بودابشت .. باريس .. تايلاند مجانين !1
في الصباح صار مجانين موجودا.... عندما وصلت إلى الزقازيق تصفحت مجانين وكنت سأبدأ العمل الأحد ثم الاثنين لأسافر فجر الثلاثاء للمرة الأولى في حياتي إلى فرنسا أو بالأحرى إلى باريس إذا اعتبرنا مروري منذ 7 سنين تقريبا بجزيرة كورسيكا حيث ولد نابليون وكان ذلك ضمن رحلة بين عدة جزر في البحر المتوسط فتمر بجنوة من إيطاليا إلى لشبونة من إسبانيا إلى كورسيكا فرنسا .... لم تكن زيارة لفرنسا ولا أذكر أني اعتبرت نفسي زرت فرنسا .... كانا يومان مضغوطان في كل شيء وكان من المهم أن يكون السفر إلى فرنسا فرصة لاسترخاء ولو يسير .... وكان الحدث الأهم أو بالأحرى الشخص الأهم في تلك السفرة هو أخي الأكبر وأستاذي د. رفيق رضا عبد اللطيف والذي أسافر معه لأول مرة لأنه قليلا ما يسافر، ... وكانت زيارة اللوفر وبرج إيفل من بعض أمانيّ .... لكنني صباح الاثنين أدركت أن دخول حمامات بودابشت الساخنة وتهوري بالخروج من الماء الدافيء في الطقس البارد ليس كالخروج منها ... بدأت نزلة البرد وهي بالنسبة لي كما هي لكثير من المصريين حادثة سنوية على الأقل لكن ليس لأصحاب الجيوب الأنفية الملتهبة المزمنة من مرضى حساسية الأنف والصدر ... فهي بالنسبة لهم متكررة ومتبوعة بمشكلات في جيوبهم الأنفية وربما صدورهم عافانا وعافاكم الله .... وعلى كل شيء الحمد لله قلنا باريس فرصة للراحة ... ووسوس لي الشيطان بأنها أيضًا ستكون فرصة للكتابة لمجانين.
كانت الرحلة طويلة إلى باريس بدأت فجر الثلاثاء وكنت قررت شراء المضاد الحيوي وأخذت معي معدات التعامل المزمن مع التهاب الجيوب الأنفية المزمن ... اشتريت الدواء بعد صلاة الفجر وانطلقنا إلى المطار ..... ووفقني الله إلى ما يسر عليّ علامات المرض طوال تلك الرحلة .... في مطار شارك ديجول بباريس التقيت د. رفيق ومطار باريس كان هائل المساحة والمسافات التي قطعناها فيه كانت كبيرة حتى خرجنا أخيرا إلى حيث حملنا الحافلة إلى فندق ماريوت في وسط باريس ... أول الملاحظات بعد الخروج من المطار كان أن باريس ليست بمستوى نظافة المدن الأوربية ولا حتى كورسيكا ... لكن هذا كان بعيدا نوعا ما عن وسط باريس وشوارعها القديمة حيث كان الفندق الذي نزلنا به كما كان بعيدا عن شارع الشامبليزيه ..... كان علينا بعد استلام الغرف أن نتواجد في مكان المؤتمر العلمي الذي ترعاه شركة إنسبير Inspire في الساعة السادسة وكنت جاهزا فعلا في الوقت المناسب بل إنني كنت بفضل الله من التركيز بحيث تابعت أربعة محاضرات وتفاعلت بجدية مع المتحدثين. وكان من الملاحظ أن التنظيم واختيار المكان وكل ما في الرحلة موفقا وكان الجمع كبيرا ولكن ليلة المحاضرات التي افتتحنا بها الرحلة كانت دسمة جدا مثلما كان العشاء... وكان علينا أن نتجهز في الصباح إلى رحلة في مدينة باريس ... بعد العشاء لم يكن وقت إلا لأنام ... ولم أجد أي وقت لخدمة مجانين فنمت وأنا أشعر ببعض الذنب.
وفي صباح الأربعاء كنت أفضل بالنسبة لأعراض نزلة البرد لكنني أحمل في جيبي قابضا موضعيا لأوعية الأنف ... وكان الجو غائما وفيه تحركنا لجولة في مدينة باريس أول الأماكن التي وقفنا بها كان بجوار نصب تمثال يمثل عدة تماثيل للمحاربين القدماء ... وكان معنا مرشد سياحي تونسي اسمه أو لقبه أبو يوسف كان مثقفا كأغلب التونسيين المثقفين فيه تلحظ العمق العربي الإسلامي الثقافة والمفرنج في آن واحد. في مزيج مُسَلٍّ ومفجر للعواطف الصادقة من نفوس سامعيه من الأطباء ... كان مرشدا سياحيا من النوع الذي يترك بصمة حقيقية في النفوس...... وقفتنا الثانية كانت عند برج إيفل Eiffel Tower في الصباح وكان اتجاه الشمس معاكسا للتصوير ورغم ذلك أخذت لي أنا وأخي الأكبر أ.د السيد صالح صورة سيلفي يظهر فيها جيدا أنني مهتم بمحاولة إحسان التصوير السيلفي .... بدلا من الاستمتاع بقرب رأسي من رأس صديقي العزيز تراني مهتما بالخلفية والبرج وأن أظهر وجهينا ... وكأنها مهمة شاقة أين أنت يا عصا السيلفي ؟ .. ما كنت أعاني منه أنا وبعض الزملاء كان عدم وجود حمامات كان اليوم عطلة ورحت أفتش.... وبعد رحلة طويلة وحدي في عدة اتجاهات داخل المكان وفي محطة مترو الأنفاق دون جدوى لم أهتد إلى حمام ... ورجعت إلى الحافلة الذي انتظرني على وعد بأننا عند البرج من الجهة الأخرى سنجد الحمام والأماكن المفضلة للتصوير وكل ما هو تمام .... التقطت معي عدة كتيبات من ولد وبنت واقفين على رصيف الميدان ظننتها كتيبات تعريفية واستغربت فخامتها وصعدت إلى الحافلة واكتشفت بعد ذلك أنها طباعات تبشيرية ... وحزنت لحال ديني والصورة التي أصبحت شائعة عنه في أوروبا ... وأفقت من تأملاتي متناسيا حاجتي لدورة المياه على صوت أبو يوسف يخبرنا بأن سبب تعطل المرور هو أن رئيس وزراء فرنسا سيزور برج إيفيل الآن معنا في نفس الوقت وأشار إلى مكانه وإذا هو بلا أي حراسة واقف وسط مجموعة من المواطنين ... وبعضهم يلتقط الصور معه ... وعدت إلى تأملاتي ثم أفقت بسرعة قبل أي محاولة مقارنة ببلادنا العربية وعلاقة الناس بحكوماتهم ...
أفقت على صوت أبو يوسف يطلب منا النزول لأجل مشاهدة البرج من الداخل ورئيس الوزراء والتقط الصور ودخول دورة المياه لمن يريدون ..... إذن فرجت ... لكن للأسف فوجئنا بأن صفان من رجال الشرطة يمنعان دخول البرج ويمنعان المرور قريبا من باب مبناه الكبير وكنا قد مررنا أنا وصديقي د. كمال فراويز إلى الجهة الأخرى من الباب بعدما إرشدنا إلى أن هناك ... ثم لما ذهبنا هناك لم نجد إلا من يقول لنا هناك في الجهة الأخرى من الباب... للك كان علينا أن ننتظر دخول موكب رئيس الوزراء الذي يسير بغير حراسة معلنة وسط بعض مواطنيه وإنما يمنع صفا رجال الشرطة الغرباء... طبعا لم تكن الغرباء تعني فقط السواح .. لكن الغالبية هنا سواح ... المهم كان علينا الانتظار خمس دقائق حتى نتمكن من العبور للوصول إلى دورة المياه ... وانتظرنا وعبرنا من أمام باب مبنى البرج وانطلقنا نحو الجهة التي فيها دورة مياه مدفوعة الأجر... لنفاجأ أنه بناء معدني اللون يبدو عدم الاهتمام به واضحا وبابه مقفول !! قفلنا راجعين وقلنا لابد في مبنى البرج نفسه سنجد دورة مياه للزائرين ولابد الآن سيسمح لنا بالدخول ... ولكن للأسف قالوا لنا أنها بالخارج ... ما هي الحكاية؟ لم نستطع الفهم جيدا لأننا كنا نتحدث الإنجليزية ولا أحد يدلك ... وأنت لا تفهم الفرنسية ... قررنا الاتجاه لالتقاط الصور وكانت أحلى واحدة تلك التي كان صاحبي فيها د. جمال فراويز (تظهر أعلاه) قبل مرور وقت توقف الأوتوبيس لننطلق إلى معلم آخر من المعالم المقررة زيارتها في باريس .... هناك عدة أماكن جيدة لالتقاط الصور في هذه الجهة من برج إيفيل رغم أننا لم ندخله ولم نصعده لكن لو كنا نعرف لما كان تعجلنا وأخذنا صورا والشمس المخرقة الغيوم خلف البرج وخلفنا في الصورة! ..
عندما رجعنا للحافلة أعلنت دهشتي من عدم وجود دورة مياه لأبي يوسف .... فقال لي صبرا واتجه ليحدث سائق الحافلة .. الذي أعلن أن دورة مياه الأتوبيس جاهزة ! –مع أنها كانت مغلقة من قبل- .. شفينا .. ثم اتجهنا إلى كنيسة السكركاي Sacre Coeur.... والتي وصلناها بعد مسير على الأقدام مرورا بمداخل محطة مترو وبسوق للبضائع المستعملة وإن احتوى في بعض نقاطه محالا تبيع الهدايا والتذكارات السياحية وبعض محلات الأكل ... ثم ظهرت لنا كنيسة السكركاي ....وكانت أيضًا مكانا سياحيا بامتياز مليئا بالناس من كافة الأجناس..... أخذنا صورا من تحت الجبل الذي هي أعلاه .... وصورا من منتصفه بعدما صعدناه على أرجلنا ..... وكم كانت مفاجأتي وإحساسي بالخزي عندما سمعت معلومة أن هذه الكنيسة هي التي كانت تمر بها الحملات الصليبية لتأخذ البركة !! قبل سفرها للهجوم على أجدادنا !
اضغط الصورة لتشاهد نسخة أكبر | |
كانت الخطوة التالية هي التحرك للغذاء ... وإذا بمكان الغذاء أعلى الجبل وبإمكاننا النزول إسفل الجبل لاستخدام المصعد ... وكان التيليفريك الذي ينتظر التليفريك تحتنا طويلا لا ينجز وبدلا من عربتين تتبادلان إذا هي عربة واحدة .... قررت أنا ود. رفيق أن نصعد الجبل على الدرج وفعلنا ... على مهلنا صعدنا ... واتجهنا إلى المطعم وهناك أسعدني الحظ برفيق على الغذاء من أكبر جراحي المخ والأعصاب في مصر ... أ.د أحمد يحي الحسيني وهو رجل موسوعة يمزج الطب بالأدب بالفلسفة بالثقافة العامة .... طلبنا أن يكون غذاؤنا من طعام البحر أنا وهو وبعض الزملاء درءا لخطر الخنزير... وكان غذاء دسما تعلمت فيه كثيرا من دكتور أحمد كما تذوقت فيه السمك الفرنسي وكان المكان La Cremaillere رغم وجوده وسط منطقة مزدحمة هادئا وإن ضيقا ومحشوا بالزبائن .... رغم ذلك طالت قعدتنا على الغذاء ولم نشعر بالوقت ..... ثم بدأنا رحلة النزول رجوعا للحافلة لنسير عكس ما سرناه منذ حوالي 3 ساعات ... لم تكن شوارع باريس نظيفة كما اعتدنا في أغلب دول أوروبا ....
وحملتنا الحافلة بعد ذلك إلى شارع الشامبليزيه كما أراها مكتوبة بالفرنسية Champ Elysee Street أو الشانزليزيه كما أسمع اسمه دائما، وكان يوما لطيفا صحبت فيه أستاذي د. رفيق وتجولنا معا في الشانزليزيه ومحلاتها وأهم ما أتذكر محل ملابس كبير أسعاره خيالية .... ثم كان معرض سيارات بيجو ... وسيارتها الجديدة الأخيرة ... كان الشارع واسعا ونظيفا والمحلات فاخرة لكن ما كنت أستغربه هو أن المنظمين تركوا لنا حوالي ساعة ونصف للتسوق ورغم ذلك لم يشترِ أحد شيئا حيث يبدو أن انهيار سعر الجنيه المصري كان كافيا ليحجم الجميع عن الشراء خاصة من هذا الشارع لكنها كانت فرصة لحديث طويل مع د. رفيق ... بعد ذلك رجعنا إلى الأتوبيس ثم مررنا بالمسلة المصرية في ميدان الكونكورد أمام أسوار حديقة التوبرلي وأخذنا بعض الصور لكن الشمس كانت غائمة وإظهار المسلة والأشخاص بشكل جيد يحتاج إلى حرفية لم يحظ أحد منا بها... كذلك نزلنا لالتقاط الصور مع نصب تذكاري للمحاربين القدماء (الصو أعلاه) ثم كانت الرحلة للفندق ثم إلى حيث كان العشاء...... في قلعة تسمى قلعة القطار الأزرق Le Train Bleu التي كانت مكان استراحة للأمراء والنبلاء أيام الحروب .... كان المكان مميزا كذلك كان العشاء ... وكذلك كانت الصور.
اضغط الصورة لتشاهد نسخة أكبر | |
اليوم الأخير كان من أجمل الأيام في الفترة الصباحية وحتى الثانية ظهرا الفندق أعطى المنظمون وقتا لمن يشاء أخذ جولة حرة للشراء ... وكان أحد د. رفيق على وعد من أجد معارفه بأن يأتي ليصحبه في جولة إلى مكان أفضل للشراء داخل باريس انتظرناه بعد الإفطار ثم انطلقنا معه كان شابا مصريا يعمل في مجال مقاولات البناء خرج من مصر إلى أسبانيا ويعيش في فرنسا بينما زوجته وأولاده في مصر ولم يتمكن بعد وإن تمنى أن يستطيع إحضار زوجه وأولاده معه، ومعا استخدمنا المترو لأول مرة ووجدته أقدم من المترو الموجود في مصر لكنه يبدو أكثر انضباطا وأجمل رونقا والعناية ولصيانة المستمرة واضحة عليه مثلما على المحطات كلها... في المكان الذي ذهبنا إليه اكتشفت أن باريس ملأى بالمعالم الأثرية بشكل لا يمكن إحصاؤه في زيارة واحدة كما رأيت غلبة ذوي الأصول العربي في الشوارع بشكل ملفت للنظر، وكان الطقس في ذلك اليوم باردا إلا أن حركتنا كانت كفيلة بإشعارنا بالدفء... وبرغم ثراء المحلات لم أشتر شيئا وعدنا إلى الفندق قبل موعد الحركة للغذاء بدقائق....
اضغط الصورة لتشاهد نسخة أكبر | |
وأما أجمل ما في اليوم فكان مكان وجودة الغذاء حيث كان الغذاء في جزيرة نيلية جميلة على نهر السين وفي العبارة البسيطة انتقلنا إلى مكان المطعم Le Chalet des Iles في تلك الجزيرة .... أسعدني الحظ بجار طالما حاز إعجابي واحترامي وحبي هو الدكتور كمال الفوال ..... وأخذت معه صورة كانت من أجمل صور ذلك اليوم (تظهر أعلاه) ... ثم على مائدة الغذاء سعدت برفيقين صديقين أحدهما د. السيد صالح كثيرا ما التقيته والآخر د. ياسر عبد الرازق .... وهو صديقي وجاري في عيادتي بالقاهرة ورغم ذلك نادرا ما أراه وهذه هي المرة الثالثة التي ألقاه فيها خارج مصر فقد كانت الأولى في أول مؤتمرات الأردن سنة 2008 وكانت الثانية في أحد مؤتمرات مستشفى السعودي الألماني في جدة وهذه كانت الثالثة والتي جالسته فيها وقت الغذاء كله، وكان الغذاء بالفعل غذاءا احتفاليا عرض المنظمون فيه مجموعة من اللقطات التي أخذها مصور المجموعة فرأى كل واحد منا لنفسه صورة لم يكن يعرف أنه يصور لحظة التقاطها وعندما اقترب مغيب الشمس كان علينا أن نعود إلى الفندق لنأخذ وقتا حرا مرة أخرى للشراء أو التجول في باريس لمن يشاء... ورغم عدم رغبتي في الشراء وحاجتي للجلوس لأنجز شيئا من أعباء مجانين إلا أنني خفت إن بقيت في الغرفة أن يغلبني النوم فأصبح لا أنجزت لمجانين ولا تجولت في باريس.... وكان أن تجولت فعلا في الشوارع المحيطة بالفندق حتى جاء موعد العشاء الخفيف الذي كان آخر عشاء لنا في باريس.
في صباح الجمعة الثالث من نوفمبر كان علينا أن نكون جاهزين في الحادية عشر صباحا للانطلاق إلى المطار... وكعادتي حرصت في المطار أن أودع أغلب الزملاء قبل صعود الطائرة أو في الطائرة لأنني كنت أعرف جيدا أنني في مطار القاهرة يتفرق أغلبنا بحثا عن الحقائب وعن وسيلة انتقاله إلى بيته، وكنت قد اتخذت قرارا بشراء أربعة حقن نالتريكسون 1 جم Ceftriaxone لآخذها على أربعة أيام علها تنهي أعراض التهاب الجيوب الأنفية بمجرد وصولي إلى مصر، وكان مما يقلقني أن بقي على موعد السفر إلى تايلاند حوالي تسعة أيام ولم أحصل على التأشيرة بعد ولم يكن ممكنا تقديم جواز السفر إلى سفارة تايلاند قبل يوم الأحد 5 نوفمبر، كان موعد الإقلاع في الثالثة إلا عشر دقائق عصرا بتوقيت باريس وموعد الوصول الثامنة وعشر دقائق بتوقيت القاهرة ولا أخفيكم خوفي عندما تذكرت طائرة الركاب المصرية التي سقطت في عرض البحر الموتسط وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة ..... لذلك كان الدعاء لله بسلامة الوصول مكثفا مقارنة بكل مرة، ولم أكتف بترديد الدعاء وراء التسجيل الذي تبثه مصر للطيران وفيه حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عند السفر للرجوع (الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا واطوِ عنَّا بُعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون).... وصلنا إلى مطار القاهرة وكنت قد اعتدت في مثل هذه السفرات ألا أحمل معي إلا حقيبة صغيرة آخذها معي إلى كابينة الطائرة حتى لا أتعرض لما يتكرر من ضياع الحقائب أو على الأقل طول انتظارها على الشريط، وهو ما كان يجعلني أنهي إجراءات الوصول بسرعة عادة في مطار القاهرة .... إلا أنني هذه المرة كنت مضطرا لانتظار رفيقي في الرحلة إلى الزقازيق د. محمد بركات أستاذ جراحة المخ والأعصاب لن الحمد لله انتظاري لم يطل ! وفي طريق العودة إلى الزقازيق حكى لي كثيرا عن ألمانيا والتي حصل منها على الدكتوراه وعلى زوجة أيضًا ... وما زال يحكي لي عن ألمانيا ورغبته في العودة إليها وعن حاجتها إلى أطباء نفسانيين حتى أخذت أفكر في تعلم الألمانية والهجرة إلى هناك لكن السؤال كان هل يقبلون هجرة من هم في مثل سني ؟؟.... أخيرا وصلنا إلى الزقازيق، وكان علي تنفيذ ما لم أنفذه من واجبات مجانين توزيعا وتحريرا وتواصلا مع المستشارين.... والاستعداد لرحلة تايلاند التي سأكتب عنها قريبا بإذن رب العالمين.
ويتبع >>>>>>>>: بودابشت .. باريس .. تايلاند مجانين !3
واقرأ أيضًا:
على باب الله: وداعا بودابست / الأردن مؤتمر الأطباء النفسانيين العرب الدولي(14)1 / لقاء في الأردن