اختلال الآنية
أنا فتاة في 22 من عمري منذ 6 سنوات وأمي مصابة بالقلق لأنها كانت تعاني الخوف من الأمراض فأصبحت أخاف مثلها تماما وأحس مرة بأعراض مرض السكري ومرة أعراض القلب و....، وكنت حزينة وخائفة وكانت أمي ترفض أن أفحص نفسي لخوفها الشديد من أن أكون مصابة بمرض وتقول لي أنت سليمة ولكنني لم أقتنع فأصبحت حزينة أعاني من أعراض ولا أعرف ما الحل وأنا بطبيعتي متفوقة جدا في دراستي ولكنها كانت تسبب لي الضغط الكبير فلا يمر عام دون بكاء وسهر وتعب وزاد علي خوفي بسبب وسواس المرض واستمريت على هذا الحال سنتين إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية وكنت خائفة منها جدا وكنت أريد لنفسي الطب أو الصيدلة ولكن كنت خائفة جدا من هذه المرحلة وبسبب الضغط الكبير في المدرسة ووسواس المرض أصبحت أشعر فجأة بأنني لست أنا وأشاهد نفسي على المرآة فلا أعرف نفسي حتى العالم تغير من حولي.
وكما عرفت من الإنترنت أنه اختلال الإنية، مع أني أعي كل شيء، وكان شعورا مرعبا تمنيت الموت معه ولم أكن أعرف ما السبب، فكرت نفسي أنني سأجن فبكيت كثيرا حتى أمي ملت مني وكانت تبكي كثيرا لحالي، إلى أن أخبرتني أني مصابة بالاكتئاب وعندما عرفت انهرت من البكاء وتوقعت أنني سأبقى هكذا وقررت أمي إعطائي من نفس دوائها وهو البروزاك فقررت أن أستعمله لأتخلص مما أنا فيه من ألم وبعد أسبوع تغيرت حالتي تماما.؟
وشفيت بعد شهر تقريبا وتمت خطوبتي فأوقفت الدواء وعدت كما كنت بل وأفضل أصبحت أدرس من دون قلق ولكن للأسف فقد انسحبت من الامتحان لأنني فشلت في المادة الأولى فقررت الانسحاب وتعرضت لضغط من كل العائلة لأعدل رأيي ولكنني صممت وانسحبت وزعلت كثيرا لأني ما حققت لا حلمي ولا حلم أمي وأمي زعلت مني كثيرا بس قررت أني السنة اللي بعدها سوف أعيدها وعدتها السنة اللي بعدها ونجحت بامتياز وتزوجت وتركت أهلي وسافرت.
وعاد لي الشعور المؤلم ولكن بشكل خفيف تمكنت أن أتعايش معه ولأنني حملت فقررت أن لا أستعمل الدواء أبدا مع أنه تعبت حالتي في الثلاث أشهر الأولى وكان وحملي صعبا جدا وكنت أعيش فراغا لأنني أوقفت دراستي في الجامعة لأجل الحمل وقرر زوجي أن يرسلني لأهلي لكي أتحسن ولكن عاد لي هذا الشعور بالتغرب عن الذات عندما زرتهم فأحسست أنني غريبة عنهم ولكنني تحملت وصرت أقرأ الرقية وسورة البقرة كل يوم وعندما عدت لزوجي أحسست براحة وأكملت التسعة أشهر وولدت بعملية قيصرية وبعد انتهاء العملية أحسست بأني سأختنق أو أنني أموت فعلى ما أظن أنها كانت نوبة ذعر ولكن أخبرني الطبيب بأنني سليمة والعملية ناجحة ولكن لم أتخلص من شعور أنني سأموت وأخاف البقاء وحدي أو الذهاب لأي مكان لوحدي.
وعاد لي اختلال الآنية بصورة قوية وأصبت باكتئاب بعد الولادة فأحسست أن حياتي انتهت ورفضت أخذ الأدوية لكي أرضع ابني ولكن بعد حوالي ثلاثة أشهر استسلمت واوقفت الرضاعة وقررت الرجوع للدواء فبدأت بحبة يوميا من البروزاك ولكنه لم يعطي معي نفس النتيجة السابقة خلال وقت قصير فرفعت الجرعة بعد حوالي شهرين إلى حبتين يوميا لمدة ستة أشهر ومن ثم حبة لمدة ستة أشهر ومن ثم أوقفته تدريجيا وتحسنت حالتي 80 بالمئة مع أني لم أتخلص من اختلال الآنية ولكن حاولت السيطرة عليه وصرف انتباهي عنه وحتى قضيت على وسواس الموت والرهاب وأوقفته منذ ثلاثة أشهر وقاومت القلق التوقعي بأن تعود لي الحالة مرة ثانية ولكنني رجعت أفكر في حالتي القديمة؛
ولكنني أنساها أحيانا عند زيارات الأقارب أو الانشغال بأمر معين ولكن سرعان ما يعودني القلق وإنني لن أتحسن وسوف أعيش عمري كله هكذا وأخاف الحمل لكي لاتعود لي هذه الحالة المؤلمة وأحس الآن باكتئاب يزداد في الصباح ويخف في المساء مع اختلال آنية فهل هذا سببه الفراغ الذي أعيشه دون فعل شيء أم مرض متأصل في شخصيتي وهل يمكنني التغلب عليه بالتجاهل والانشغال في الدراسة أم يجب العودة للأدوية؟
وهل السيبرالكس يفيد في حالتي
وأنا آسفة للإطالة وشكرا.
28/02/2013
رد المستشار
الأخت "ريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، حقيقة أنا أرى شخصية بها جوانب كبيرة من الاعتداد بالنفس وقدرة على مواجهة الصعاب وهذه السمات بالشخصية تحتاج إلى ملئ للفراغ والشعور بالإنجاز لأن الفراغ بالنسبة لهذه الشخصية أحد الأسباب الرئيسية للقلق والاكتئاب.
الشعور بالاكتئاب أثناء النهار والتحسن بالليل يمكن أن يكون اكتئابا بيولوجيا أو بسبب تغير كيميائي ولذلك تحسن بأدوية الاكتئاب مثل البروزاك في حالتك ولكن التحسن جاء أيضا بسبب الإنجاز والتحدي ومواجهة وحل الصعاب وليس الاستسلام لها.
بالنسبة لسبرالكس فهو دواء يستخدم في الاكتئاب مع الوسواس القهري غالبا وحالتك بها قدر من الوسواس ولكنه لا يرتقي إلى الوسواس القهري أما بالنسبة للخوف من معاودة الحالة في المستقبل فالاكتئاب مثل الإنفلونزا يمكن أن يعود ويمكن مداواته في 6 أسابيع بالدواء المناسب وأعتقد أن حالتك تحتاج إلى جلسات علاج معرفي إلى جانب الدواء مع متخصص مخلص حتى يتم التدريب على مهارات في التفكير والإدراك تعطيك نوعا من الحصانة ضد الاكتئاب وتقلل من نسبة معاودته وتكراره.
مع وافر الشكر.
ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت الفاضلة "ريم" أهلا بك، ليست لدي إضافة غير الإشارة إلى موقع اختلال الإنية في حالتك فهو في حالتك أقرب ما يكون إلى عرض اكتئاب أو بين القلق والاكتئاب، ولم يكن قرار وقف عقار البروزاك صائبا لأنك لم تحصلي على علاج معرفي وهو فقط ما يجعل وقف العقار غير متبوع بانتكاس الحالة، وأما ما تعانين منه الآن من انشغال بمشاعر اختلال الإنية فهي أيضا ستكون إن شاء الله عابرة بعد نجاح العلاج المعرفي السلوكي، عليك إذن اتباع نصيحة مجيبك د. أشرف عبد الله واقرئي على مجانين:
أختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
اختلال الإنية غالبا عرض للقلق
الاتفصال أو الانشقاق اختلال الإنية وتبدد الواقع
اختلال الإنية العارض والمستقل
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)
استخدام الأدوية النفسية أثناء الرضاعة الطبيعية