السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بالبداية أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد والرائع وجزاكم الله كل الخير،
منذ حوالي سنة تقريباً تعرفت على شاب خلوق ومهذب يعاني من مرض الوسواس القهري، كنت أعمل معه جلسات إرشادية نفسية حيث لاحظت استجابته للعلاج بشكل ممتاز. تقدم هذا الشاب منذ حوالي أسبوع لخطبتي، حيث طرق باب أهلي وكان هدفه شريفاً وواضحاً، إلا أن أهلي عندما علموا أنه مريض بالوسواس القهري رفضوه بحجة خوفهم عليّ وعلى مستقبلي فيما إذا حصل له أي شيء أو سبب لي أي معاناة بعد الزواج، بأمور تتعلق بمرض وراثي وإصابة الأطفال بنفس المرض، أو معاناتي كونه مريض بالوسواس وتأثيره المستقبلي، إضافة لبعد مكان سكنه عن مكان سكني أنا وأهلي.
حاول مراراً وتكراراً التقدم لي دون جدوى، وأنا بصراحة خائفة جداً على ذلك الشاب لأن الحب جمعنا وأحببنا بعضنا وأصبحنا لا نقدر على البعد عن بعض، أخبرني فيما ابتعدنا عن بعض بأنه يفكر بالانتحار والتخلص من حياته بالموت وخاصة أنه أيضاً يعاني من ظروف بيئية صعبة ولا أحد يفهمه غيري. أنا بصراحة خائفة جداً عليه ولا أدري ماذا أفعل؟! أصبحت بصراع داخلي وبين نارين بين رفض أهلي وكيفية إرضائهم، وبين رفض الشاب وخوفي عليه من أي مكروه لا سمح الله.
أرجوكم ساعدوني فأنا أعاني جداً من هذه المشكلة ولا أدري ماذا أفعل.
جزاكم الله كل الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
07/06/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة والزميلة الفاضلة "jeje"،
في البداية أود أن أوضح لك أني أعرف العديد من المبتلين بالوسواس القهري متزوجين، وحياتهم العائلية مستقرة، كما أن الموسوسين ليسوا كلهم سواء فهناك أعراض وسواسية تجعل الحياة في كنف الموسوس حياة مرهقة تماماً.
وينطبق على الخطيب الموسوس ما ينطبق على أي خطيب مبتلى بمرض آخر، فلو تقدم خطيب مبتلى بمرض باطني، ماذا سنفعل؟ سنذهب لطبيبه المعالج ونسأل عن مآل مرضه، وشدته، وأثره على حياته، وحياة من يعيش معه.
صحيح أنك أخصائية نفسية، ولكن رأيك الآن مشوب بعاطفة تجاه هذا الشاب، ولذا يفضل أن يأخذ الأهل رأي الطبيب النفسي المعالج، وأن يشرح لهم كامل الأعراض التي يعاني منها. كما يتوجب عليك أن تعلمي أهلك بالظروف البيئية الصعبة التي يعاني منها هذا الشاب ليكونوا في الصورة معك، واعلمي أنهم أكثر الناس حرصاً على مستقبلك وعلى حياتك واستقرارها. وربما هذا الموضوع يحتاج من موقع مجانين وقفة وإفراد بعض الصفحات للموسوسين المتزوجين، أو المقبلين على الزواج للوصول إلى ثقافة نفسية أكثر عمقاً.
أما بخصوص خوفك على هذا الشاب من الانتحار، وأنه لا يفهمه غيرك فهذا غير صحيح!! وأنك تستخدمين أسلوباً خاطئاً في التفكير لتبرري رغبتك في الاقتران به، وهذا حقك دون الاحتياج إلى تبرير فهو إن كان سينتحر لأول مشكلة تواجهكما فماذا سيفعل بعد الزواج والدخول إلى عالمه المليء بالمفاجآت والمشكلات المتغيرة والمتعددة؟ ماذا سيفعل عندما تواجه حياتكما بعد الزواج مشكلة عاصفة كما يحدث في غالب البيوت العربية؟ هل سينتحر عند المشكلة الأولى وينتهي الأمر؟!، أم هو يهدد فقط ليلعب على مشاعرك الرقيقة تجاهه؟.
صحيح أنك الآن في صراع داخلي بين رغبتك في الزواج من هذا الشاب المبتلى، وبين رأي أهلك وخوفهم عليك، وبين الظروف البيئية الصعبة التي يحيا فيها هذا الشاب وأنك جعلت هذا سرك، لكنك تحتاجين يا أختي أن تجلسي مع نفسك في هدوء، وتتأكدي أولاً أن الزواج رزق قسمه الله لك.. وإن كان هذا الشاب من نصيبك سيكون كذلك.. وإن كان لك نصيب في غيره فاعلمي أن الله ادخر لك الأفضل، وله أيضاً.
ثم أنك تجعلين عاطفتك.. وحبك له.. وعدم قدرتك على البعد عنه –كما تقولين– المحرك لك، هذه نظارة تنظرين لهذا الموضوع من ورائها وهو ما سيجعل تفكيرك معوجاً. اخلعي هذه النظارة وفكري بعقلانية، وشاركي أهلك كل أسرارك، وتوقفي عن لقاء هذا الشاب حتى تخرجي من صراعك بقرار تدافعين عنه.
يسر الله أمرك وبارك لك خطواتك،
وشاركينا ما توصلت إليه من قرار،
والله من وراء القصد.
واقرأ أيضاً:
هل يصح أن يتزوج الطبيب النفسي من مريضته؟؟