المكان يستقبلنا بابتسامة فالبحر له ابتسامة فضية من انعكاس أشعة الشمس، وجبال البحر الأحمر لا تبتسم لنا فقط بل تعطينا أيضاً الإحساس بالأمان لأنها كالأوتاد كما قال الله تعالى :"وجعلنا الجبال أوتادا"... ألوانها بديعة... أحمر وأخضر ودرجات من البني والأسود... وصلنا إلى مدينة "طابا" بمصر فوجدنا أن كل من في الفندق يستقبلنا بابتسامة ترحيب وتحية حتى نزلاء الفندق يحيوننا بلغاتهم المختلفة...
قابلتك في المطعم الذي تعمل به ولم أنتبه إلى وجودك في اليوم الأول!! وفي اليوم التالي لاحظت ابتسامتك الساحرة!! وجدتك مهتماً بي وسألتني عن اسمي وحالتي الاجتماعية... شعرت بالراحة تجاهك وجهك مشرق والابتسامة لا تفارقه... وبرغم أن كل من يعمل بالمكان يبتسم ويرحب إلا أن ابتسامتك لها طعم مختلف!!
أخذت أفكر فيه وقلت في نفسي كم هو صعب أن يتعرف على رواد الفندق ثم يفتقدهم... ويتكرر هذا الأمر كل عدة أيام، ونويت أن أسأله كيف يتعامل مع مشاعر الفقد... وفي مساء اليوم الثالث شعرت بالجوع فلم أستطع انتظار أسرتي على العشاء واستأذنت أن أسبقهم إلى المطعم حيث أنني لم آكل منذ الصباح... تهلل وجهه لوجودي... ناديته باسمه وسألته: "كيف تتعامل مع مشاعر الفقد التي تتكرر يومياً؟" فأجابني بما لم أفكر فيه: "أنا لا أفتقد كل الناس ولا كل الناس يفتقدونني.... وقد ظللت اليوم أفكر في أنك سترحلين وحزنت لهذا الأمر....".
ظل يذهب ويجيء في المطعم وكلما مر بجانب الطاولة التي أجلس عليها رحب بي ووقف يتحدث قليلاً، وفجأة وقف وقال: "أريد أن أحكي لك مقتطفات عن حياتي... لا أعرف لماذا ولكني أود أن أحكي"... ظل يتكلم وأنا استمع وأنظر إليه.. سألني عن موعد الرحيل ثم وجدت من يقدم لي كوبا من العصير قائلاً "هذا تحية من الكابتن".
في اليوم الأخير من رحلة طابا وبعد الإفطار بمطعمه ودعته وخرجت مسرعة أحبس الدموع في عينيّ بصعوبة!! وصلت إلى غرفتي لآخذ حقيبة السفر فلم أستطع أن أغادر!! ورغبت في أن أودعه مرة أخرى، اتصلت بالمطعم فرد عليّ وكأنه ينتظر اتصالي قائلاً: "أخبرني قلبي أنك ستتصلين قبل السفر... قلبي دليلي!!، لقد رغبت في أن أخرج وراءك من المطعم...
أخيراً أقول أن تلاقي الأرواح ليس له ما يفسره
اقرأ أيضا:
الكهرباء........علاج.......أم تعذيب/ عاوز تروح لطبيب نفسي .. ليه .... مجنون ؟!!/ ماذا نريد من جمعيتنا المصرية للطب النفسي2