الاقتراب من الواقع الحضاري والتفاعل مع الأمة منقسم إلى حالتين، فتقول تخلف وتقدم، علم ودين، تراث ومعاصرة، وغيرها.
الثنائية المزعومة غاشمة لا تؤدي إلى نتيجة ذات قيمة حضارسة، فالأمة ليست متأخرة أو متخلفة، فالعلة الأساسية بقياداتها الضعيفة المرهونة بإرادة الآخرين الطامعين في دولها.
ومضى المستشرقون والمفكرون والمثقفون على هذه السكة المتصورة البعيدة عن الواقع الإنساني لمجتمعات الأمة، فأهمِلَ العامل الاقتصادي وانتفت قيمة الإنسان، وما عادت تعني الحكومات حاجاته الضرورية وحقوقه الطبيعية.
دول الأمة ما فازت بقادة بحجمها منذ تأسيسها، والحكومات تعينها القوى المستحوذة على البلاد بما فيها وما عليها، فتقوم بدور تنفيذ الأجندات والمحافظة على المصالح والمشاريع المطلوبة.
ووفقا لهذه الدوامة الانكسارية، تربّت الأجيال على التبعية والخنوع واستلطاف الامتهان، والخضوع للكراسي الفاعلة في المجتمع.
فالمنطلق الامتهاني الذي استثمرت فيه القوى المتأسدة، خلاصته، أن الدين أوجد الأمة وبه يكمن مقتلها، فانطلق العمل على تحويله من نور إلى نار، وهذا ما يحصل في ربوعها منذ عدة عقود، حتى صار أبناؤها يتحركون كالمغفلين المنومين، المتوهمين بأن دينهم هو الدين، ولكل فئة دين لا غيره بدين.
ونشبت الحروب الأهلية الفئوية التحزبية التضليلية لتقتل منهم الآلاف تلو الآلاف، ولايزال ناعور القتل البيني في ذروته، وتقوم به دول تدّعي الإسلام، وما قدمت نافعا للمسلمين.
الأحزاب المؤدينة تقتل!!
الأحزاب القومية تقتل!!
وما وجدنا في دول الأمة أحزابا وطنية حقيقية!!
فالعلة في الرؤوس المرهونة بأسيادها، وبالكراسي المملوكة للأجانب، والجالسون عليها يأخذون وكالات منهم لتمرير أجنداتهم.
فلا تقل، أنه التأخر، والخرافة والجهل والأمية وغيرها، إنه طاعون الكراسي المبيد!!
اقرأ أيضاً:
المسلم والقرآن!! / الهولاكية!!