الخوف الاجتماعي
أنا شاب عمري 25 عاماً، أعاني من الخوف الاجتماعي، خاصة في أماكن الاجتماعات، ويحدث في رقبتي بعض الرعشة بسبب هذا الخوف. الحمد لله حالتي تحسنت بنسبة 80 بالمائة بعد أن ذهبت إلى طبيب نفساني وأعطاني بعض الأدوية لاستمر عليها أسبوعين ثم ذهبت إليه وقلت له أن الحالة تحسنت بنسبة 80 بالمائة فنصحني بإكمال العلاج لمدة ثلاثة أسابيع أخرى ثم أراجعه، والأدوية هي "أنديرال" حبة صباحاً وحبة مساءً، و"كالميبام" ربع حبة صباحاً وربع حبة عصراً، و"سيرباس" نصف حبة صباحاً. كل هذا جميل، لكني لا أقدر على الذهاب للدكتور لارتفاع التكلفة بالإضافة إلى أنه لا يكمل معي خمسة دقائق!
ما أريده منكم أن ترشدوني إلى علاج لحالة أخرى؛ وهي أنني أظن كثيراً أن الناس تنتقدني وتكرهني مع أنهم قد يكونوا طيبين، ومع أني لا أفعل لأحد شيئاً يكرهه!.
ملاحظة: هذا الإحساس خفّت وطأته بسبب الحبوب التي أتناولها لأنها خففت من أعراض هذا الشعور، فعادة كان يصاحب هذا الشعور بالاضطهاد من الناس حزن واكتئاب وبعد عنهم وخوف من التقرب إليهم والحديث معهم، لكن كما قلت خفّ الخوف كثيراً وقلّ الاكتئاب لكن بقي الشعور بالاضطهاد أو الشعور بأن الناس تنتقدني وغن كان خفّ بنسبة لكنها قليلة.
لكني أريد حلاً جذرياً لهذا الشعور الذي أحياناً كثيرة أظن أنه صحيح وأحياناً قليلة أظن أنه خطأ. قرأت كثيراً عن هذا الشعور وأظن أنه يسمى الاضطراب الضلالي، وهي أن تسيطر على الإنسان فكرة خاطئة يعتقد صحتها، أريد علاجاً لهذه الحالة من عندكم حيث أنني لا أقدر على أجرة الطبيب.
ملحوظة: بالنسبة لظروف تربيتي؛ والدي سلبي خبرته في الحياة قليلة جداً ومن السهل أن يؤثر عليه أي شخص، لكن هذا بالنسبة للناس، أما أنا فلا يمكن أن أقنعه بأي فكرة حتى وإن كانت صواباً.
أما أمي فهي قوية الشخصية، كانت كثيراً ما تنتقد أبي أمامنا، وهي الأخرى لا يمكن إقناعها بشيء لأنها عنيدة -وهذا ليس رأيي بمفردي بل هو رأي إخوتي أيضاً-. كل هذا الجو الأسري المثبط أفقدني القدرة على أن أقنع أحداً بشيء، فضلاً عن الخوف من الانتقاد، وكل هذا أبعدني كثيراً عن الناس وخوفني منهم.
ملحوظة: إخوتي أيضاً لديهم نسبة كبيرة من المرض ويشعرون بذلك الشعور السيئ الذي أشعر به.
أما بالنسبة لي فأنا إنسان عادي، لا أتناول أي شيء يخالف الدين من مخدرات أو ما إلى ذلك، ونومي منتظم ولله الحمد. أم عن تاريخي مع المرض النفسي فبدأ منذ كان عمري أربعة عشر عاماً؛ بدأ بوساوس في الطهارة والصلاة والعبادات، ثم انقلب إلى وساوس في الإيمان، ثم انتهى كل هذا وعاد في صورة وسواس قهري في الأمور التي تخص الدين والذات الإلهية. وهذه الوساوس القهرية كادت تفقدني عقلي، حيث أنها ارتبطت معي بكل وقت شعر فيه بالراحة أو السعادة، أو في وقت أحتاج فيه لقدراتي العقلية كالمذاكرة أو الحفظ أو ما إلى ذلك. كان هذا الوسواس القهري متقطع؛ يأتي ويذهب، واستمر معي إلى ما قبل ثلاثة أعوام من الآن وانتهى، أشعر بعد كل هذا أن الله قد غضب عليّ بسبب تلك الوساوس، وكل هذا بالطبع انعكس بالسلب على نفسي وأصابني بالاكتئاب والانطواء وكره النفس، بالإضافة إلى الاستعداد الموجود عندي بسبب التربية القاصرة من الأبوين للإصابة بمرض آخر وهو الرهاب والخوف من انتقاد الناس.
هذه هي حالتي بالتحديد، فضلت ذكرها كاملة حتى يكون الرد صحيحاً.
وجزاكم الله خيراً على حسن تعاونكم.
24/05/2009
رد المستشار
الأخ الكريم "أمير عبد الرحمن"،
والله يا أخي لا يوجد أحبَّ إلينا من أن يكرمنا الله تعالى بعون عباده، ولو وجدنا سبيلاً إلى ذلك لبذلناه.
وأنت قدر الله لك الذهاب إلى الطبيب النفسي وقد تحسنت بنسبة كبيرة تقدرها أنت بـ 80% وهذا شيء عظيم، إلا أن ضيق الوقت الذي يتحه لك الطبيب وارتفاع الأجرة جعلك تبحث عن سبيل آخر للعلاج وليكن الانترنت هو البديل.
أخي الكريم،
العلاج النفسي نوعان: علاج بالأدوية، وعلاج بالمحادثة.
والنوع الأول يختص به الطبيب النفسي وهو المسؤول عن تقدير دواء معين وتحديد جرعات معينة، ولا يستطيع تحمل نتيجة ذلك طبيب يتابع ذلك عن طريق الانترنت.
والمعالج النفسي هو الذي يختص بالنوع الثاني وهو عبارة عن جلسات نفسية متوسط زمن الجلسة تقريباً ثلاثة أرباع ساعة. وفي هذه الجلسات يتعرف المعالج على الجوانب المختلفة للمبتلين بالاضطرابات النفسية: شكواه الحالية، علاقاته الأسرية، الأصدقاء، العمل، التاريخ المرضي.. إالخ، وذلك الأمر يستغرق عدة جلسات. ثم يبدأ المعالج رحلة علاج طويلة حسب المدرسة النفسية التي ينتمي إليها، كل هذا الأمر يستغرق جلسات طويلة يقيم فيها المعالج علاقة إنسانية بالغة الرقي مع مراجعه، ويحسن الإنصات إلى كلامه وحركاته وقلقه وفرحه، والمعالج لا يعالج بحديثه فحسب، وإنما بكل ما يمكن أن يبثه في الموقف العلاجي من إنسانية وتفهم وتقبل.
كل ذلك يا أخي لتعلم أن العلاج عن طريق تواصل الاستشارات وتكتب لنا ثم نكتب لك.. إلخ سيكون بالغ الصعوبة ونتائجه غير موثوق فيها علمياً.
وأفضل ما يقدمه لك الانترنت هو الاستبصار بطبيعة ما تعانيه لتعلم أن مرضك هو ابتلاء من عند الله، لك أجر دفعه وأجر الصبر عليه، وكل معاناتك في ميزان حسناتك إن احتسبت ذلك كله عند الله، ثم فهمك للاضطراب وأعراضه سيجعلك أقل قلقاً عند مواجهته.
اقرأ على مجانين مقالات متخصصة في الاكتئاب النفسي وفي الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي،
واقرأ أيضاً استشارات لآخرين ابتلوا بالاضطرابات النفسية، شاركهم فرحهم وألمهم، واجتهد على العودة لطبيبك ولو كلفك ذلك كل دخلك، ضع كل دخلك الآن لعلاجك نفسياً، وسيوسع الله في رزقك إن شاء الله ويبارك لك.
تابعنا بأخبارك واعذرنا.