تتفجر من جديد في ميدان التحرير
المرة الوحيدة التي ذهبت فيها إلى ميدان التحرير كانت ليلة الجمعة الجميلة الأليمة، وصلت بعد العشاء، ووسع الجميع لي (الناس والحكومة!!) بقولهم "إتفضل يا حاج" طوال اختراقي الجموع والحواجز، كنت أبتسم للقب "الحاج" وأنا أشعر أنني أصغر منهم، شعرت أنها ليست ثورة شباب برغم أنها قامت بفضل هؤلاء الشباب.
بصراحة كانت كتلة متماسكة من جموع هذا الكائن البشري الرائع المسمى "الإنسان"، فما بالك إذا أضفنا إليه كلمة "المصري" احتراما للتاريخ ثم للحاضر، كتلة كأنها تخرج من وراء كابوس وغيامات الإلغاء والإهمال والتهميش والطنـْبـَلةْ (التطنيش!!)
شعرت أن هؤلاء الشباب بتلقائيتهم الجميلة قد أطلقوا الأطفال من داخل كل الناس،
أطفالا بمعنى: الفطرة والكرامة والطزاجة والدهشة،
وليس بمعنى الاعتمادية واللامسئولية والاحتياج والزنّ
*****
وجدت في ديواني "سر اللعبة"
في قصيدة "الطفل العملاق الطيب"
ما يناسب المقام مع تحديث بضع كلمات:
.......
لكن الشق امتد
من داخل داخلنا الأبعد
لا لم يظهر بعد
لكن لابد وأن يظهر
وكما كان الصخر قويا صلدا
وكما كان الصنم مُهابا فخما
سوف يكون الصدع خطيرا فاحذر،
وليحذر ذلك أيضا كل الناس
......
لن ينجو أحد من هول الزلزال
إلا من أطلق للطفل سراحه
كيْْ يضعف ... أو يخطئ ... أو يفعلها
لن ينجو أحد من طوفان الحرمان،
إلا من حلَّ المسألةَ الصعبةْ،
أن نعطىَ للطفل الحكمةَ والنضجْ،
دون مساسٍ بطهارتهِ، ببراءتهِ، بحلاوةِ صدقهْ،
أن نصبح ناسا بسطاء، .... فى قوة،
أن نشرب من لبن الطيبة سر القدرة،
كيْ نُهلك - جمَـعًا - غول الشر المتحفز
بالإنسان الطيب
هل يمكن؟؟
هل يمكن أن نجعل من ذاك الحيوان الناطق :
إنسانا يعرف كيف يدافع عن نفسه..
ببراءة طفل،
وشجاعة عملاق لا يتردد... في قول الحق،
بل في فرضه؟
تلك هي المسألة الصعبة.
........
لكن كيف؟
......
........
سأقول لكم كيف:
بالألم الفعل،
والناس الحب
ينمو الإنسان:
إنسانا أكمل،
يسعى نحو الحق القادر
مثلَ الأوّل .... مثلَ الآخِر
والقمّة تمتـد إلى ما بعد الرؤية.
ثم إني رجعت إلى أراجيز الأطفال التي كتبتها من سنوات قليلة فوجدت أن أغلب ما يطالب به شباب التحرير وأطفاله من كل الأعمار قد أوصيتُ الأطفال أن يتمسكوا به لنكمل مشوارنا كما خلقنا الله
لكن يبدوا أننا تنازلنا عن أغلب هذه الحقوق في غفلة من الوعي، أو لعلهم سرقوها في الظلام فلم نُخْطَر بها أصلا ونحن في ذهول الاعتمادية والتأجيل والانتظار !!
وها هي أغنية "الحقوق" كما شاهدتها رأى العين في ميدان التحرير بعد كتابتها بسنوات، أنشرها حتى لو كان قد سبق نشرها (لا أذكر) لكنها تجددت بفعل الثورة:
حقي أنا بحق وحقيق: إنيِّ خلقة ربنا
يبقى مش من حقي أفرّط في اللي خلاني: أنا
بس ده مش حقِّي وحدي
ما هو عندك زي عندي
حق كل الناس يا ناس،
هوّا حقي.
...........
إن ظلمتَكْ: يبقى أنا ظالمْ لنفسي
هكذا نَبّهني حسّي
يعني عقلي التاني لاَخْضر
مش بعقلي الكمبيوتر: "يِجْمع أكتر!!
واللي يغلب، يبقى أشطر..!!!!"
أنا حقي ، وانت برضه ، مثلي خالص
إني أكون ويّاكْ وفاهمْ،
... وانت باصِصْ
حقي إني أعيش كما ربى خلقني
مش تشكلني بغباوتك غصْب عني
حقي أقول كل اللي عندي
حقي ما اتقرطسشي "هندي"
*****
أنا حقي أكون يا خويا محترم
ماتْسِجِنْشى جوّا شكلي واترِسِمْ
*****
حقي أتشعْطر، وأَرْجعْ أنسجـِمْ
يعني اسيب نفسي ولكنْ: أرجع أتْلَمْلِمْ والِمّ،
قصدي: نَطّ وفط ومْحاولهْ وغلطْ: فرْح وألَمْ
.... بس برضه محترم
*****
حقي كل ما اخلـّص إنـّي أبتدي
حقي إني لمّا أغلط ْ أهتدي
*****
أنا حقي آخذ الفرصة واعـبّــر
أنا حقي أعيدْ نَظَرْ، وارجعْ أفكّر
*****
"فهمي أسباب ما حصل"، يمكن يفيد،
... بس يفضل حقي أبدأ من جديد
*****
حقي إني أكون بني آدم وبسْ
حقي إني زى ما بافكّر، أحسّ
*****
حقي إن يكون صحيح "أنا ليّا حق"
مش هبهْ من حد أو حتة ورق.
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة