لا تكفيني حياة واحدة
أنا شاب مبدئي في الحياة أني لا تكفيني حياة واحدة وأحس أنني أستوعب كل شيء بقلبي الكبير.
انتلقت إلى عدة بلدان أثناء حياتي وأحب انتمائي العربي. في شبابي كان والدي قاسيا علي كثيرا حيث جعلني أتحمل مسؤولية أخوتي أكثر من اللازم. أردت أن أجرب الكثير من الأمور في الحياة لكن المجتمع الذي أنا فيه لا يتقبل ذلك وليس لدي الكثير من الأصدقاء ولا ألقى القبول بشخصيتي الحقيقية ولذلك لجأت لعمل التالي:
- صرت اقوم بعمل حسابات وهمية كل يوم أتخيل فيها كيف سأكون لو عشت في ظروف مختلفة فمرة أمثل دور شاب ومرة فتاة في أعمار مختلفة وظروف حياة متعددة.
- أقوم بمحادثة الجميع على التشات ولا أتكلم عني بأي شيء سوى بمعلومات وهمية فأستجر منهم معلوماتهم وصورهم وأدخل إلى حساباتهم وأتدرب على التحكم النفسي بهم وأكلم كل شخص بحسب ثقافة بيئته وأكذب كثيرا.
- أحب أن يكون لدي سيطرة على الآخرين فذلك يشعرني بالقوة لأني على أرض الواقع لا أحس بالتقدير الكافي ولذا أتظاهر أمام أهلي بأني سعيد جدا ولكني حزين ونكدي في كثير من الأوقات. أتأثر برأي أقرب الأصدقاء لي. أرى أن علينا أن نخطئ حى نفهم وبعد أن أرتكب الأخطاء سأتعلم وأستغفر والله غفور رحيم.
- أستمتع بأن هذا بأي عطاء من عندي حين أعالج الناس بطريقتي برغم أنني لم أدرس علم النفس وتتلخص لدي أهم المباديء في الطموح والرضى والاحترام.
- أنا صريح ولكن ليس علي أن أكون شفافا وأحب أن أتلاعب بالكلمات ولكن أترك للآخرين المجال لكي يستجيبوا لي ويظهروا ما لديهم ولكني لا أعد أحدا بشيء ولكن أخلق لديهم الظنون بالكلمات الوهمية.
- أدمنت بعض الأمور مثل التدخين والعلاقات والإنترنت ولدي قناعاتي عن الممارسات الجنسية التي أبتكرها حتى أرى أن كل شيء في الحياة فن وأريد أن أرسمه بطريقتي.
- قمت بالتمثيل على أهلي وزوجتي كي أتخلص من علاقتي الزوجية التي لم تكن مرضية لي وطلقتها وقمت بعد ذلك بالخطبه على الإنترنت حيث أقوم بالبحث عن الفتاة ثم أذهب إلى بيت أهلها وأتعرف عليها ولاحقا أقوم بمحادثتها على الإنترنت بطريقتي.
- أستخدم الكذب على الإنترنت حتى في عملي حيث أدبر الصفقات وقد أقوم بالانتقام ممن حولي.
- لا أظهر لأحد شيئا ومبدئي أن أجعل الشخص يقع في الخطأ وأقوم أنا بتثبيت التهمة عليه ولومه حتى لا يحملني أحد المسؤولية أو يتوقع مني شيئا ولا يستطيع أحد اكتشافي.
فما تشخيص حالتي؟؟؟
أرجوكم أحتاج المساعدة؟؟
26/9/2012
رد المستشار
استشارة نفسية تعليمية Psychoeducational Consultation
نظرة عامة Overview : رجل في الخامسة والثلاثين من عمره يستفسر عن طبيعة حالته وأن كان هناك تشخيصاً نفسياً. يشير أولاً إلى طفولة غير سعيدة، وبعدها إلى سلوك شخصي يتصف بالعداء الظاهر والخفي نحو الآخرين. رغم ذلك كتب رسالته ربما لأنه بدأ يشعر بالذنب تجاه هذا السلوك أو أصبح لديه استبصار حول ضرورة تغيير حياته.
التوصيات Recommendations :
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ في بداية الأمر لست مصاباً بمرض نفسي ولا حاجة لك لمراجعة طبيب أو معالج نفسي.
٠ ما ينظر إليه الطبيب أو المعالج النفسي في استشارتك هو صياغتها من منظور نفسي حركي Psychodynamic Perspective ليس هناك في رسالتك ما يشير إلى أعراض اضطراب نفسي، والسلوك الذي تطرقت إليه أهدافه واضحة وتحت سيطرتك شعورياً. أنت الآن في منتصف العقد الرابع من العمر ولديك وظيفة، واخترت الفراق عن زوجتك لأسباب شخصية بحتة.
٠ رسالتك تشير إلى تركيبة نفسية حركية تتصف بالتحول ضد الآخرين Turning Against Others وبداية محاسبة الذات ومعاقبتها Turning Against Self تطغي الصفة الأولى على سلوك الفرد من عمر المراهقة إلى منتصف ونهاية الثلاثينيات وبعدها تبدأ الصفة الثانية بالظهور من جراء العزلة الاجتماعية وعدم حصول تطور شخصي يلبي احتياجات الفرد النرجسية. الاحتياجات الأخيرة تشمل علاقة حب صادقة متبادلة والشعور بالقوة والسيطرة على زمام الأمور في الحياة الدنيا. من خلال قراءة رسالتك فشلت في تلبية هذه الاحتياجات.
٠ هذا النمط من الصفات الشخصية نادر بعض الشيء وقلما يصل الفرد إلى مراكز الصحة النفسية إلا بعد حصول اضطراب في حياته الاجتماعية خاصة الطلاق، أو عندما يفقدون السيطرة على سلوكهم المدمر للذات.
٠ تراهم جميعاً يشكون من حياة جنسية مملة لا تلبي احتياجاتهم العاطفية ويلقون اللوم على شريكتهم الجنسية بدلاً من أنفسهم. من جراء ذلك يبحثون عن علاقات جنسية شديدة وعميقة ولكنها وقتية دوماً. من الصعب على هذه الشخصية الشعور بالرضا من خلال علاقة تتصف بالإخلاص وصدق المشاعر.
٠ تكمن عقد الأفراد الذين يمتلكون صفاتك الشخصية بتذبذب تعريف أنفسهم بشخصية عدائية خارجية وشخصية عدائية داخلية في أعماق أنفسهم. تاريخهم الشخصي يعكس عدم حصولهم على العطف والحب من جراء تعلقهم بالوالدين. عواطفهم بعد البلوغ يطغى عليها التردد ولا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالكلام الصادق وبدلاً من ذلك يعبرون عنها بأفعال عدائية نحو الآخرين.
٠ لا يتحمل الفرد الذي له شخصيتك الانتقاد المباشر وغير المباشر وربما لا تستسيغ الرد أعلاه. إذا حدث وأصبت بالاكتئاب أو اضطراب نفسي فسترى الطبيب يحاول توجيه تفكيرك نحو ربط الماضي بالحاضر والتركيز على عواقب سلوكك المدمر للآخرين وفي النهاية قد يلحق الدمار بك.
٠ لقد وصلت مرحلة حرجة في حياتك وليس هناك مفر من تغيير شخصيتك، وكتابتك الرسالة بحد ذاتها يبشر بكل خير.
٠ وفقك الله دوماً.