مرت منذ أولى هذه السفرات حوالي خمسة أسابيع أو يزيد .. وأنا أنوي الكتابة من اليوم الأول ولا أفعل منشغلا بأعباء العمل وأعباء مجانين، ولما أزال أؤجل وأؤجل حتى دهمني اليوم الذي كنت أخشاه منذ صعود ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ... كنت أخاف الخزي الذي أعلم أني سأجني من ردود الأفعال التي أتوقعها من السادة أصحاب المعالي من العرب ... وأخشى من ردود أفعال الناس ورد أصحاب المعالي عليهم بما فيهم الأصدقاء الحميمون لأصحاب المعالي ... يعني ليس فقط على أصحاب الرأي والقضية الموزعين على الخارطة الممزقة للعالم العربي وإنما لأولئك المرابطين في الضفة والقطاع !
بالرغم من ذلك سأحكي بعضا من الذي كان صارفا انتباهي ربما عما يجري الآن ولا أملك له دفعا.... أول ما وطئنا مطار بودابست لم تكن لدي فكرة جيدة إلا عن أنني الآن في وسط أوروبا على ضفتي الدانوب الذي يوصف بالنهر الأزرق، أوربا بالنسبة لي بدأت بعدما التقيت سدادا في فبراير عام 2016 وقبلها لم أذق طعم أوربا الثقافي الحقيقي فهو أخرجني من إطار السائح إلى إطار المتعلم .... وغير ذلك كثير يجعلني دائما أفتقده كلما نزلت مطارا أوربيا رغم أنه لم يستقبلني بمطار لكن أنسه كان معي وأنا في مطار هيثرو هابطا للمرة الأولى في لندن .... المهم أني افتقدته في مطار بودابشت وكان ألمح لي بأنني لن أحب أكل بودابشت .... لكنني في أمور الأكل لابد أجرب..! وكان ابن عبد الله كتب منذ 12 عاما ثلاث مدونات على مجانين عن بودابست ولا أذكر أنه انتقد أكلها.
وكان الأوتوبيس الذي حملنا من المطار مفرطا في فخفخته وأهم ما يلاحظ فيه الاهتمام بالنظافة، والصيانة. امتد هذا من الأتوبيس حتى كل مناحي تلك العاصمة الجديدة والفريدة والتي ما تزال تحافظ نوعيا على نمطها الشرق أوربي الروسي المسيحي. طوال ثلاثة أيّام قضيناها أنا وزملائي في تلك المدينة كنت تجد دائما بأنك في بلد سياحي أهله مثقفون، المدينة كانت عبارة عن جزئين اثنين متقابلين على ضفتي الدانوب. العليا بودا. والمنبسطة بشت. وقد اتحدتا وصارتا العاصمة بودابشت كما ينطقها أهلها.
لم أتجول على رجلي كثيرا بعيدا عن الشارع التجاري الأهم الذي كان خلف فندق ماريوت مكان إقامتنا، وكان ضمن الرفاق معي محمد المهدي ولم نتجول معا كثيرا وإنما اكتفينا بالصحبة أعلى قمة بودا وأخذنا صورة تحت تمثال الحرية وتمنينا متى يكون في مصر تمثال للحرية ؟! وصحبني المهدي أيضا فِي الحمامات العلاجية الساخنة التي قصدناها في اليوم قبل الأخير لنا في بودابشت، لكن معظم مشاويري كانت معي أخي الصغير د نشأت عبد الفضيل ولنا حبل من الذكريات في هذا طويل.
ربما المجر هي البلد الأوروبي الوحيد الذي كدت أتعرض فيه لعملية نصب واحتيال، فقد كنت سافرت معتمدا على وجود بطاقة ائتمان البنك الأهلي معي نظرا لأني سافرت صباح الأربعاء ولم يكن تأكد سفري إلا صباح الأحد حيث استملت جواز السفر الذي ظل في سفارة المجر من تاريخ 28 أغسطس 2017 وحتى تاريخ 19 أكتوبر 2017 دون سبب واضح إلا أنهم تحججوا بوجود مشكلات تقنية لديهم في السفارة، وبالتالي لم أجهز نفسي جيدا للسفر خاصة وأنا أعرف أن المجر ليست بلدا للتسوق ...... لم يكن في جيبي إلا حوالي 50 دولارا وبعض مئات الجنيهات المصرية إضافة إلى بطاقة الائتمان.... وما بين العصر والمغرب خرجت وحدي أتمشى على يمين الفندق حيث الفندق ممر مشارة عريض ثم ما يشبه الكورنيش الذي غذا جلست عليه ظهرت وكأن نهر الدانوب هو ما وراء الكورنيش بينما الحقيقة أن شارعا آخر للسيارات على يمينك لأسفل بينما يمر من حين لآخر قطار أو "مترو" على قضيبين لا تراهما العين قبل مرور القطار عليها ... لم أكمل عشرة أمتار إلا وظهر لي رجل ملامحه أوربية يجحمل في يده محمولا على ظهره تفاحة شركة آبِل وقال لي عارضا أيفون_7 وكان لونه ذهبيا وفكرت في ابني طارق الصيدلي الذي يحلم بأن أشتري له محمولا أفضل من htc الذي يحمله من بعدي... وأنا معرض بسبب كثافة ما استهلك من محاميل هواتف وحواسيب ... عرض الرجل أيفون_7 ولكني سألته هل هو أصلي فرد أوريجينال يـ...ـس وأخرج علبته الورقية الشهيرة من جيبه وقال 260 يورو قلت له ليس معي أي نقود الآن معي كارت ائتمان لكن لا يبدو أنه قد فهم وكان هذا رائعا وفضلا من الله لأنه قال فقط 200 يورو ... قلت هل هو مسروق ... ويبدو أنه أيضًا لم يفهمني وقال 150 يورو .. أصبحت الآن متأكد من أنه نصاب أو سارق ... واضطررت لإعطائه ظهري حتى عدت إلى عدة درجات سلم أصعد بها من الممشى إلى الفندق ... ولاحظت أنه لم يعبرها ... لكن آخر سعر سمعته كان 80 يورو يو باي ... أونلي 80 يورو.
بعدما تخلصت منه تحركت بناء على معلومة سمعتها من المرشدة السياحية في الأتوبيس حين قالت أن سعر الدولار ثلاث..ين هافنر وهي عملة المجر، وسمعتها أنا دولار واحد يساوي 3 هافنر... وعرفت منها أيضًا أن أغلب المحال تتعامل بالهافنر إلا الكبيرة ربما بالفيزا ولكن ليس بالدولار أو اليورو ..............خرجت أبحث عن ماكينة الصراف الآلي وقد نويت صرف 1000 هافنر لتكون معي أي ما يعادل 333 دولارا .... على أن أعيد ما ينبقى منها لصورته الدولارية .. فاجأتني الأرقام التي طرحتها علي الماكينة 100000 هافنر 50000 هافنر 25000 هافنر .... وتحيرت كيف وحدي الائتماني 1000 جنيه مصري فقط ؟؟ المهم ظللت أنا والماكينة حتى عرفت كيف أطلب ما أريد ... وأخيرا طلبت 1000 هافنر فوجدتها ورقة واحدة طلعت لي من الماكينة ... خير وضعتها في حافظتي وقفلت راجعا إلى الفندق على بعد عبور شارعين.
عرفت مساء بعد العشاء في الفندق أن الدولار يساوي ثلاثين هافنر وأن ما سحبته من الماكينة لا يساوي شيئا ... وبينما كنا نتجول مساء تلك الليلة في الشارع الوحيد التجاري أنا ونشأت رأينا وكنت أرى لأول مرة في حياتي الواقفين للدعاية لبيوت الدعارة وبيوت التعري Striptease .... في مكان مزدحم أعلاه في مستوى الطابق الثالث عيادة طب أسنان تبدو محترمة، ومن حولنا محلات عديدة صغيرة وكبيرة كلها تبيع الملابس والأحذية والهدايا والتذكارات ... وفتاة بادرت نشأت بالدعاية لصابون من البحر الميت ... ومزاياه ... كانت تتحدث العربية ... سألناها من الأردن ؟ قالت من إسرائيل عندك مشكلة ... قررنا التطبيع فنحن غريبان في بلد غريب... وقلنا ننظر ماذا يبيع مغتصبو البحر الميت في بودابشت ؟ ... عرضت بضائع وأعطت عينتي صابون لي ولنشأت وربما تورط نشأت أو اشترى ما ينفع لكننا على ما أذكر تركنا محلها وفي ذهني أن أسألها أوحدها في المجر تدرس أم تعمل في محل أبيها الإسرائيلي ؟؟!
لا أذكر شيئا من تلك الليلة .... لكن مررنا بكثير من كبار المحلات ومنها ملتقى المصريين في عواصم العالم سي أون آه ... كما ينطقها أصحاب تلك السلسلة وهم نمساويون .. أو سي أند إيه C&A كما ينطقها المصريون... وفيه التقينا دكتور مصطفى شاهين وتورطت في شراء جاكيت جلدي لطيف أول ليلة... ولما وصلت الساعة العشرة مساء كان علينا ترك المحال وإما الرجوع إلى الفندق أو مزيد من التجوال لغير التسوق.... وكنت من الذين رجعوا إلى الفندق.
في اليوم التالي كان البرنامج النهاري يبدأ بندوة علمية عرض فيها د. محمد المهدي لتاريخ التعامل مع المرضى الذهانيين وما تم اكتشافه واختراعه من عقاقير وكانت المحاضرة شيقة خاصة فيما يتعلق بالجزء التاريخي منها، وفي نهاية المحاضرة التقطت الصورة أعلاه وبعدها خرجنا في جولة سياحية في المدينة وصعدنا إلى قمة جبل في بودا عليها تمثال الحرية وقمنا بأخذ صورة تحته وهمس لي صديقي إن شاء الله سيصبح عندنا في مصر تمثال للحرية فقلت له من فمك لباب السماء !
وما لا ينسى على قمة هذا الجبل وعلى جانبي الطرق أعلاه أننا رأينا شجرا مثمرا أنا وبعض الزملاء كثيرا على الشجر ومتساقطا تحته ... شكله بين فاكهة النبق Buckthorn والتفاح الأخضر الصغير الذي كنا نأكله صغارا في مصر قبل الاستيراد وقبل التهجين ... سألت المرشدة ما اسم هذه الفاكهة فوجدتها لا تعرفه ! سألت هل يؤكل هذا قالت لا لا نأكله ولم يكن لديها سبب ... تذوقت أو تذوق نشأت واحدة أخذها من على الشجرة... وطلبت منه أن يهز لي الشجرة ورحت أحاول التقاط الثمر المتساقط وجمعت ما دون العشرة ورحنا نأكل فاكهة بطعم النبق لكنها ليست من شجره فيما نعلم ! وعرضت على الزملاء فمنهم من جرب ومنهم من رفض.... ثم في المساء كان أغلب المسير مع نشأت في الشارع التجاري ومرة أخرى دخلنا ملتقى المصريين فقابلنا د. محمد المهدي وقابلنا د. مصطفى شاهين واشتريت أنا حزاما جلديا خفيفا وربطتي جوارب... دفع د. مصطفى شاهين ثمنها ورفض أن يأخذ مني مقابلها بالمصري وهو في ذمتي حتى أرده ... برضاه إن شاء الله في مناسبة قادمة.
اضغط لترى نسخة أكبر |
اليوم الأخير كان من أغرب الأيام حيث فاجأتني الحمامات الساخنة تلك ... فما تخيلته كان شيئا كالذي نعرفه في بلادنا مكانا طبيعيا فيه مصادر مياه تم إعداده بحيث تصبح فيه أحواض للجلوس في الماء استشفاء... وهو ما دفعني لبذل كل الجهد بحثا عن لباس بحر يناسبني ولم أجده إلا في الصباح بالكاد قبل تحرك الباص الذي حمل من رغب منا في الذهاب إلى تلك الحمامات الساخنة، لكنني فوجئت أن المكان أشبه بمجمع لحمامات السباحة وحمامات البخار والساونا .. والحمامات الكبريتية وما فهمت وجربت وما لا فهمت ولا جربت .. كان المكان ممتلئا أو يكاد بأناس من المجر غالبا وقليل من الأجانب حتى بدا لنا بعضهم كأنهم يمارسون طقوسا أسبوعية أو شهرية ..... كان الجو باردا والمياه في الحمامات ساخنة ورغم ذلك كانت لدي ولدى أغلبنا الشجاعة لخلع الثياب وارتداء لباس البحر ثم النزول إلى المياه الدافئة ... لم نكن جاهلين بخطر خروجنا بعد ذلك إلى الجو البارد لكننا لم نكن محسنين لتقدير سخونة المياه ولذلك بدا الأمر كأننا سنبقى متدفئين بالمياه حتى نجد ما يحمينا من البرد ...
وبعد الوصول إلى السوق كان أن التقينا واحدا من الذي يحملون الأيفون-7 وهذه المرة قلت معي نشأت وهو أصغر مني سنا وأكثر خبرة بالتالي في التعامل مع المحاميل ومعرفة أصلها وفصلها كان البائع هذه المرة نحيلا أسمر قصيرا يبدو من أصول شرقية غير أوروبية .. وبالفعل أمسك نشأت بالمحمول أيفون_7 فضي اللون .... كان هذه المرة فقط بـ 200 يورو أمسكه نشأت وهمس لي أصلي لكن ربما لا يعمل خارج المجر ..... وفاوض نشأت في السعر حتى أوصله إلى 80 يورو .... فسألته نشأت هل هو مستعمل ؟؟ هل هو نسخة عالية الدقة من الأيفون الأصلي الأصلي؟ قال سنرى ثم تحدى البائع قائلا هل هذا يعمل خارج المجر ؟ فأخرج البائع شريحة المحمول المحلية كما ادعى وأخرج أخرى دولية من جيبه ووضعها، وحاول التجريب فلم تلتقط شبكة !!!! قال له نشأت إذن هو لا يعمل فظل البائع يكرر كلا إنه يعمل إنه يعمل .. No It's Working, It's Working…. فبادره نشأت إذا كان لم يلتقط شبكة على شريحة أوربية ! هل هذا سيعمل على شريحة مصرية ؟ فرد عليه معك شريحة ... هذه التي جربتها ربما خربت وهي في جيبي اليوم ..... ولا أدري لماذا تسرع نشأت ونزع شريحته المصرية من محموله وناولها للرجل الذي وضعها في الجهاز المشبوه وأغلقه وأعاد تشغيله، وبدأت المحاولة .... صفر لا شيء ! فإذا بالبائع يقول له الشريحة التي أعطيتني لا تعمل ! فنظرت لنشأت فقال لا والله تعمل وقد استخدمها من هنا في مخاطبة زوجتي وأولادي ! ... هنا استنجد البائع بشكل خفي بواحد من زملائه المنشرين في السوق فإذا به أوربي الهيئة اقترح أن يأتي لنا بمحمول أفضل !! ورغم أن هذا كان كافيا لنكف أنا ونشأت عن الاستمرار في هذه اللعبة التي لم تعد مثيرة ... ولم نكد نتخذ القرار ... حتى فوجئنا بالبائع الأوروبي يقول أنهم ليست معهم تصريحات بيع والبوليس قادم وعلينا أن ننظر بعيدا عنهم إلى المحال على أن نتقابل بعد مرور البوليس ... لم نعرف هل البوليس واحد أم مجموعة لكننا شعرنا بأن الإثارة تشدنا لاتباع ما سيحدث متخذين القرار بألا شراء ولو بـ 40 يورة فقط ! فقد ظهر بما لا يدع مجالا للشك أن هذا شراء غير قانوني بل الأدهى والأمر أن شريحة نشأت وضعت في الجهاز المشبوه فلم تعمل ولم تعد تعمل حتى في محمول نشأت... انتظرنا دقائق أذكر أني جلست فيها إلى جوار محل أحذية أو في داخله ... وكنت أحاول رؤية البوليس ولم أر أحدا ولا نشأت ... لكننا قابلناهم مرة أخرى ... ومرة أخرى جاءنا بمحمول أيفون_7 أسود اللون لم يعجبني خاصة وأنه كان محميا بشاشة بلاسيكية رقيقة تتزحح فيها فقاقيع الهواء مع حركات إصبعيه، المهم قرر نشأت لسبب لا أفهمه تجريب شريحته ثانية .... ولم تعمل أيضًا... فتندم وتركناهم ثم ذهبنا نتجهز لموعد العشاء وقبلها حاولنا أخذ صورة تذكارية لأكبر عدد منا ولا أدري سأجد منها ما يستحق النشر أم لا ؟ ... ثم انطلقت المجموعة كلها ومعنا مرشد ومرشدة سياحيين سيرا على الأقدام ... ركبنا السفينة التي ستقوم بالرحلة النهرية المسائية ... وكانت السفينة متواضعة والعشاء في أغلبه مجريا ... فلم يحظ بغير إعجاب المرشدين السياحيين ومن لم يكن ينوي الأكل منا ولم يأكل ... فقد كان الشكل حلوا لكن الطعم ينقصه شيء حتى في الحلويات المقدمة ... شكرا على هذه الوجبة المجرية التي ساعدتنا على النوم خفافا تلك الليلة.إن هي إلا دقائق عشرة ووسوست لنا نفوسنا بأن علينا استكشاف المباني على الجانبين من منطقة حمامات السباحة المفتوحة لعلها ستكون أفضل باعتبارها مغلقة .... وكانت المشكلة في المسير من داخل الماء الدافئ عبر الهواء الطلق لمسافة حوالي 15 مترا إلى مدخل المبنى على اليسار ...... جازفنا ودخلنا أيضًا أنا ونشأت.... وحقيقة رأينا سلسلة طويلة من حمامات السباحة الصغيرة والمتوسطة المساحة وكثيرا من الغرف المغلقة أبوابها ولكن بين الحين والآخر ينفتح الباب ويخرج أحد أو يدخل أحد ذكورا وإناثا ومن كل الأعمار وجربت في ذلك اليوم الساونا وحمامات البخار بدرجات حرارة مختلفة لكن أكثرها تحديا وإثارة ورغم عدم مناسبته لي بأي حال من الأحوال لا باعتبار السن ولا حالة الصدر ولا الأنف .. رغم ذلك فعلتها وهي باختصار أن تأخذ بعض الثلج المجروش من حاوية على جانب غرفة الساونا ذات الحرارة من 70-90 لتضع الثلج على الطاولة التي ستجلس عليها ثم تبقى داخل الغرفة ما استطعت فتخرج بعدها لتجد حوض ماء مثلج يسع ثلاثة أشخاص فتلقي نفسك فيه ... فعلها نشأت ومن قبله واحد منا لم أعد أذكر من كان ثم كان أن فعلت ما فعلوا وقد دعوت الله أن يهون المضاعفات علي !
كان هذا يوم الجمعة وتناولنا غذاء خفيفا في مجمع الحمامات هذا ..... وبعدها رجعنا إلى الفندق لنتقابل على العشاء ثم نخرج لنودع بودابشت ....، في وقت العصر لم نبق في الفندق واتفقت ونشأت على التجوال في الشارع التجاري ... قبل أن نذهب إلى الشارع التجاري قررنا السير وصولا إلى تمثال القهم العصبي (في الصورة أعلاه) الموجود في بشت مواجها أحد الكباري بين بودا وبشت.. هكذا سميناه والرأي لكم ... لكنه كما علقت عليه المرشدة السياحية .. تمثال فن حديث وامتعضت نفسها شيئا ما ولم تعلق.
اضغط لترى نسخة أكبر |
لكن أجمل ما كان في تلك السهرة النيلية كان الصحبة فقد صحبنا د. مصطفى شاهين ود. المهدي ود. نشأت ود. مصطفى ود. محمد أبو العزايم ... أحاديثنا ودعاباتنا وصورنا الليلية تكفي لإثبات جمال العشاء وروعته.... بعد عودتنا للفندق قررنا أحذ جولة وداع للمدينة، وهرب منا المهدي فقد كان يستطلع الأسواق في الأيام الماضية وقرر أن يتشري اليوم كل ما قرر شراءه من قبل... أما أنا ونشأت فلم نكن ننوي الشراء بشكل عام لكننا مشطنا الشوارع حول الفندق...... وعدت لأكمل مدونة لد. صادق السامرائي كنت أحررها من بودابشت.... فقد تميزت سفرة بودابشت أنني كنت نشطا جدا أصحو مبكرا وأجد لمجانين أوقاتا عدة في اليوم رغم ثراء برنامج الرحلة كنت أجد كثيرا من الوقت أحرر فيه أو أقرأ مجانين في غرفتي بالفندق.
في الصباح جمع كل أمتعته أو أغلق حقائبه ونزل ليغادر الغرفة قبل منتصف النهار، وعادة ما أحرص في الساعات الأخيرة لتواجدي في أي بلد غير مصر على التواصل مع رفاقي في تلك السفرة لأنني أعرف أنك سترى أقل منهم في مصر لآخر مرة في المطار حتى سفرة أخرى... ودعت وبداخلي شوق لمجالسة المهدي ... وشوق للحديث مع أستاذيّ د. محمد غانم ود. مصطفى شاهين.... وأكتفي بهذا القدر من الحديث يا مجانين .. لأن موقعنا مجانين في هذه اللحظات غير موجود.. لأسباب لا أعرفها أو لم أعرفها بعد وأسأل الله أن تكون العاقبة خيرا ! دعواتكم.
ويتبع >>>>>>>>: بودابشت .. باريس .. تايلاند مجانين !2
واقرأ أيضًا:
على باب الله: وداعا بودابست / الأردن مؤتمر الأطباء النفسانيين العرب الدولي(14)1 / لقاء في الأردن