رهاب من الإنجاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ فى البدايه أحب أن أشكر أسرة الموقع لجهودهم العظيمة في حل مشكلاتنا أنا فتاة مخطوبة ولكن للأسف أخاف من المستقبل كثير وقلقة كثير تجاه موضوع الإنجاب فأنا أخشى كثير أن أموت عند لحظة الإنجاب وكثيرا ما تراودني أحلام كثيرة بخصوص هذا الموضوع وأيضا ما أسمعه من صديقاتي أو من حوادث حتى إذا أنجبت فأنا أشعر أنني سوف أصاب بحالة من الاكتئاب الشديد إذا أصبح لدي أطفال أفكر كثيرا وأعلم أن الأطفال نعمة من الله عز وجل وأنا لا أعترض ولكني أصف شعوري.
أنا الفتاة الوحيدة لأبي وأمي لقد اعتدت دائما أن يكون والدي ووالدتي مسؤولين عني وأشعر بالخوف أن أكون مسؤولة في يوم من الأيام عن طفل وتراودني أفكار أنني أرغب في تأجيل موضوع الإنجاب ولكني لا أعرف كيف أخبر خطيبي بالأمر فهو لن يتفهم أني غير مستعدة نفسيا لموضوع الأطفال
أرجوكم ساعدوني فأنا بحاجة إليكم بعد الله عز وجل
وشكرا لكم.
11/10/2012
رد المستشار
استشارة نفسية علاجية Psychotherapeutic Consultation
نظرة عامة Overview:
آنسة في بداية العقد الثالث من العمر تشكو من خوف ورهاب من إنجاب الأطفال بعد زواجها من خطيبها. تتطرق أيضاً إلى قلقها من مصارحة خطيبها بشأن الخوف من الإنجاب بعدها تعلل هذه الظاهرة بأنها كانت الطفلة الوحيدة لا ينافسها أحد على حنان الأب والأم.
التوصيات Recommendations
۰ شكراً على استعمالك الموقع.۰ هناك أكثر من إجابة على استشارتك القلق والخوف من الإنجاب ورعاية الأطفال ليس بغير المعروف هناك العديد من المشاكل الصحية التي ترتبط بالحمل والتي تحظى باهتمام إعلامي طبي وعام. رغم ذلك فإن الغالبية العظمى من النساء تمر بفترة حمل دون أي مشاكل صحية بعدها يتم الإنجاب وتكتسب المرأة هوية جديدة تعتز بها أكثر من أي شهادة جامعية أو منصب وظيفي وهي الأمومة قلما يكون هذا السبب عائقاً أمام قرار المرأة بالحمل والإنجاب ويتلاشى في ظل حياة زوجية سعيدة وصحية.
۰ الخوف الآخر من الحمل والإنجاب يتعلق بما ورد في رسالتك هو الخوف من الإصابة باضطراب الاكتئاب بعد الإنجاب الغالبية العظمى من النساء لا تصاب باضطرابات نفسية بعد الإنجاب والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة اعتماداً على الفترة التابعة للحمل كما يلي: بعد 3 أيام من الحمل تشكو الكثير من النساء من نوبة عاطفية تتميز بالبكاء تنتهي خلال 24 ساعة في معظم الحالات، بعد 3 أسابيع قد يحدث اضطراب ذهاني نادر جداً وسهل العلاج، بعد 3 أشهر قد تصاب المرأة باكتئاب يتماثل للشفاء تدريجياً بعلاج أو بدونه.
۰ يمكن أن تتصوري سعادة المرأة بالحمل والإنجاب بأن الغالبية العظمى (وهن أقلية) من اللاتي يتعرضن لاضطرابات نفسية بعد الإنجاب يتخذن القرار بالحمل والإنجاب ثانية والسبب في ذلك يعود بأن ليس هناك تجربة تعتز بها المرأة وتسعد بها مثل إنجاب طفل .
۰ هذه الأيام هناك فرق صحية تعنى بالصحة النفسية للمرأة أثناء الحمل وبعد الإنجاب، ومن وظائفها التوعية وتثقيف المرأة حول هذه الأمور.
۰ قد يكون هناك قلق حول صحة الطفل والمرور ببرامج التلقيح وغير ذلك هذه الأيام العناية الصحية بالخدج والأطفال أصبحت على درجة عالية من التقدم حتى أن هناك اختصاص طبي نسميه الطب الجنيني Foetal Medicine يقوم به أخصائي يشرف على صحة المرأة الحامل وجنينها.
۰ أعود الآن إلى مناقشة رسالتك من وجهة نظر نفسية. الطبيب أو المعالج النفسي سيدرس رسالتك مستعملاً تسلسل الخطوات نفسها التي تطرقت إليها وهي:1- التحري عن القلق وهو واضح في رسالتك هو الخوف من الإنجاب.
2- التحري عن الدفاعات النفسية اللاشعورية التي تستعملها المرأة إن كانت هذه الدفاعات ناجحة للتخلص من القلق والخوف لما بعثت برسالتك لكنها غير موفقة ولذلك ازداد شعورك بالقلق والخوف.
3- اكتشاف العقدة النفسية التي وراء أعلاه والتي تمنعك من المضي قدماً في حياتك وتجاوز ما حدث لك. تطرقت في رسالتك إلى أنك نشأت دون منافسة من أخ وأخت وهذا هو السبب في ذلك.
۰ أما تسلسل التحليل النفسي فهو كما يلي:
1- هناك قلق من الإنجاب وهذا ما تصرحين به.
2- الدفاع النفسي الغير شعوري الغائب عن الوعي التي تم استعماله هو الاستبدال Displacement أي بعبارة أخرى تم استبدال القلق حول العقدة المركزية بالقلق بقضية أخرى وهي الإنجاب.
3- أما العقدة النفسية فهي أن هناك أسئلة وعلامات استفهام حول العلاقة بينك وبين خطيبك لم يتم الإجابة عليها وحسمها.
۰ المرأة التي تحب رجلاً بكل معنى الكلمة تعمل على تقوية هذا الارتباط من خلال الإنجاب لذلك تقول المرأة في الغرب لمن تحبه: أحب أن أحمل بطفلك، وهي كلمة تصرح بها المرأة وتعنيها عندما تحب.
۰ قد أكون أسرفت في تحليل استشارتك من وجهة نظر نفسية وربما قد تكتفين بالملاحظات أعلاه. الخيار هو بين يديك.
۰ وفقك الله دوماً.
التعليق: أتذكر أن أختي كانت تقول نفس كلامك هذا ولأنها كانت تدرس الطب فقد حضرت لحظات ولادة حقيقية وكانت تقلق كثيرا وتقول أشعر أنني سوف أموت إذا أنجبت فهي كانت تظن أن لحظة الولادة ممكن أن تسبب اختناقها وعدم قدرتها علي التنفس فتموت بجانب الألم..
كانت دائما تقول سوف أؤجل الإنجاب حتي أنتهي من الماجيستير وذلك حتي الخطوبة..بعد الخطوبة رفض خطيبها تأجيل الإنجاب حتي لا تعاني بعد ذلك من عدم القدرة علي الحمل كما رأى في البعض..
بعد زواجهما بشهر حزنت أنها ليست حامل وأصبحت تتمنى الحمل كثيرا وأن تصبح أما. حملت بطفلها العسول وأصبحت بفضل الله تعالي أما تحت الطلب 24 ساعة مثل طبيب استقبال الطوارئ..
هل تعلمين أنها نسيت الآن متاعب أيام الولادة التي قضتها بالمستشفي وتفكر في طفل آخر حتي يسلي الأول.
وأتذكر صديقتي الرائعة "أما لطفلة في الرابعة تقريبا" وهي تقول لي أن من تتزوج تتمنى أن تصبح أما بسرعة. وأظن أن عطاء الأمومة له مذاق خاص مختلف عن تدليل والديك.
ولا تقلقي بشأن مسئولية الطفل حديث الولادة فغالبا ستساعدك أمك وزوجك. و أسألك بالله أﻻ تنجبي طفﻵ و أنت له كارهة فما أقسي انعكاس ذلك عليه.