ما سيأتي ليس رأيا أو تحليلا، وإنما قراءة نفسية سلوكية لواقعنا الأرضي، الذي يبدو أنه في انحدار متسارع نحو الهاوية، وما أدراك ما هي.
وانطلاقا من الخبرة المتواضعة في الطبع البشري وسلوكياته المتنوعة، فإن الدنيا ليست على ما يرام لتوفر عناصر عديدة ذات تأثيرات انحدارية انفجارية قارعية المنطوى.
التأريخ يحدثنا أن البشر ما أن يمتلك مصدرا للقوة إلا واستخدمه، ولا يوجد سلاح لم يستعمله البشر، فالقنبلة الذرية ما أن امتلكها حتى أسقطها على البشر الآخر.
ولا توجد وسيلة مبتكرة لم تتحول إلى سلاح سخره مالكها للتعبير عن قدرته على الافتراس والهيمنة.
وما تملكه البشرية من أسلحة لم تشهده في مسيرتها ولابد من تفعيله، وعليها أن توفر الذرائع اللازمة لذلك، وهذا يعني أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إطلاق قدرات التدمير الشامل الهائلة.
وأحداث الدنيا القاسية احتاجت لقائد مهووس ومندفع نحو سفك الدماء والدمار، وفي واقعنا المعاصر تزدحم الدول بقادة متحفزين للنيل من غيرهم، فالعدوانية في ذروتها، والاندفاعية بأقصاها، والحكمة والحلم في أدنى مستوياتهما، ومن العجيب أن البشرية قبضت على جمرات الوعيد لعدة عقود، وكأنها ما عادت قادرة على إحكام قبضتها على ما يتوطن مخازنها.
ومما زاد الواقع مراراة، الانفتاح التواصلي الذي جاء به القرن الحادي والعشرون، وبموجبه اطلعت شعوب الدنيا على بعضها، وتنامت المشاعر السلبية في المجتمعات المحرومة من كل شيء، والتي تعيش في ضنك مصادرة حقوق الإنسان، مما تسبب بتأجيج المسوغات اللازمة للتفاعلات المتوحشة بين البشر، ولكي يحافظ البشر المتقدم على مستويات حياته ووجوده المتعالي، ربما سيندفع في مواجهة بقائية مع الآخرين الذين يريدون الحياة مثله.
فالخلل الطبقي العولمي، له تداعياته، والدنيا غاب شرس، فهل سترضى الأسود أن تشاركها عرينها الأغنام والأرانب والظباء.
إنها لمحنة نكداء!!
فأين الذئب الذؤوب؟!!
اقرأ أيضاً:
مسرحيات وتضحيات!! / ثلاثية الموت العقلي!!