بسم الله الرحمن الرحيم، وبه تعالى نستعين..
يحتار القلم هذه الأيام.. توقف قلمي عن التدوين.. ماذا أكتب؟؟ ماذا يستحق وماذا لا يستحق،
عيناي ترصدان كل يوم أحداثا وأحداثا.... أحيانا.. تحثني الأحداث على تدوينها، من غير صلاحية للنشر!!! وأحيانا ترغمني الأحداث أن أبتلع لساني...!!! وينقصف سن قلمي جبرا.. لا اختيارا.. هذه المرة.. لابد من الحديث..
صديقتي التي تجاوزت الثلاثين من عمرها.. وهي في موقع علمي واجتماعي مرموق.. وموقف مادي ميسور وملامح مقبولة أو أكثر من ذلك، لم يشفع لها كل هذا أن تنال حظها من زوج صالح.... كنت وهي في نزهة في وسط البلد ثم أخذت تقص علي آخر ما حضرت من ورش عمل علمية ومحاضرات وأبادلها حديثها هذا بما لدي مقابلا ما لديها...
ثم قالت لي: في أحد المحاضرات في إحدى الجامعات.. قال المحاضر بكون أنهم قد عجزوا عن ترصد حالة مصابة بفيروس الإيدز تمتهن العهر في إحدى محافظات الصعيد ويفترشها عشرة رجال في الأسبوع.. تقريبا.. وهم قد عجزوا عن التوصل لهم وغيرهم لكي يكون منهم الإجراء الطبي والإحصائي والتوعوي المناسب..
فما كان منها إلا أن علقت- صديقتي- بقولها: سيدة واحدة يعاشرها عشرة رجال في الأسبوع.. يعني بمعدل1,43 راجل في اليوم.. والواحد - تقصد هي - مش ملاقي راجل يتزوجه.. هكذا علقت صديقتي أثناء المحاضرة..
تقص لي ما لاقت من تعقيبات مختلفة مستنكرة مستهجنة لما قالت..
ما هذه الفجاجة.. ما هذه الجرأة؟؟؟... كيف تقول فتاة بمثل هذا.. كيف تبوح.. كيف تقول..؟؟ الخ..
في تلك الأثناء.. لم أستطع إمساك دموعي.. فقد ذرفت تلك القطرات رغما عني.. ، حيث أننا قد تعاهدنا ألا تقطر عيناي بالدمع إلا إذا اختلينا أنا وهي.. لا ثالث إلا الله!!..
بكيت أشياء كثيرة.. بكيت سيدة سلعتها جسدها.. تبيعه لعشرة كل أسبوع تستجيب لكل منهم بلونه..، بكيت عشرة رجال.. منهم من كان محصنا ومنهم من لم يكن.. ووراء كل منهم سواءً بسواء، وأسرته قصة مؤلمة ومواااال.. نذير.. خطير..
بكيت صديقتي الآنسة العانسة التي وصل بها الحال أن تحسد عاهرة بمتعتها بعشرة رجال، واختلاط أدفاقهم فيها...
بكيت صديقتي عندما قوبلت بوابل من صدام.. ونتج عن بوحها ما وصل إلى احتدام..، حتى مجرد البوح محرم ومستهجن....، حتى البوح.. بات غير مباح..، رحم الله عمر بن الخطاب.. رضي الله عنه عندما كان يسير ليلا وسمع امرأة تبكي فراشها الخالي من زوجها الذي غيبته الغزوات آن ذاك.. فاغتم عمر واهتم.. وسارع لابنته حفصة يسألها.. كم من الليالي تستطيع بنات حواء البيات من غير غذاء؟؟ وبناءا على جوابها كان قراره بألا يزيد غياب الزوج عن زوجته عن شهور معدودة..
يأتيها بعدها فيأتيها.. فيسكت شكواها.. ويهنئ فراشها..
هذا هو عمر.. أمّا نحن.. فنكبح الأنثى حرمانها.. ونسكت لسانها.. ونمنع بثها.. ونستهجن تصريحها.. إلى متى...؟؟
لا أدري..
اقرأ أيضاً:
يوميات رحاب: بين حقي وحقهم/ يوميات رحاب: يا هم.... يا رب.../ يوميات رحاب: طلبت ايدك من أبيك/ يوميات رحاب: في الكراكون/ يوميات رحاب عدوة النساء