أنا فعلاً مكتئبة وفقدت الوقت..!؟
السلام عليكم، أتوقع أن يكون العنوان صادماً إلى حدٍّ كبير، اعذروني، لكن هذه هي الحقيقة! فبجانب المشاكل النفسية الكثيرة التي أعانيها والتي كنت السبب في العديد منها دون وعي منب أو بغبائي، لكن هذه أكبرها على ما أظن.
عمري 18 سنة، عندي أخّان الكبير 21 سنة والصغير 11 سنة، ومرّت بي كل مشكلة عادية تواجه أي شخص في عائلته: التفريق في المعاملة، الحقد... ولأن ليس من عادتي ان أصارح أحداً بمشاعري، سبب ذلك مشاكل أكثر، حتى لو سألوني عمّا يضايقني، أقول: "لا شيء"، فأنا مقتنعة أن الحب والاهتمام يعني أن يفهموا ما في رأسي أوتوماتيكاً.
سبب كل هذا مشكلة في حياتي؛ مروراً بالعادة السرية والغشاء والبرود الجنسي والهواجس التي قرأت عنها كثيراً هنا، لكن الفرق أني متأكدة تقريباً أن غشاء البكارة انفض. هذا عدا التأثير النفسي والبرود الجنسي الذي أعانيه، وطبعاً لا داعي لذكر ألفاظ خارجة أكثر من ذلك.
كأي مراهقة -تقريباً- لا أمّ لها، عندي رغبة في الحب للحب، وميل للجنس الآخر بالغريزة الطبيعية، مررت بدوامات الشات دون أن أشعر بتأثيرها. ومروراً بكل المشاكل التي يمر بها كل من هم في سني؛ عدم رضاي عن شكلي ووزني ومستواي الاجتماعي... والسبب كما أظن أن 99% من ثقافتي آخذها من التليفزيون والأفلام الهابطة التي يصنعها أناس جهلة وجهة نظرهم مريضة، والتي تقنع أي شخص بنموذج الجمال والحب... لللأسف هذه هي ثقافتنا المترسخة خصوصاً في سن صغير. ولأن أمي عاملة فليس هناك من يأخذ باله مني ومما يحصلي، أو ربما لأن جيلهم أقل تأثراً من جيلنا فحين يشاهدون ما نشاهد فإن عندهم وعي كافٍ أو إرشاد كافٍ! لا أعرف خطأ من وكيف يمكن إصلاحه؟.
بالنسبة لأمي وأبي اللذين أكرههما، فليس فيهما أي شيء غير طبيعي؛ شخصان محترمان، يحبانّي ويخافان عليّ، ومهما ضايقاني أعرف أن خبرتهما الأكبر مني تعطيهم بعد نظر في أي موضوع حتى لو كان أسلوبهما لا يعجبني، فأنا أعرف لمَ يفعلان ذلك وهذا لا يضايقني. لكن لا أدري لماذا أكرههما؟ وربما أشعر بهذا نحو أمي أكثر من أبي لأني أعرف كيف أتجنبه، وهذه المشكلة لا تتعلق بأني في سن تمرد، لأن هذا هو إحساسي منذ زمن وأحاول إرضاء الله بقدر استطاعتي، لكني أشعر بالاختناق منهما لدرجة أني أدعو الله أن يموتا!.
أنا فعلاً مكتئبة وفقدت الوقت، لدرجة أن السنة الأولى في الكلية ضاعت ومرّت وفشلت، وأدعو الله أن أن يسترني وأنجح في الفصل الصيفي.
قد أبدو "بارانويد" أو أني أضخم مشكلة هي في الأصل عادية جداً، وقد يكون هذا صحيحاً، لكن حتى هذه المشاكل البسيطة تركتها تسيطر على حياتي وتسلبها مني، والأكيد أني أعاني اكتئاباً وأن هناك مشكلة لا أستطيع تحديدها بالضبط.
أتمنى كما اتسع صدركم لقراءة رسالتي الطويلة غير محددة الهدف أو المعالم أن تخبروني عن تأاثير مضادات الاكتئاب، أهو نفسيّ وعضويّ؟ وهل أحتاج لزيارة طبيب نفسي وجهاً لوجه؟ هل هناك كم دواء للاكتئاب يصرف دون وصفة طبية؟ سأكون شاكرة جداً لو زودتموني باسمه. إن اقتراح أن أفتح قلبي لأمي وأتكلم معها لأنها أمي والأقرب لي والذى أتوقعه منكم لن أتمكن من إنفاذه.
رجاءً، تجاوزوا عن أسلوبي وعن تجاوزاتي (حتى لا يكون التشخيص خاطئاً، فأنا لست معتادة على تقديم الاعتذار لأحد).
وجزاكم الله خيراً.
30/08/2009
رد المستشار
أراك وقد ذاكرت موقعنا جيداً، فهذا شيء جميل، ولكن ما لا أتفق فيه معك أن تشخيصك صائب؛ فلقد تعلمنا جيداً من كثرة التعامل مع الأشخاص الطبيعيين أو المرضى أن الأعراض قد تتشابه جداً إلا أن التشخيص يختلف من شخص لآخر، فليس كل شكّاك يعاني من البارانويا، وليس كل من يفقد طعم الحياة لفترة يعاني من الاكتئاب المرضي! ورغم أنك تقريباً شوّهت كل ما يخصك سواء فيك أو حولك -فقد شوّهت شكلك وتفكيرك وشخصيتك، وشوّهت بيئتك وأسرتك ودراستك- إلا أنني أرى وبوضوح أنك تقومين بأمر يصعب على كثير من البشر وهو التحليل والنقد والرؤية البعيدة، فهذه كنوز في شخصيتك تجرمين في حقها إن أهدرتها. وكذلك أستطيع أن أضع معظم مشاعرك السلبية في مساحة المراهقة التي لم تنتهِ عندك بعد، فالمراهقة ليست حكراً على الثانية عشرة والثالثة عشر من العمر ولكنها أحاسيس وتساؤلات قد تصل مع بعض البشر حتى الأربعين!، فأنت ما زلت تتخبطين تخبط المراهقة التي يكون معظمها في من أنا؟ وماذا أريد؟ وكيف أتأقلم مع من حولي رغم ما أكنّه من مشاعر سلبية تجاههم؟ وما هو الطريق؟ وإلى أين أنا ذاهبة؟... إلخ، وما دمت لا ترغبين في أن أقول لك ابدئي مع والدتك من أول السطر، فسأقول لك لماذا لا تستغلي قدرتك على التحليل والنقد والرؤية في التعامل مع أبويك؟ لماذا لا تتفهمي شخصيتهما وكأنهما رجل وامرأة وليس على أنهما والداك؟ لماذا لا تفرقي بين أنك تكرهين تصرفاتهما وتكرهينهما هما شخصياً؟ لماذا لا تتفكري في مفتاح شخصيتهما لتجني علاقة أفضل حتى لو بلا حب؟ لماذا لا تتقبلي فكرة أنك قد لا تشعرين بحب يملأ قلبك تجاههما لكنك قادرة على أن تكوني بارّة بهما؟.
أما موضوع الاكتئاب فهو يحتاج لتشخيص ويحتاج لمقابلة وجه لوجه مع متخصص نفسي على الأقل ليرتب معك أفكارك ويوضح لك ملامح البرنامج السلوكي الذي تتصرفين على أساسه ويساعدك عليه. وكذلك لا تنكري أن الخوف والقلق يملآن قلبك بسبب تصورك أنك فقدت عذريتك، وهذا يتطلب الحديث مع المتخصص. والذي أعلمه أكثر أن من لا يرضى عما يحدث منه ومع من حوله لا يضع كل مشكلاته دفعة واحدة فيراها كالجبل الجاثم على صدره، ولكن يقرر أن يعالج، ثم يبدأ بترتيب المشكلات، والسير قدماً فيها مرة تلو الأخرى، ونحن على استعداد لهذا إن أردت الحديث معنا بتفصيل أكثر.