عين جالوت!!
 
 
 أحْرَقوا بغدادَ يوماً تترُ
 واسْتباحوا فتنامى الخَطرُ
 *
 ذَبَحوا ألفاً وألفاً بَعدَها
 ثمَّ ألفٍ تلوَ ألفٍ قَبروا
 *
 وجَعُ الأرضِ ببُغدٍ إنْضوى
 وعلى الأفقِ جُموعٌ تُنْحَرُ
 *
 بَعضهمْ خانَ وكلٌّ إكْتوى
 وإذا الناسُ بويلٍ يُدْحَروا 
 *
 حَطبوا الأرواحَ طراً إنّهم
 حَسَبوا الربَ بظلمٍ يأمرُ
 *
 تترٌ جاؤا بلاداً رَمزُها
 قائدُ الدينِ ونَبعٌ يَغمرُ
 *
 جَعلوها كمياهٍ سُجّرتْ
 وتوارتْ بزمانٍ يَغبرُ
 *
 ما لها الأيامُ فينا أوْغلتْ
 وأرانا بأليمٍ نُطمَرُ
 *
 كيفَ جارتْ بعدَ أنْسٍ رائقٍ
 وتَجلّتْ بسَعيرٍ تجْهرُ
 *
 بوحوشٍ دونَ باءٍ أشِرَتْ
 وتواصَتْ بمَريرٍ يُزجِرُ
 *
 وأشاعوا جيفاً منثورةً
 وإذا النارُ لخلقٍ تسقرُ
 *
 آفة الإنسانِ مِنْ طينٍ أتى
 غلبَ الطينُ وخابَ المُنذرُ
 *
 ويلُ عَصرٍ بعُصورٍ إنْطوى
 وبه الأجيالُ أصلاً تنكرُ
 *
 خيبةٌ تأتي وأخرى داهَمتْ
 وكذا صارتْ عُلانا تَنهَرُ
 *
 والضَحايا مِنْ ضَحايا تَشتكي
 بعْضُها أضحَتْ ببَعضٍ تُحْشرُ
 *
 وبها النيرانُ داءٌ شافيٌ
 أكلتْ كلَّ جميلٍ يَبْهرُ
 *
 جَعلتْ فكرَ قرونٍ مَبعثاً
 لدمارٍ ودخانٍ يَسعرُ
 *
 شربَ النهرُ مداداً أسوداً
 زرقة الماءِ بحبرٍ يكدرُ
 *
 بعدَ عامين اسْتفاقتْ وارْتأتْ
 نَصرُها شأنٌ عَظيمٌ يَبهرُ
 *
 جاءَ قطزٌ بجيوشٍ آمنتْ
 بإلهٍ لعبادٍ يَنصرُ
 *
 وبجالوتٍ تعالتْ صيحةٌ
 ربّنا الله إلهٌ أكبرُ
 *
 زعزعتْ أركانَ جيشٍ مارقٍ
 حطمتْ وهماً تنامى يَدحرُ
 *
 وإذا الهولاكو فيها أرنبٌ
 وأسودُ النصرِ منهُ أقدرُ
 *
 هربَ الحشدُ وفازتْ أمّتي
 وبقطزٍ وبعزمٍ تثأرُ
 *
 عادَ منصوراً عزيزاً واثقاً
 وإذا الأعوانُ رمزاً تنحرُ
 *
 ماتَ قطزٌ وتولّى غيرهُ
 كلّهم غابوا وقطزٌ يَحضرُ
 *
 هكذا يُرْدى رجالٌ أسْهَموا
 بفتوحاتِ زمانٍ يُبْصرُ
 *
 أمّتي فيها أباةٌ نازلتْ
 كلّ ضيمٍ وتوارتْ تهْدرُ
 *
 يا عليلَ الشوقِ للمَجدِ الأبي
 حَسراتٌ من فؤادي تقطرُ
 *
 كيفَ ذلوا مَجدنا في غفلةٍ
 وإذا الذاتُ بإنّا تُهدرُ
 *
 علَّمونا كيفَ نحيا هَوننا
 وارْتَضينا أنْ يسودَ المُنكرُ
 *
 داؤنا فينا عَضيلٌ قائمٌ
 ولنا الدينُ بعَصْرٍ مَتجرُ
 *
 هكذا دامتْ وتَبقى حيّةً
 تقتلُ الموتَ وموتٌ ينظرُ
 *
 موئلُ الآفاقِ نورٌ ساطعٌ
 يمنحُ الأشراقَ فيضاً يغمرُ
 *
 مِنْ رمادِ الويلِ بغدادَ أتتْ
 وتنادتْ لبديعٍ يعذرُ
 *
 خرّبوا العمرانَ فيها إنّهمْ
 إسْتعانوا بجَحودٍ يؤمرُ
 *
 وكذا البهتانُ أحيا سَوْأةً
 في وعاءِ النفسِ كانتْ تعصرُ
 *
 وبنا الأزمانُ جاءَتْ مثلها
 وترانا في دماءٍ تَنعَرُ
 *
 ظلموا الناسَ ببُهْتٍ جائرٍ
 تُبّعٌ قادتْ قطيعاً يُنهَرُ
 *
 قِطزها آتٍ ونَصرٌ همّهُ
 وبهِ الإنسانُ كونٌ مُقمِرُ
 
 
  د-صادق السامرائي
 16\8\2023
  
واقرأ أيضًا:
 بغداد / ترانيم الأعماق!!
                                                                    
                        		                    