سمعت من عدة جهات إعلامية ما نقله لنا دكتور وائل حول تلك المكالمات التي يتلقاها إخواننا اللبنانيين من العدو الإسرائيلي تحذيراً بهدم أو قصف منازلهم، بحجة أنهم لا يريدون إيذاء المدنيين!!! وكم هي حرب نفسية بشعة، تخيل معي أن تأتيك مكالمة كهذه!!
وكلما اطلعت على حروب العدو الصهيوني معنا نحن العرب أجد بها فنون في الحرب النفسية بمقدار الفنون في الحرب العسكرية، فتذكروا معي ما ذكرته أفنان، تلك الطفلة التي قابلتها في مؤتمر السلام، وحكت لي ولسيادتكم عن معنى الارتعاب الذي يعانونه من (طائرات الهواء) تلك التي تطلقها إسرائيل في أوقات متأخرة من الليل فيصدر عنها صوتاً مزعجاً بل مرعباً، ينزعج منه الأطفال والكبار..
من هنا وربما من قبلها أشعر بقيمة العلوم النفسية في الحرب..، تلك التي تؤثر تأثيراً ربما يفوق الحرب العسكرية..
وفى خضم الحرب الأخيرة -إلى هذه الساعة- للعدو الصهيوني على الشقيقة لبنان، ومع كل هذا الجدل الدائر حول كيفية مساعدة إخواننا هناك، وتعبيرنا عن رفضنا لم يحدث.. بحثت عن بيان للدكتور أحمد عكاشة رئيس جمعية الأطباء النفسيين على مستوى العالم، فلم أجده!!!!
دكتور عكاشة أين أنت؟! لقد تأخر بيانك علينا، لقد تأخر رفضك لما يحدث والتحذير من خطورته!
دكتور عكاشة أكن لسيادتك كل احترام، وقد تتلمذت على كتبك، ولكن أين دورك بصفتك ومهنتك؟
هل أتوقع اجتماع طارئا لجمعية الطب النفسي العالمية؟ هل أنتظر أن يكون غلاف المجلة التي تصدر عنها أسود تعبيراً عن انهيار قيمة الإنسان؟ هل انتظر أن تلقى بيان من هناك، ليس بوصفك عربيا، ولكن بوصفك رئيس الأطباء النفسيين في العالم؟ هل أنتظر بيان منك للجمعيات لتتحرك لوقف هذا العنف النفسي؟
أستاذي، لقد تعلمت حين الدخول لدراسة علم النفس أن دورنا يتعدى مجرد علاج المرضى النفسيين، أو حتى المساندة النفسية لمن تعرض لظروف قاسية، لقد تعلمت أن للعلوم النفسية دورا في الحرب والسلام..
ويتعاظم هذا الدور حينما يكون صاحب هذا المنصب عربي، يشعر أو شعر في أيام صباه بمعنى قهر شعب بالحرب، عاش فيها، ورأى رؤى العين مدى الدمار الذي تخلفه على كافة المستويات..
دكتور عكاشة، نحن معك في أي فعل تقوم به، هل أقول لك أجمع لك بيان رافض من 10 آلاف من العاملين في مجال الخدمة النفسية، من بين الأطباء النفسين، والأخصائيين النفسيين، والعاملين في مجال الصحة النفسية؟
هذا وغيره، يمكننا فعله، ومازلنا في انتظارك.
سوف أكتب لك طلبي هذا في كافة المواقع التي أعرفها، فربما يصلك صوتي، وأجد منك استجابة، أطمع في تفعيل لدور المختصين، أو حتى مجرد بيان يخرق هذا الصمت، لأنني لست مما يعتقدون أن للصمت صوتاً..
دكتور عكاشة / هل سأنتظر كثيراً............!!
أ. داليا الشيمى، أخصائية نفسية (عربية) هل لهذا البيان بين الأقواس معنى أو دلالة
اقرأ أيضًا:
مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه / الآثار النفسية للحروب على الأطفال / السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط