الأمم الحية توقد أنوارها وأمتنا تطفؤها، وهو سلوك متواصل في مسيرتها عبر العصور، والدور الأكبر فيه لفقهاء الكراسي الذين باعوا الدين بالدنيا.
أعلام الأمة الذين نتغنى بهم، كابدوا الصعوبات، واتخذت بحقهم أبشع القرارات، ومن النادر أن تجد من لم يُصلى بنيران الكراسي وجحيمات فتاوى فقهاء السلاطين.
الأمثلة كثيرة، ومنهم الطبري، البخاري، ابن مسرة، وابن رشد وغيرهم من أنوارها الساطعة؟
فالسائد أنها تريد أعلامها أمواتا، وتهينهم وتذلهم أحياءً، ولا يزال السلوك ساريا في أجيالها، ورغم شراسته وعدوانيته وضلالته وجهله، فأنه يشير إلى قوة وحيوية الأمة وصلابة إرادتها.
ففي الزمن المعاصر يعاني علماء الأمة ونوابغها، وتوضع أمامهم المصدات وتتراكم المعوقات، ومنهم من يفوز بالهرب وأكثرهم يغيبون في أقبية النسيان والامتهان.
فأما أن يكون الواحد منهم بوقا للكراسي، أو حمالا للحطب والأرب، ولا توجد كراسي عالمة، ولا يجوز للمثقف أن يكون قائدا، ولا للأذكياء أن يتسنموا منصبا، فالمطلوب أن يقود الأمة الجهلة الأغبياء، المغفلون المذعنون لإرادة الآخرين، والواحد منهم مفعولا به وحسب.
تلك حقيقة مريرة عاصفة في حياة الأمة، يحاول الكثيرون غض الطرف عنها، وعندما تسألهم أين القيادات الذكية؟
يغضبون ويحسبونك عدوهم الكبير.
أيها الناس إن الكراسي الغبية تقاتل العقول الذكية، وتتسبب بتداعيات وويلات مريرة.
فكيف تفسرون واقع دولة ثرية وشعبها في فقر مدقع ومدنها من بنات القرون الوسطى.
أليس هو الغباء، وقولوا ما تقولونه بعد ذلك!!
اقرأ أيضاً:
القوة والقائد!! / التلاغي والتباغي!!