكلتهم؛ فكما نعرف أن العدوى بالإيدز قد تكون عن طريق الدم، لكن المجتمع يعامل هؤلاء المرضى وكأنهم وباء يترصد بهم شراً، أو كأنهم منحطين أخلاقياً... فانظري أختي إلى مصائب غيرك تهون عليك مصيبتك والله.
عزيزتي، حلمك ليس مستحيلاً، فما تعانين منه شيء بسيط بالمقارنة مع الآخرين، واعلمي أن من أحبه الله ابتلاه. وسيأتيك الزوج على طبق من ذهب إن كان الله قد كتب ذلك في صحيفتك قبل أن تخلق السماوات والأرض، ولن يمنع زواجك وجود ساقين أو عدمها طالما أن الله قد كتب لكِ ذلك، فقط اجعلي ثقتك بالله كبيرة ولا تقطني من رحمة الله أبداً. احتسبي واصبري وستنالين الثواب بإذنه تعالى، وادعي أن تكون ساقيك قد سبقتاك لجنة الفردوس وأن تشهدا لكِ يوم الحساب لا عليك.
وهنا في الرابطين التاليين صور لحالة تفوق حالتك وعلى الرغم من ذلك تزوجت وأنجبت ولم يمنعها أنها بنصف جسد:
http://goooood.jeeran.com/w6w_20060624145427f251926e.jpg
http://www.alriyadh.com/2006/08/30/img/308614.eps.jpg
أتمنى لك السعادة بالدنيا والآخرة.
وشكراً.
9/5/2009
المشاركة الثانية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآل محمد،
قد روى ابن حبان قصة صبره الكريم الجميل النبيل، قال ابن حبان: "حدثني بقصة موته محمد بن المنذر بن سعيد، قال ثنى يعقوب بن اسحاق بن الجراح، قال ثنى الفضل بن عيسى عن بقية بن الوليد، حدثني الأوزاعي عن عبد الله بن محمد قال: خرجت إلى ساحل البحر مرابطاً، وكان مرابطنا يومئذ عريش مصر، قال فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحة وفي البطيحة خيمة، فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: اللهم أوزعني أن أحمدك حمداً أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلاً، قال الأوزاعي -قال عبد الله- قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسأله أنّى له هذا الكلام فهم أم علم أم إلهام الهم؟ فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت سمعتك وأنت تقول: اللهم... تفضيلاً- فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها؟ وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها؟ قال: وما ترى ما صنع ربي؟ والله لو أرسل السماء عليّ ناراً فأحرقتني، وأمر الجبال فدمرتني، وأمر البحار فأغرقتني، وأمر الأرض فبلعتني، ما ازددت لربي إلا شكراً لما أنعم عليّ من لساني هذا... إلخ.
وقصص الأولياء كثيرة جداً؛ وقصة نبي الله أيوب عليه السلام، فلتكن -الأخت الفاضلة- مع الله جلّ جلاله ولا تبالي للناس، ولتقرأ كتاب الله إنه شفاء من كل داء للمؤمنين، وأذكّرها بقول رسول الله عليه السلام: "إذا أحب الله عبداً ابتلاه" فلتتق الله وتصبر. وجزاكم الله خيراً، وصلّى الله على محمد وآل محمد.
9/5/2009
رد المستشار
السلام عليكم،
جزاكما الله تعالى خيراً على تعاطفكما ومؤازرتكما للأخت السائلة، وعلى ما قدمتماه من قصص تحث على الصبر والرضى. وأحب أن أتوجه إلى الأخت فيفي وأقول لها: انظري كيف أن الناس يحبونك ويتمنون لك السعادة والحياة الهانئة، فلا تيئسي ولا تكتئبي!.
لكني حاولت البحث عن القصة التي أتى بها الأخ daher عند ابن حبان فلم أستطع أن أجدها، ووجدتها في كتب الرقائق الأخلاق، مثل كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي، وكتاب الصبر لابن أبي الدنيا.