حدوتة محسن فكري

محسن فكري شاب يبلغ من العمر 31 سنة أرزقي يعيش على بيع السمك ووضع شيئا من رأس المال في هذه التجارة. صادفه ضابط شرطة في السوق. ظن الضابط أن الأسماك التي يبيعها محسن فاسدة أو اعترض طريق محسن لأن تلك الأسماك غير مصرح باصطيادها أو بيعها. ألقى الضابط أو المسئول الأسماك في عربية زبالة بمفرمة عملاقة. اندفع محسن وراء ماله يحاول إنقاذ قوت يومه أو رأس ماله البسيط. حاول بعض الموجودين في المكان مساعدته في التقاط الأسماك من المفرمة لكن المفرمة زمجرت ودارت أسنانها امتثالا لأمر صدر من الضابط (طحن مو= اطحن أمه) وارتفعت صيحات "الله أكبر".. تلك التي نطلقها كمسلمين برجاء تارة وبهلع تارة أخرى وبعضنا يموت في الغارات وبعضنا يقتل بعضنا باسم الله ومرضاة له!

أو ربما دارت المطحنة امتثالا لضغطة زر غادرة من أصابع مجهولة! ربما كانت يد القدر (طبقا للروايات الرسمية) الذي أبى إلا أن يهدي العالم هذه القصة الأليمة أو ربما يقرص أذني هذا العالم الصاخب وينبهه قليلا! طحنت المفرمة أسماك محسن وطحنت عظام محسن ولحمه. أصوات التكبيرات الهلوعة غطت على طقطقة العظام المتكسرة المخلوطة ببقايا الأسماك المفرومة.

انتفضت المغرب بغضب لأن الشعب المغربي كأي شعب (شقيق) آخر لا يثق في الروايات الرسمية ويتهم الضابط صراحة بالقتل أو بمعنى أدق يتهم كل الأجهزة القمعية التي لم يعد همها توفير الأمن لشعوبها بقدر جهدها المبذول لإخراس أصوات اعتراضهم. ربما غضبوا لأن إحساسا بأن الجسم رخيص والروح أرخص يقتل إنسانيتهم.

حدوتة محسن فكري حدوتة مغربية لا تخصه وحده ولا تخص المغاربة وحدهم ربما.. محسن فكري باسمه وصورته يشبه كثيرين في الواقع الاقتصادي الذي يفرمهم في مصر وغيرها من البلاد المشابهة، الواقع الكريه الذي يطالبهم بألا يخطئوا في هذا العالم المملوء أخطاء.. الواقع الذي يجعلهم يتبعون بعض الأسماك ولو حتى إلى قلب مفرمة! تشبه حدوتة محسن رغم بشاعتها كل قصص من يفقدون حياتهم ثمنا لتحدي – ولو على استحياء - استعراض سلطات مطلقة غاشمة.
الفيديو متاح على الإنترنت وكذلك الصور وأعتقد بأنه لا داع لوضعها هنا.

واقرأ أيضاً:
السكر ! حتى السكر يا مصر معادش !/ الطب والديكتاتورية !/ خوف الرصاص من الهتاف!/ المؤامرة الإيطالية على مصر/ حذاء فان كوخ... أو كمال هكذا التطبيع !/ الأخلاق والفيديو والألتراس/ القطاع الصحي.. سلامتك!/ جامعاتنا وجامعاتهم/ لو خَرَجْتُ مِنّي/ سمكرة الروح/ الخروج إلى الحلم/ من مدينة البط إلى جمهورية الموز