هل يصنع الدماغ أفكارنا؟
تساؤل بحاجة لبحث ودراسة معمقة، فالدماغ يبدو وكأنه جهاز استقبال، لا ورشة تصنيع وابتكار، فالأدمغة تختلف بقدراتها على تأهيل الدوائر العُصيبية، للتمكن من التقاط الأفكار المبثوثة في الفضاء.
فالأفكار تبدو وكأنها أمواج أو فوتونات ضوئية، تهبط في مرافئ دماغية قادرة على إيوائها واستثمارها.
وهذا ما نطلق عليه بالتطور الحضاري، أي أن البشر تواجدت فيه قدرات تلقي للأفكار أكثر مما سبق، بمعنى أن الأجيال اللاحقة تستطيع توليد الدوائر العُصيبية المتقدمة بقدراتها عن سابق الأجيال.
ولهذا فالأدمغة تختلف بين جيل وجيل، وهي مطواعة ويمكن برمجتها وتحفيزها لتلقي فكرة ما، والعمل بموجبها.
فهناك تأهيل بحكم الضغط الجمعي وكما يحصل في التفاعلات الجمعية (أديان، أحزاب، فئات) وغيرها العديد من الكينونات البشرية.
وهناك تأهيل بحكم التفاعلات ما بين الأجيال، وما يترتب على ذلك من إضافات ومحفزات تدفع الأدمغة لاستقبالات جديدة.
وهذا يعني أننا اقتربنا من توصيف نوعيات الأدمغة وطبائعا، بأجهزة الرسم الكهرومغناطيسي اللازمة لمعرفة ما سيقوم به الشخص وما يستحوذ على وعيه من أفكار، وربما ستتوفر أجهزة لقراءة وترجمة ما يعتمل في الأدمغة من أفكار ونوايا وتطلعات، بل يمكن رسم خارطة سلوك أي شخص من ولادته حتى وفاته.
قد يكون الطرح غريبا، لكن المعطيات والتفاعلات توحي بأننا اقتربنا من تعرية أدمغتنا ونفوسنا، بعد أن بدأت أفاعيل التعرية تتحرك في دنيانا، وأصبح المكشوف يتحكم بوجودنا.
فهل إن الأفكار تداهمنا وتستعبدنا رغما عنا؟!!
د-صادق السامرائي
15\1\2025
واقرأ أيضا:
خُلّبُ الكلمات!! / تلخيص الكلام في صحيفة الآلام!!