الحديث بين المعالج النفساني أو الطبيب النفساني مع مراجعة لا يتوقف خلال المراجعة إلا بين الحين والآخر ويتطلب استماع المعالج الكلي والانتباه إلى محتوى وإطار الكلام. يطرح المراجع مشكلته ويتحدث عن مشاعره وخلال الجلسة يقاطع المعالج مراجعة من أجل توضيح ما يتكلم عنه. الآليات التي يستعملها المعالج هي كما يلي:
1 - عكس الكلام Mirroring من أجل تأكيد جملة مهمة في نظر المعالج. يتم ذلك عن طريق إعادة الجملة التي سمعها المعالج وتدوينها أحياناً.
2 - إعادة التصريح Restatement ويتم ذلك عن طريق صياغة الجملة لكي تكون أكثر وضوحا وتأكيداً ولكن بدون الابتعاد عن المعنى.
3 - الخطوة الثالثة وهي الأهم هي إعادة الصياغة Reframing ويعني ذلك عملية وضع مفهوم جديد لمشكلة المراجع أو أفكاره التي تم طرحها خلال الجلسة ويتضمن ذلك تغيير المفهوم والمحتوى العاطفي للمشكلة بحد ذاتها. الغاية من ذلك هو فتح الطريق للتخلص من عقد نفسية أو مشكلة وبالتالي التخلص منها.
هناك الكثير من الأفكار التي تشغل الإنسان وتداهمه ويتم وضعها في إطار سلبي وتهويلها وبالتالي لا سبيل إلى حلها. الإنسان الذي يطرح فكرة عدم مبالاة واحترام الآخرين له خلال أمسية ما يمكنه إعادة صياغة هذه الفكرة باستعمال إطارات عدة مثل: تأزم الآخرين الرأي الذي تم معارضته لا يعني بأنه رأي خطأ عدم استيعاب الآخرين للفكرة بحد ذاتها تجربة يمكن الاستفادة منها وربما هناك الحاجة إلى مراجعة الطرح في المستقبل.
إعادة الصياغة لا تقتصر فقط على العلاج النفسي ويمكن الإنسان الانتباه إلى هذا المفهوم في علاقته مع الآخرين وأحيانا في مراجعة نفسه. ليس هناك أزمة يمر بها الإنسان لا يمكن مراجعتها وإعادة صياغتها وهذا التمرين لابد من ممارسته يومياً.
واقرأ أيضًا:
الثقة بالنفس واحترام الذات / عصابية Neuroticism / طعام الإنسان وصحته النفسية / الكهف(المغارة) في الصحة النفسية / علاج الوسواس القهري