السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا اسمي مدى وعمري 17 سنة، طالبة في المرحلة الثانوية وأواجه بعض المشاكل (صحية، نفسية، اجتماعية... إلخ) مشكلتي بدأت من عمر 11 سنة حيث كنت ضحية للتحرش الجنسي من قبل رجل وكان الرجل ينوي على اختطافي أمام منزلي ولكن محاولته كانت فاشلة هذا الموقف أثر بي كثيرا وأصبحت أخاف من الخروج من المنزل والتعرف على أصدقاء جدد وكنت دائما أرفض الذهاب للحفلات والأسواق لكي أتجنب الاحتكاك مع الآخرين حتى ولو كانوا من الأقرباء والأصدقاء ولكن بدأت بالتحسن بعد عدة أشهر.
بعد سنتين من هذه الحادثة وعندما أصبح عمري 13 سنة تعرضت للتحرش الجنسي مرة أخرى ولكن هذه المرة كنت في إحدى الأسواق وكانت هذه المرة أكثر تخويفا من المرة السابقة لأني أصبحت أعرف علامات التحرش الجنسي خلاف ما كنت عليه عندما كنت لا أزال طفلة في المرحلة الابتدائية الحادثة الثانية هي التي غيرت مجرى حياتي كليا، أصبحت أخاف من الناس أكثر من السابق لدرجة أني أرتجف وأتلعثم ولا أستطيع التركيز عند مقابلة أي شخص، أصبحت أشك في نفسي وكنت دائما أفكر أن من حولي لا يحبونني ولا يجدوني شخص مرح أو ذكي وما إلى ذلك، ولم أعد أكترث بالأشياء المهمة في الحياة، كل تفكيري كان يدور حول رغبتي في الانعزال والبقاء في سريري لوقت طويل فقط لأتجنب الحياة بما فيها.
في عمر ال14 سنة تطورت الحال وأصبحت أفكر بالموت والانتحار، حتى أنه كانت لدي رغبة كبيرة في تجريح معصمي أو أذرعي كلما حدثت لي مشكلة كي أصب غضبي على جسدي ولكني تجنبت ذلك خوفا من أن يكتشف أحد أفراد عائلتي أو معلماتي في المدرسة هذا الأمر، وسرعان ما أصبحت متبلدة وغير مكترثة لما حولي حتى أنني بدأت أتغيب عن الدراسة بشكل غير طبيعي مع أن درجاتي عالية وممتازة والجميع يصفني بأني مهذبة في المدرسة ولكن مهملة لأني كنت أتضجر وأتجنب حل الواجبات المدرسية وفي بعض المرات لا أجد الطاقة الكافية للمذاكرة للامتحانات.
بين عمر الـ15 والـ16 سنة تغير الحال، وأصبحت أعاني من تقلبات شديدة في المزاج، فعندما أكون سعيدة ومرتاحة في أحد الأيام أجد أنه بعد بضع ساعات ينقلب الحال وأصبح مكتئبة وسريعة الغضب وألجأ للعزلة. عندما أخطط لعمل شيء أجد أنني أضع مخططات كبيرة وأحيانا تكون خيالية بعض الشيء ثم أشعر بخمول وكسل شديد ولا أنفذ أيا من هذه المخططات.
حتى بدأت أتقاعس عن أعمال المنزل لأنني دائما أشعر بأنه لا أمتلك طاقة كافية لعمل أي شيء كنت أفكر دائما في إمضاء الوقت مع صديقاتي وزميلاتي في المدرسة وكنت أتحمس لأفكاري حتى أني كنت أفكر بماذا أرتدي، أين سنلتقي وبمن أتصل أولا ولكن فجأة أشعر بالخوف والتردد وينتهي بي الحال على سريري، ألوم نفسي على كوني غير جريئة وغير اجتماعية، حتى أني أقارن نفسي بآخرين وكان ذلك يشعرني بأني لا شيء سوى نكرة وأنني سأظل للأبد فاشلة وما إلى ذلك أصبحت لا أجد الراحة إلا مع أشخاص أعرفهم لفترة طويلة، أخاف الانتقادات والتعليقات الساخرة وأتجنب البقاء لوحدي في الأماكن العامة والمزدحمة لأني لا أستطيع تدبر أموري بنفسي وأحتاج دائما لشخص يتحدث بالنيابة عندي حتى في أتفه الأمور.
في عمر ال17 وقبل بضعة أشهر تقريبا أصبحت لدي عادة سيئة وهي فعل المستطاع لجعل نفسي مريضة بزكام أو حمى أو غيره لأبقى في المنزل وأتغيب عن الدراسة والحفلات والأعراس وغيرها لأني أعشق البقاء في غرفتي والادعاء بأن غرفتي هي مملكتي الآمنة والمكان الوحيد الذي أريد البقاء فيه لأطول فترة ممكنة بدأت بأخذ كميات كبيرة من مسكنات الألم في أوقات متباعدة وعشوائية بدون سبب ملموس فقط لأني أشعر بالسعادة عند تناولها (يتراوح عدد الحبات من 3 إلى 5) وكنت آمل بأن تجعلني هذه الجرعات مريضة لكي أبقى في المنزل وفي عزلتي المكان الوحيد الذي يمكنني التصرف فيه براحة تامة من دون تزييف أو تظاهر هو الإنترنت، لأني أجد من يستمع إلي ويتفهمني على عكس أهلي وزميلاتي في المدرسة وأصبح لي عالمي الخاص فيه، قابلت أناس من جميع أنحاء العالم وأصبحت أثق بهم أكثر من غيرهم لأنهم يبادرون في مساعدتي لجعلي أكثر سعادة حتى مع تقلبات المزاج المزعجة والأفكار السلبية التي تراودني.
سؤالي هو، هل أنا أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟ وهل يلزمني زيارة طبيب نفسي وتحديد جلسات عدة للعلاج؟
مع العلم بأني قمت بالبحث عن هذا الموضوع ووجدت بأن الأعراض التي تصيبني هي نفسها أعراض هذا الاضطراب، وقمت بإجراء اختبارات على الإنترنت وكانت كلها تشير بأني أعاني من اضطراب ثنائي القطب.
للتوضيح، الأعراض هي:
- اكتئاب
- مشاكل في المدرسة وفي المنزل
- نوم غير منتظم (عدد ساعات النوم يتغير بين فترة وفترة وليس هناك وقت محدد للنوم فأحيانا أنام مبكرا وأحيانا أنام في الساعات الأخيرة من الليل وأحيانا لا أنام أبدا)
- تقلبات فجائية في المزاج
- شعور بالخمول وعدم وجود طاقة كافية في الجسم طوال الوقت
- أكل غير متظم وشهية مضطربة (أحيانا أحس بالجوع الشديد طوال الوقت وأحيانا لا أرغب في الأكل على الإطلاق)
- تصرفات طائشة وغير عقلانية (تناول جرعات كبيرة من الأدوية بدون سبب وغير ذلك)
- شهوة جنسية عالية (تكون غير مقصودة ولا أحتاج لمشاهدة أفلام إباحية للشعور بها) في فترات متقطعة وعشوائية مع ممارسة العادة السرية
أنتظر ردكم بفارغ الصبر
ولكم جزيل الشكر مقدما
06/02/2014
رد المستشار
ابنتى الكريمة "مدى"؛
لا شك أنك تعرضت لحوادث التحرش ولأكثر من مرة والحمد لله نجاك الله وربما يعكس هذا رحمة الله تعالى بك ولكن ربما تركت هذه الأحداث آثار نفسية في مراحل السن المختلفة وأثرت في شخصيتك وتكوينك النفسي سلبا أو إيجابا.
- ما وصفته ربما يشابه اضطرب الوجداني الثنائي القطب ولكن يشابه أيضا اضطراب آخر وهو اضطراب الشخصية الحدية مرض شاهدته كثيرا في المجتمعات الغربية ومن أعراضه الميل لإيذاء النفس مثل الجروح أو الإصابات التي غالبا لا تؤدي للقتل ويشعر المريض عقب إيذائه بالارتياح ولو بشكل مؤقت ويعاني المريض من أعراض أخرى منها قلق وتقلب المزاج وإحساس عميق بالاضطراب وعدم الاستقرار النفسي فمثلا يتمنى أن يكون مع الصديقات ولكن لا يطيقهم ولي بحث منشور في عام 2005 في المجلة العربية للطب النفسي
- Arab Journal Of Psychiatry
- http://www.wpanet.org/
- https://www.facebook.com/psychiatrist
- http://ar.clinicalfellows.com
- ويمكن لاستكمال التشخيص أن نتواصل
- مبدئيا يشمل العلاج أدوية لتثبيت المزاج وعلاج نفسي وتكوين علاقة علاجية فيها استقرار وأمان إضافة إلى العلاج، وبما أنك مطلعة جيدة فيكنك القراءة ولكن احذري من تطبيق كل ما تقرئينه على نفسك
وقد نتواصل مستقبلا لمعرفة مزيد من الأعراض
والله يوفقك وييسر لك العلاج
التعليق: السيدة ندى، أفهم من السيد ممدوح أن الله (جلّ وعلا) قد نجاك من الجحيم برحمته الواسعة ولكن لا أفهم لماذا قذفك، طفلةً، في الجحيم في المقام الأول؟ يبدو أن الله يلعب على الحبلين، فهو يفتك من جهة ليخيط من أخرى. "هل أنا أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟ إليك ما يلي: اُدخلت جانيت فريم (Janet Frame 1924 - 2004) مستشفى للأمراض العقلية وشُخصت بالشيزوفرينيا. بعد علاجها بالأسلحة الكيمياوية والكهربائية دون جدوى، قررت المستشفى استخدام المشرط. وُضعت جانيت في قائمة الانتظار لإجراء العملية الجراحية وهنا لعبت الأقدار لعبتها
أثناء الانتظار اشتركت السيدة الشابة في مسابقة أدبية وفازت بالجائزة الكبرى. هنا تنبهّت المستشفى للأمر ثم اكتشفت أن السيدة لم تعاني من الشيزوفرينيا أو البطيخ أو أي مرض عقلي أو غير عقلي. كان "مرضها" أنها كانت متأثرة بفقدان أخيها الذي مات غرقًا.
أُطلق سراحها وبدأت عروض الناشرين تنهال عليها كالمطر. ندى، أنت لست مريضة. أنت متأثرة بما يهز أركان السماوات والأرض. أنت بحاجة إلى شيئين. الأول أن تتكلمي في الموضوع مع صديق أو قريب مُحب ومتفهم. والثاني معالج (وليس طبيب) نفسي مختص.