السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أدرس في كلية هندسة جامعة القاهرة لمدة سنتين، وبعد ذلك حوّلت إلى جامعة المنصورة، وأثناء دراستي في القاهرة كنت أعيش بمفردي في شقه بالإيجار كبقية الطلبة المغتربين، وخلال تلك الفترة تعرضت لظروف قهرية وضغط عصبي ونفسي بسبب أني كنت أتعاطى المخدرات وتحديداً الحشيش.
تتلخص المشكلة في أنني قمت بحلاقة شعر المؤخرة وأدى هذا إلى أنني فقدت الثقة في نفسي تماماً، وأحياناً أشعر أني غير طبيعي، ويأتيني وسواس قهري أن رائحتي كريهة! وأصبحت دائم القلق والتوتر، مع العلم أنني زرت طبيباً نفسياً ولكني لم أستطع أن أبوح بسبب المشكلة لأني كنت محرجاً وخجلاً، فوصف لي بعض الأدوية مثل كلوزابكس وديباكين وأنافرونيل وبدأت في التحسن فعلاً، يعني بت الحمد لله أحسن بكثير.
أنا الآن في السنة الثانية هندسة، والحمد لله ملتزم بالصلاة وأركز في دراستي، لكن ينتابني وساوس قهرية بسبب حلاقة شعر المؤخرة، وأحياناً أشعر أني غريب عن الناس وفقدت ثقتي بنفسي تماماً.
أنا الآن معتدل في النوم، ولكن كما قلت أشعر بالتوتر والقلق، خاصة عندما ينتابني هذا الوسواس، فهل هذا الفعل يؤثر على الرائحة أم هو شيء عادي ومسألة وقت وستعود الأمور إلى مجاريها؟ أم ماذا؟.
بعد إذنك، أنا أعتبر نفسي أتحدث مع والدي وأعتذر جداً لأني شرحت المشكلة بهذه الطريقة،
ولكني لا أجد مفراً من ذلك.
19/07/2009
رد المستشار
الابن العزيز،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على ثقتك.
من الواضح أنك لم تفصّل بما يكفي، ومن الواضح أيضاً أن المسألة أكثر من مجرد وسواس قهري أو حتى وسوسة برائحة الجسد بعد العبث بصورة أو بآخرى بشكله، باختصار نحتاج لتقييم حالتك أكثر بكثير مما كتبته يا ولدي.
يبدو أنك تحسنت الآن، وهذا ما تقره أنت بقولك: "ووصف لي بعض الأدوية مثل كلوزابكس وديباكين وأنافرونيل وبدأت في التحسن فعلاً، يعني بت الحمد لله أحسن بكثير..." عليك إذن أن تواصل علاجك مع طبيبك وأن تطلب منه وقتاً لتسأله عن موضوع يشغلك، ثم تدرّج معه في الحديث حتى توضح له أصل حكاية حلاقة شعر المؤخرة هذه وما يشغلك بشأنها، فمن الواضح أن لديك أخطاء معرفية كبيرة متعلقة بهذا الموضوع ويجب تصحيحها يا "م د".
دفعتني سطورك هذه للبحث عن "حلاقة شعر المؤخرة" في الصفحات العربية على الإنترنت وأنا أتوقع أن أجده مرتبطاً بأفكار وتصورات خاطئة كانت بدايات لمشكلات نفسية... وحقيقة لم أجد في المواقع النفسية ما بحثت عنه، ثم انتقلت إلى جملة البحث الأصح فإذا هي "حلق شعر الدبر" وتظهر في نصوص الفتاوى الفقهية المتعلقة بالاستحداد، وخلاصة القول يا ولدي هي أن هناك من الفقهاء من رأى حلق ما حول الدبر من الشعر جزءاً من الاستحداد، وهناك من يقصر الاستحداد على حلق ما حول الفرج من شعر، وهناك من يرى أن حلق شعر الدبر ليس من السنة النبوية المطهرة وأنه لا يستحب، ويقول فيه المفتي محمد غياث الصباغ في نهاية فتواه (وَلَكِنْ لا مَانِعَ مِنْ حَلْقِ شَعْرِ الدُّبُرِ, وَأَمَّا اسْتِحْبَابُهُ فَلَمْ أَرَ فِيهِ شَيْئًا لِمَنْ يُعْتَمَدُ غَيْرَ هَذَا, فَإِنْ قَصَدَ بِهِ التَّنَظُّفَ وَسُهُولَةَ الاسْتِنْجَاءِ فَهُوَ حَسَنٌ مَحْبُوبٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ).
معنى هذا أنه ليس جريمة أن قمت بحلاقة شعر الدبر ولا علاقة لذلك الفعل برائحة الشخص، ولا يتسبب الفعل أيضاً في وساوس قهرية ولا داعي للقلق، وأما شعورك بأنك غريب عن الناس فغير واضح لي ما تقصده منه وربما تحتاج إلى مناقشته مع طبيبك المعالج إذا استمر يضايقك،
وتابعنا بالتطورات.