تتعرض الأمة لهجوم كاسح بقيادة أبنائها المُؤهَّلِين المُمَوَّلين المسوَّقين المسخَّرين لتنفيذ أجندات إعدادها للضربة القاضية، وربما أكثرهم أو بعضهم يؤدون هذه الواجبات العدوانية وهم لا يشعرون أو في سكرة الغفلة يتطوحون، وما يُعرَض عليهم يتطابق وما فيهم من قدرات تعبيرية عما يريدون ويتصورون.
فترانا أمام طوابير من الأساتذة والمفكرين والباحثين الذين لا همَّ لهم إلا الانشغال بتفسير القرآن وفقاً لما يرونه، ويهدفون إلى نسف ما تواصلت عليه الأجيال وكأن القرآن لم يفسره أحد غيرهم، ولم يتبحَّر بكلماته وآياته أجيال من جهابذة الفقه والدراية باللغة وعلوم الدين. وتجد هذه الأدوات في وسائل الإعلام ولديها محطاتها التي تبث منها أفكارها ورؤاها، وتكاد تجتمع تحت "إصلاح الخطاب الديني" في مجتمعات يُهمَل فيها جميع أنواع الإصلاحات ولا تحصل على أبسط حقوقها الإنسانية، والتهمة موجهة للدين وما في كتبه وكأن المجتمعات البشرية بلا أديان.
هذا السلوك عدواني سافر على وجود الأمة، وبقدرات سياسية وآليات ومهارات مُحكمَة للتشويش ومنع الأجيال من ممارسة حقها في الحياة، وإشغالها بما يبدد طاقاتها ويهلكها. والسلوك الآخر الذي يعاضده ويتكاتف معه هو الهجوم الشديد على اللغة العربية، وانتشار المقالات والخطابات السلبية ضدها، ودس الأخطاء وتكرار القول بأن اللغة العربية عليها أن تكون لغة دين وفي أماكن العبادة وحسب، وهكذا تزداد أساليب تكريه العربي بلغته وحثِّهِ على نكرانها والتشبُّث بغيرها.
ويساهم القادة السياسيون بهذا الدور لعدم احترامهم للغة الضاد، فتجدهم يتحدثون بها وكأنها غريبة على ألسنتهم.
ويتعزز الهجوم بغرس الفهم الجائر في وعي الأجيال أن ما هو أحنبي جيد ومتفوق، وما هو عربي سيئ ودوني المواصفات وعديم القدرات.
وبتواصل هذه التفاعلات العدوانية الموجهة ضد أجبال الأمة يتحقق تأهيلها لتلقي الضربة القاضية التي بموجبها ينجز أعداؤها الفوز بامتلاكها.
فهل لنا أن نستفيق من الترنح في حلبات المصارعة مع الوعيد؟!!
د-صادق السامرائي
4\12\2020
واقرأ أيضاً:
الأقدام والأقلام والأفهام / القوى الإقليمية الغاشمة / هل انتهى عصر الثورات؟!!