في هذا الصباح ذهبت لاستلام نوبتجيتي للعمل بالاستقبال كعادتي
ارتديت البالطو الأبيض وجلست لأبدأ عملي....
فإذا بأحد كبار الأطباء في المستشفي يدخل ويتخذ مقعدا بجانبي ويتحدث معي ببساطة (لم أتعود عليها) ثم يأخذ دفتر التقارير الطبية وينصرف!................
فإذا بالموظفة المسئولة عن حفظ الدفاتر تقوم مسرعة وتنصرف وراءه
لم أفهم شيئا ولكني بعدها عندما عاد الدفتر وعادت الموظفة فهمت وكم كنت أتمنى لو لم أفهم........
إن الطبيب الفاضل الأخصائي الكبير سنا ومقاما جمع إخوته قبل نوبتجيتي بيوم وتشاجروا مع والدهم وبعدها حضر السيد الوالد وعمل تقرير طبي بإثبات حالة الضرب وكتبت الطبيبة النوبتجية -وهي إحدى زميلاتي- التقرير الخاص بالوالد وكانت مدة العلاج للوالد أقل من 21 يوم يعني بالقانون المصري جنحة ضرب والعقوبة هي السجن لمدة من 3-6 شهور على ما أذكر
وفي الصباح عندما أخذ التقرير من أمامي نزع منه التقرير المكتوب بواسطة زميلتي وتم عمل تقرير آخر مكتوب فيه (ادعاء مشاجرة ولا توجد أي إصابات ظاهرية) وتم إرسال الدفتر مع مخصوص ليسلم التقرير في مركز الشرطة حتى لا يمكن التراجع أو حتى لا يسمح لغيره بفعل نفس الفعلة -الظاهر أن الحكاية دي متكررة
الموظفة كانت بتجري عشان التسلسل الرقمي اللي في دفتر التقارير نقص تقرير ودي مشكلة وممكن طقم الاستقبال كله يتحول للتحقيق لو حد اكتشفها لأنه حتى التقارير الملغاة لازم تكون موجودة أصل وصورة ويشطب عليها ويكتب لاغي لكن لو مش موجودة ممكن تستخدم استخدام خاطئ وممكن تودي السجن...
وجريت الموظفة على مدير المستشفي وكان رده أنها تكتب ورقة باكتشافها اختلاف التسلسل الرقمي وطالما مفيش مشاكل ومحدش خد باله خلاص
يا ترى إيه اللي حصل.. من وجهة نظري أنا:
أولا الطبيب وصل به المستوى لدرجة أنه يضرب والده متجاهلا كل ما يخص طاعة الوالدين وعقوبة عقوق الوالدين حتى لو كان والده مخطئا في حقه... يا ترى هو منتظر إيه من أولاده بعد كده
ثانيا الطبيب عرض ناس بدون ذنب وهم العاملون بالاستقبال للمسائلة القانونية
ثالثا الطبيب خالف ضميره وزور تقرير طبي غير صحيح
يا تري ليه المستوى انحدر بالطريقة دي أنا عارفه إن دي أقلية بس للأسف أقلية موجودة في مجتمعنا وعايشه حياتها وبتمارس سلطاتها
إمضاء
طبيبة مجنونه جدا
اقرأ أيضا:
مدونات مجانين:(2) جبهة الصمود والتصدي / التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟ / يوميات مجانين: في مستشفى الجامعة
التعليق: لأننا انحدرنا أخلاقيا وتركنا مبادئنا جانبا وتلافينها كأنها حثالة نخاف من الاقتراب منها أصبحنا عبيدا للمادة أعتقد أن العيب في التربية لو أنه تعلم معني احترام الآخرين واحترام نفسه قبل أي شيء ما كان هذا هو المصير بل كان عكس كل هذا هو ما كان
لكن نحن أصبحنا في زمن الماده التي لا ترحم الأبرياء بل تضعهم في مقارنه قاسيه بين الأخلاق وبينها تجعل الفرد يفكر مليون مرة أتنازل عن أخلاقي ومبادئ في مقابل المادة وأن أعيش حياة كريمة أم أحتفظ بأخلاقي ومبادئي وأعيش بلا حياة وبلا كرامة .
أصبحت القيم والمبادىء والأخلاق عملية حسابية خاسرة لأننا من يحسبها خطأ ولأننا من وضعها موضع الخطأ لأننا ربينا أبناءنا خطأ قدمنا لهم التعليم والشرف والمبادىء والقيم والحريه علي أطباق من ذهب هذه الأطباق عبارة عن الواسطة والمحسوبية والرشوة وكل هذه الأطباق قدمت بحجة تأمين المستقبل وأن الحياة أصبحت صعبة نسينا أو تناسينا ما تربينا نحن عليه وأننا لابد أن نترك أبناءنا ليتعلموا معاني الحياة ومعاني الحرية والشرف.
ويجب علينا أن نتصالح مع أنفسنا ونعي أن قيمنا وأخلاقنا وشرفنا هو الذي يجعلنا نحترم أنفسنا وهذا الذي ينقصنا لنحس بقيمتنا.