طالبة معلومات..؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أولا أدعو الله أن يبارك فيكم ويغفر لكم وينفع بكم الأمة ويرزقكم العلم النافع والتقوى والثبات إن شاء الله على هذا الموقع الرائع.
ثانيا الموضوع متعلق الجن والمس وما إلى ذلك، بس أصلا الحمد لله رب العالمين عندي اقتناعي أن الله سبحانه وتعالى حفظنا من كل تلك الخزعبلات التي تعلمونها والتي تنتشر كالسهم في أمتنا وربنا يهدينا ويرزقنا العلم النافع والتقوى إن شاء الله.
الفكرة بقه أن أصدقائي مصدقين في الحاجات دي، إن الشيطان يمكن أن يلبس الإنسان وأن الأعراض التي بتحدث على الشخص الذي يعاني دي حقيقة بمعنى أنهم مصدقين أن الشيطان هو اللي بيكون بيتكلم على لسانهم مثلا أو ما إلى ذلك من تغيرات، وأن العلاج الصحيح هو عند الشيوخ "أو المدعين بذلك"، ودار بيننا حديث وحاولت أن أفهمهم أن ذلك لا وجود له من الصحة، وهذا لا يعني أن ننكر وجودهم بس حاولت أفهمهم أن أقصى حاجة ممكن يعملها الشيطان للإنسان هو أنه يوسوس له، وأن كل هذه المظاهر والخزعبلات الجديدة ما هي إلا ضغوط نفسية ولها تفاسيرها التي لا نعلم لقلة دراستنا فيها.
ولكنهم من كثرة ما يسمعون من أحاديث ومن أشخاص قريبين منهم يثقون فيهم فصدقوا الكلام وصدقوا أنها حقيقة وأنه يمكن للشيطان أن يفعل ما يفعله للإنسان -لذلك شعرت أنه من واجبي أن أظهر لهم حقيقة الأمر وحتى يكونوا على بينة وحتى لا يكونوا يفعلون إثما وهم لا يعلمون، مع العلم أنهم أيضا يؤمنون أن هذه الظواهر لا تحدث إلا لضعيف الإيمان-.
وأنا قرأت مقالات في موقعكم.. وأسأل الله أن يوفقكم ويهديكم ويهدي بكم أمتنا، وهي في غاية الروعة والإقناع، بس هي كتيرة جدا وأكاد أكون تهت بين المقالات -لذلك أريد من حضراتكم إن أمكن أن توضحوا لي بحثا شاملا عن الموضوع في صفحة واحدة وياريت لو فيه إجابة على الأسئلة إن أمكنكم، عشان مايبقاش عند أصحابي أي شك في أي حاجة وهي، هل هناك دليل على أن الله سبحانه وتعالى سمح للشيطان بأن يلمس الإنسان أو يتلبسه أو أي شيء غير الوسوسة.
بعض التفاسير العلمية التي تفسر حالات الصرع التي تحدث من تغير الصوت والنظر والحركة وما إلى ذلك (ومرة سمعت قصة تقول أن الست كانت عنيها بتتحول تبقه زي القطط) وهل يمكن للشيطان أصلا أن تحرك الأشياء من حولنا مثلا وهل هناك حوادث من تلك حدثت في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتفسير، إن بعض الناس الذين يقوموا بأشياء ويقولون أنهم يحضرون الجن أو ذلك أو هل صحيح فعلا أنه يمكن فعل ذلك بمعنى فعل أشياء لاستدعاء الجن ورؤيتهم والتواصل معهم.
هل هناك فرق بين شيطان وجن، والفرق بين المس والتلبس في اللغة العربية وهل قراءة القرآن الكريم على هذه الحالات يختلف تأثيرها على شخص مسلم لغير مسلم وعلى شخص متدين لضعيف إيمان، أو على شخص سيء لشخص طيب، وهل نية الشخص الذي يعاني ذلك تؤثر أم لا، رأي بعض العلماء المعروفين، في ذلك الموضوع مثل الشيخ الشعراوي، محمد عبده، وغيرهم وأي حاجة تاني ممكن تقطع الشك باليقين.
ويارب ما أكونش هتعبكم كتير بس فعلا أنا خايفة على صديقاتي أن يكونوا واقعين في ذنب وهم لا يعلمون أو أكون أنا المخطئة وأنا لا أعلم،
وحتى أستطيع أن أنشر هذا الموضوع لمن أعرف لعل أحدهم يهتدي، وجزاكم الله خيرا عما تفعلون.
25/03/2013
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
لعل كثيرا من المعتقدات الخاطئة التي لا ترجع مرجعية صحيحة للدين الحنيف وينتج عنها كثير من الممارسات الخاطئة ومنها الاعتقاد باللبس ومحاولة إخراج الجن من جسم الإنسان.
إن اللبس وسيطرة الجن على جسم الإنسان والتحكم فيه هو وهم ليس له سند شرعي ولا طبي.
إن كثيرا ممن يروجون لهذه الفكرة الخاطئة هم إما:
1- دجالون أخفوا فكرهم وراء ستار العلاج بكلام الله. كي يحققوا أرباحا خيالية من وراء ذلك. لأنه لما تبين لهؤلاء الدجالين أنهم سينكشفون، أرادوا أن يلبسوا لباس الدين حتى يضلوا ويغووا. فتراهم يدعون أنهم يعالجون بكتب السماء يخلطون نصوصًا دينية بأخرى بها كثيرٌ من الخزعبلات غير المفهومة والشرك، يكتبونها على أوراق ويأمرون الناس بشربها. وهذه بلية أخرى وخدعة أخرى وينبغي لمن كان له عقل ألا يشرب شيئًا كتبه هؤلاء، فهم يخلطونها بكلام به كثير من الجهل والشرك.
2- قوم أخطأوا فهم الآيات وحملوها على غير معناها.
وهؤلاء ليسوا فقط من المسلمين بل أيضا منهم يهود ومسيحيون، أرجعوا الأمراض العضوية وبالأخص العقلية والنفسية إلى التلبس الشيطاني. والتلبس الشيطاني يعني عندهم دخول الجن أو الشيطان جسم الإنسان والتحكم في أعضائه وعقله. وهذا الاعتقاد والعمل به يضر المرضى أعظم ضرر لأنه يؤخر أو يمنع طلب المريض للعلاج الطبي ومن ثم تتدهور حالته.
فتراهم يقرأون آيات الله حتى يخرجوا الجن المتلبس بجسم الإنسان وعندما لا يستجيب يقومون بضربه يقولون أنهم يضرون الجني وربما مات الشخص المسكين من جراء هذا الضرب وكم من أشخاص فقدوا حياتهم لأنهم سلموا أنفسهم لجهلة أو دجالين كي يخرجوا منهم الجن أو الشياطين فأوسعوهم ضربًا وركلاً حتى فقدوا حياتهم.
إن القرآن كتاب سماوي وهو من عند الله عز وجل الذي أنزل التوارة والإنجيل. ولم تنزل هذه الكتب السماوية ولم ينزل القرآن من عند رب العالمين كي يستخدم في إخراج الجن المتلبس بجسد الإنسان بل جاء هداية للعقول والأرواح من رب العالمين. جاء ليصحح الأفكار ويحررها من عبودية غير الله عز وجل ولم يثبت عن نبي أو رسول أو حواري أو صحابي جليل أن جمع الناس ليقرأ عليهم كلام الله عز وجل كي يخرج من أجسادهم الجن أو الشياطين وعندما لا يستجيبون يوسعهم ضربًا فهذه بدعة وجهالة أدخلها من أدخلها على دين الله كي يضل ويضل.
إن القرآن جاء نورًا ونبراسًا وكفى الله سبحانه وتعالى الناس بالمعوذات وآية الكرسي وآيات الرقي الشرعية بقراءتها والتعوذ بها والتعوذ بالله رب العالمين من شر كل شيء. فعلى من أراد أن يحفظه الله من شر كل شيء فليقرأها ويتفهم معانيها وليتحصن بصدق اللجوء إلى الله عز وجل ولا يستعيذ إلا بالله ولا يطلب إلا من الله عز وجل. فإن في معاني هذه الآيات الشفاء من كل فكرة سلبية يكررها الشيطان على الإنسان وعندما تتحرر العقول من الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة والانحرافات في الفكر فلا يستطيع أحد أن يغويها أو يحزنها أو يخيفها "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ". (الحجر:42)، "فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ". (الأنعام:48)
وكنت أستمع ذات يوم إلى البرنامج الرائع "الوسطية" لد.طارق سويدان فى قناة الرسالة ووجدت موضوع الحلقة عن اللبس والمس فانتبهت إلى الحلقة .أتى د.طارق سويدان بفريق يؤيد اللبس وفريق يرفض فكرة اللبس.
أما الفريق الأول فكانت حجته ما قاله ابن تيمية- وهو عالم جليل فى القرن السابع الهجري- ونسبه إلى الإمام أحمد ثم من تبع بن تيمية من العلماء وكل عالم يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الفريق الثاني الرافض للفكرة فإني أذكر بعض ما قاله ا. د.جمال أبو حسان أستاذ التفسير بجامعة الزرقاء:
لم يسلط الشيطان على الإنسان إلا في باب واحد وهو الوسوسة.
اللبس ليس له دليل شرعي وهو وهم.
ليست هناك آية واحدة تدل صراحة على اللبس. وآية "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" (البقرة:275). معناها يحعله يسير على غير هدى.
وهناك كتب تفسير تشبه حال آكل الربا يوم القيامة بمريض الصرع في الدنيا. وقد يفهمها من يريد على وجهة نظرهم هم.
وقول الله عزوجل عن أيوب عليه السلام "أني مسني الشيطان بنصب وعذاب"، فلم أجد واحدا من العلماء يفسره بمعنى دخول الجن جسم الإنسان، ولم أجده في اللغويات بمعنى دخول إلى داخل جسم الإنسان والتحكم فيه.
أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم "الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" فكل حرف جر يعطي معنى مختلف عن المعنى الآخر فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من ابن آدم ولم يقل في بن آدم. وكذلك في قوله وكل به ولم يقل وكل فيه. أما حديث "اخرج عدو الله" فهو حديث ضعيف بإجماع العلماء.
والأحاديث التي يستشهد بها الفريق الذي يقول باللبس إما أحاديث صريحة (تصرح باللبس) وليست صحيحة وإما أحاديث صحيحة وليست صريحة.
وأما ما يقولونه رواية عن الإمام أحمد "كذبوا ها هو يتكلم على لسانه" فأنا تتبعت لمن حاول أن يثبتها ولم أجد سندا واحدا صحيحا عن الإمام أحمد. وفوق كل هذا فذلك قول ينسب إلى الإمام أحمد وليس حديثا نبويا.
هذا كان رد الفريق الذي لا يؤمن باللبس ويقول إنه ليس له سند شرعي وهو وهم وأنت ترين معي قوة حجتهم الدينية والعقلية وهذا رأي د. طارق سويدان وإني لأشكره على برنامجه الجميل.
وأحب أن أروى بعض ما قاله عالم جليل مستنير واسع الأفق العلامة محمد الغزالي رحمه الله في هذه المسألة يقول العالم الجليل:
طرق بابي رجل يقول أنه بحاجة إلى عوني فقمت باستقباله وأنا متعب ودهشت لمرآه فلقد كان عملاقًا بادي الصحة ولم تكن عليه سيم الفقر وبدأ في الحديث من غير مقدمات قال: أنه مسكون، واستعدت ما قال فكرر شكواه مؤكدًا أنه مسكون فقلت من سكنك؟ قال جني عات غلبني على أمري فقلت وأنا أضحك لماذ لم تسكنه أنت، أنك رجل طويل عريض؟ فسكت حائزًا وأخذت أتأمل في ملامحه وحالته العامة ثم قلت له: ما أظنك مريضًا بالصرع، أتعتريك نوبات ما فلم يزد القول بأنه مسكون.
إن عددًا كبيرًا من النساء وعددا قليلا من الرجال يجيئني بمثل هذه الشكاة وكنت أبذل شيئًا من الجهد في تثبيت القلق، وتسكين الحالة وإعادة الاستقرار النفسي والفكري إلى هذا وذاك، وشعرت بأن الأزمات الروحية والاضطرابات العصبية من وراء الادعاء بأن الجن احتل هذا الجسد أو احتك بهذا البائس. وربما استعنت ببعض الرقى والتلاوات والنصائح لجعل أولئك المرضى أحسن حالاً وإن تبديد أوهامهم لشيء يطول.
وتحدث معي بعض أهل العلم الديني وكأنهم رأو إنكاري على أولئك المرضى وقالوا لم إذن ترفض فكرة احتلال الشياطين لأجسادهم.
كان جوابي محددًا لقد شرح القرآن الكريم عداوة أبليس وذريته لآدم وبينه وبين أن هذه العداوة لا تعدو الوساوس والخداع:
"وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (الإسراء:64). ولا يملك الشيطان في هذا الهجوم شيئًا قاهرًا انه يملك استغفال المغفلين فحسب "وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم" (إبراهيم:22)
وقد تكرر هذا المعنى في موضع آخر: "وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ" (سبأ:21) إن الشيطان لا يقيم عائقًاً ماديًا أمام ذاهب إلى مسجدًا ولا يدفع سكرانًا على قفاه ليكرع الإثم من أحدى الحانات! إنه يملك الاحتيال والمخادعة ولا يقدر على أكثر من ذلك.
وأخذ العالم الجليل يرد على حجج القائلين بسكن الجن والشياطين جسم الإنسان رد عليهم بالقرآن والسنة وسير الصحابة وكبار التابعين فيقول العالم الفاضل:
أما الآية الكريمة ".....لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" (البقرة:275) فجمهور المفسرين أجمعوا على أن ذلك يوم الجزاء وسبب هذا التفسير أن أحدًا لم ير أكلة الربا مصروعين في الشوارع توشك أن تدوسهم الأقدام ومن ثم جعلوا ذلك عندما يلقون الله فيحاسبهم على جشعهم وظلمهم. ونقل الشيخ رشيد عن البيضاوي في هذا التشبيه أنه وارد على ما يزعمون من أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع والخبط ضرب على غير اتساق كخبط العشواء.
وقد ثبت عند أحياء هذا العصر أن الصرع من الأمراض العصبية التي تعالج كأمثالها بالعقاقير وغيرها من طرق العلاج الحديثة.
وأما حديث أبي هريرة عن الإمام البخاري ومسلم واللفظ هنا لمسلم "كل بني آدم يمس الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها" فسر البيضاوي المس هنا بالطمع في الإغواء.
ويستطرد الشيخ محمد الغزالي قائلاً: ولست أحب أن أفتح باب الشعوذة والسحر والدجل باسم أن الشيطان احتل بدن الإنسان وقد قبضت الشرطة منذ أيام على رجل ظل يهوي على أحد المرضى بعصاه حتى أخمد أنفاسه وكان الأحمق يظن أنه يضرب الشيطان ليخرج وكان يقول له: اخرج عدو الله! وانتهت المأساة بقتل المريض البائس، ويحذر الشيخ من اتباع الخرافات والخيالات وحتى إن قيلت أنها نسبت إلى بعض العلماء فكل عالم يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويكمل الشيخ حديثة فيقول إن الناس في عصرنا يعانون من الوحشة والإرهاق ولقد لقيني فتيان وفتيات يشكون من مس الشيطان وكذا الأعصاب وهم بحاجة إلى مربين رحماء. انظر (كتاب السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث)
وأحب أن أورد رأي عالم آخر الشيخ على بن مشرف العمري المحاضر بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقًا وقد اشتهر بالمملكة العربية السعودية وغيرهما من البلدان باسم "العدو الأول للجن" إلا أنه فجر قنبلة بإعلانه في مقابلة مع مجلة اليمامة السعودية أن الحالات التي كانت ترد إليه بزعم الإصابة بالجن ما هي إلا أمراض نفسية وهيستيريا وأنه كان يعتقد أنه مس من الجن. ولما درس كتب الطب النفسي وجد أن أكثر تلك الحالات نفسية.
ويقول الشيخ العمري في أحد المقابلات: إن الأصوات التي يصدرها بعض الناس ويعتقد الكثيرون أنها أصوات للجن المتلبس بالإنسان ليست كذلك. إنما هي حالات هيستيريا. وعندما سألناه عما إذا كان ينكر تلبس الجن بالإنس أجاب بقوله بالنسبة لتلبيس الشيطان للإنس في الواقع قد ابتليت به في أول الأمر ولم أطلبه وكنت أتصور أن كل من يأتي ويزعم أن عنده شيطان يتكلم على لسانه ويسقط ويقوم بحركات غربية به مس من الجن وأن هذه الحركات حركات جن. ولكني وجدت أنها حالات نفسية تسمى عند الأطباء هيستيريا ولها أنواع عديدة تعرف في علم الطب النفسي وتسمى هيستيريا لا شعورية وافتعالية وإيحائية.
وروي الشيخ العمري قصة امرأة أتت إليه ذات مرة وقالت له إذا قرأ عليها القرآن سوف يحضر الجن وينطق على لسانها. ولما أصرت على ذلك قال لها أنه سيقرأ في نفسه آية الكرسي 7 مرات وبدأ يعد على أصابعه، فإذا بها تصرخ وتنقلب وتصيح. ولما قال لها لماذا تفعل ذلك أجابته بأن الشيطان قد حضر لكنها أدركت أنها واهمة عندما أبلغها أنه لم يقرأ في سره آية الكرسي وإنما قرأ بيت شعر عربي.
كتب القتل والقتل علينا وعلى الغائبات جر الذيول
لعل هذا يوضح ما استنار به عقل عالم جليل فأراد أن يوضحه لكثير من الناس حتى يرشدوا.
ولعل ما أوردته هنا ببعض التفصيل هاما، لأن كثيرا من الناس قد التبس عليهم الأمر، ليس فقط العامة بل لبعض أهل المراكز وبعض أهل الفن وبعض ممن ينتسبون إلى العلم، فلزم علينا توضيح رأي الدين قبل رأي الطب وتوضيح أن النقل الصحيح من الدين لا يخالف العقل الصريح من الطب.
- ومن المعتقدات الخاطئة عن الدين أن ثمة علاقة بين الإنسان والجن، وأن المجنون هو من مسه الجن، وإذا رجعنا إلى اللغة العربية لوجدنا أن كلمة جن تعني اختفى أو استتر؛ فالجن أحد مخلوقات الله الخفية التي لا يراها أو يسمعها أو يتزاوج معها أو يتكلم أو يتقارب من الإنسان وإلا خالف المعنى القرآني؛ لأن كثيرا من المرضى عندما يذكر الجن، سرعان ما يتطوعون بالقول أنه ذكر في القرآن ولكنه سوء التأويل على أيديهم، وكذلك اشتق من كلمة جن الجنين؛ أي ستار حوله أي الرحم، والجنة ستار على إدراككم، والمجنون ستار على عقله، وقد ذكرت كلمة المجنون في القرآن الكريم خمس مرات وصفا للأنبياء، وكيف استقبلهم وأدركهم العامة عند قيامهم بإرشادهم بالأديان السماوية، أى إن لفظ مجنون في القرآن يعني من يخالف المجتمع وليس بالمريض العقلي، وأريد أن أؤكد هنا أنه لا يوجد تشخيص في قاموس الطب النفسي يسمى بالمجنون، بل يوجد المرض النفسي أو العصابي والمرض العقلي أو الذهاني، ولكن أسيء استخدام لفظ المجنون بواسطة الإعلام وحتى الأطباء لوصف كل الأمراض النفسية
- إجابة سؤال اختلاف تأثير قراءة القرآن على المسلم أو الكافر هو على حسب استعداد الشخص وإيمانه أو عدم إيمانه بفكرة علاج القرآن لهذه الحالات لأن ذلك يؤثر في درجة الإيحاء له وضرب لذلك مثلا: كنت في زيارة لأحد المواقع الهامة ذات يوم، وفوجئت بأنهم يستدعونني لمناظرة حالة في العيادة الخاصة بهم. ولكنني عندما ذهبت فوجئت بحضور شخص آخر ليس من أهل الطب. قال لي أنه كلف هو أيضًا بعلاج هذه الحالة. فقلت له وهل أنت طبيب قال لا ولكني سأخرج منه الجن. فقلت عجبًا لك إذا حضر الماء بطل التيمم. وسألته ماذا تفعل؟ قال أقرأ عليه بعض الآيات فيكلمني الجن الذي عليه فأمره أن يتركه. فقلت إذا فلتفعل ففعل وإذا بالفتى يصرخ ويتلوى ويهذي ببعض الكلام ثم يأمره الرجل بأن يترك جسد هذا الفتى. ثم هدأ الفتى وبدأ يستفيق. فقلت له سأظهر لك هذه الظواهر دون قراءة عليه ولكن بأسلوبي. وعملت للفتى جلسة إيحائية فظهرت عليه نفس الأعراض من علو الصوت والتلوي فأوحيت إليه بالهدوء وأسكنته فهدأ.
فأخبرته أن هذه الحالة في الطب النفسي تسمى حالة هيستيرا. وأخذت أوضح له أن هذه الحالة قابلة للإيحاء وأن المظاهر التي تطرأ عليها وهي نتيجة الإيحاء لها وتسمى أعراض هيستيرية.
وأن الأمر ليس في ظهور الأعراض ولا لنهايتها ولكن الحالة تحتاج إلى توعية وتدريب على مهارات معينة نفسية وتوسيع آفاق ومرونة حتى تتحسن.
وأن هذا عمل الطب النفسي وعلم النفس وتقبل الرجل واقتنع ووعدني ألا يعاود مثل هذا. وأن يسدي الأمر لأهله، لأهل العلم، والطب النفسي.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "سي سي sese" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ودعواتك الطيبة، اعتدت منذ ربما السنة الثالثة لانظلاق موقعكم مجانين.كوم أن أحيل أغلب السائلين عن مثل ما سألت عنه إلى ملف الطب النفسي شبهات وردود ففي أوائل ما نشر فيه من مقالات رد على كل أسئلتك مثلما في أواخرها...... أو أن أحيلهم إلى عدد من الاستشارات والردود القديمة على مجانين كما سأحيلك بعد قليل، لكنني عندما وصلتني رسالتك بعد 10 سنوات من انطلاق الموقع وكان قد شرفنا المستشار د. أشرف عبد الله بالانضمام إلى فريق مجانين وهو من الخبراء في مجال العلاج الروحي وفي فائدة الإيمان والتدين في علاج بعض الأمراض النفسية فقد أرسلت له استشارتك وكان أن أضاف كثيرا إلى المنشور قبلا على مجانين في رده هذا..... فقط أكرر ما سبق بالتأكيد كتابته على مجانين ولا أدري أين من أن عصرنا هذا شبيه بعصر ابن تيمية أو ربما أسوأ لأن الخلق أضعف معرفة وإيمانا مع الأسف، فقط أكرر ما سبق بالتأكيد كتابته على مجانين ولا أدري أين من أن عصرنا هذا شبيه بعصر ابن تيمية أو ربما أسوأ لأن الخلق أضعف معرفة وإيمانا مع الأسف، وعصر ابن تيمية كان عصر انحدار وتخلف مهد للسقوط في براثن المفول والتتار ، وفي عصور العجز هذه تجدين في تواريخ كل الأمم نزوعا من جانب الناس وربما قياداتهم الاجتماعية إلى الإيمان بمثل هذه الخرافات لأن ذلك يسهل عليهم الاستسلام والتخلص من الشعور بالمسئولية والتقصير فيما يجب،..... وحتى لا أطيل اقرئي على مجانين:
المس واللبس والسحر في العيادة النفسية
التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري
على باب الله: محنة العقل العربي
قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟
قيمة العقل في الإسلام! ماذا جرى؟ مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.