شكاوى وفضفضة المراهقين على موقع مجانين
في مجلة صباح الخير 2524، بتاريخ 18/5/2004 تحت عنوان: شكاوى وفضفضة المراهقين: كتب محمد عبد الرحمن، وننتقل إلي موقع مجانين دوت كوم وتحديدا باب الاستشارات ونبدأ برسالة من فتاة عمرها 17 سنة:
عندي سؤال لو أني عندي اكتئاب لازم علاج ولازم أروح لدكتور ولا ممكن الاكتئاب يتعالج من غير دكتور!! وهل أعراض الاكتئاب متشابهة مع أي مرض تأني،
مثلا إذا أنا بعيش حياتي طبيعي جدا بضحك وبحب الناس وعندي صداقات كثيرة ولكن في بعض تسيطر علي فكرة الانتحار وأنا لا أريد أن أغضب الله بفعل ذلك، ولكن عندما أتشاور مع أمي وأبي أحاول الانتحار.
وهناك مشكلة أخري وهي عندما أغضب أو أتعصب" أمسك القطر وأعور نفسي"وأخربش نفسي ودة عمل لي علامات في يدي أنا لا أريد أن أفعل ذلك ولكن لحظة غضب أو زهق لا أدري بما أفعل ولا أحس بأي ألم إلا بعدما أهدأ وأهلي لا يعلمون كل هذا ولا أدري ماذا افعل؟
وعلاقتي مع أهلي ليست جيدة، وأنا لا أستطيع أن أقول لهم أنني أعور نفسي وإذا قلت لأمي هاتقول أنت مجنونة ماذا أفعل؟!
0ويرد عليها المعالج النفسي هاني فكري:
في البداية أشير إلي نقطة مهمة وهي أنك لا تعانين من مرحلة اكتئاب في حد ذاتها وأسألك من أين لك بهذا التشخيص لحالتك وأيضا أحيي فيكِ التصرف الإيجابي لتفكيرك في العلاج وطلب المشورة ،فكيف تحققت من أن ما تصفينه عن شخصيتك هي أعراض لمرض الاكتئاب، ومعروف أن أهم عرض من أعراض الاكتئاب هو فعلا محاولة الانتحار،ولكن الأعراض التي ذكرتها وهي أنك تضحكين وتحبين الناس ولك صداقات متعددة عكس أعراض الاكتئاب.
فلابد من أن تعرضي نفسك علي طبيب أمراض نفسية،لكي يحدد لك نوع الاضطراب في الشخصية الذي لديكِ وطبيعته وكيفية التعامل معه والعلاج والمرجح أنه نوع من أنواع الاضطراب النفسي والذي أيضا من أعراضه محاولات الانتحار المتكررة، أما فيما يتعلق بالاكتئاب فإن أعراضه ومظاهره واضحة ومن الممكن أن يصل إلى محاولة الانتحار ومن أعراضه الحزن وفقدان الاستمتاع والشعور بطعم واحد لكل شيء والبكاء بحرقة واليأس ومطاردة الشعور بالذنب والشعور بعدم الكفاية أو الراحة أو الاعتمادية الشديدة والتعب والفتور واللامبالاة والتوقعات السلبية وخيبة الأمل والمبالغة في النظر إلى المشكلات البسيطة ولوم النفس وصعوبة اتخاذ القرار وتوهم المرض.
أما فيما يتعلق بأعراضه البدنية: فيحدث اضطراب في الدورة الشهرية وعادة انقطاع الطمث أو الإمساك المتكرر وانحسار الطاقة الجنسية أما ما تعانينه أنت من خلال عرضك للمشكلة وهو أنك تقومين بإيذاء نفسك عندما تغضبين من أحد لا تشعرين بأي ألم بعد ذلك فهذا معناه أنك غير جادة في تصرفاتك.
*ورسالة عنوانها كيف أتعلم من مراهقتي أحمد – 15 سنة-قال فيها:
مشكلتي هو أن لدي كم لا بأس به من المشاكل لا أعرف معناه ولا أستطيع تحديده ولكني بسهولة أحس بوجود هذا الكم أحيانا أشعر أنني أدور في دوامات شديدة السرعة والكبر كلما نجحت بصعوبة –وبخسائر- في الخروج من إحداها وجدتني أقع في أخري بعض مظاهر المشكلة ترك الصلاة تدهور المستوي الدراسي بطريقة صعبة؛
وفي الثانوية العامة التي هي من المفترض أهم سنة دراسية، اكتئاب بلا نهاية، إحساس عام بتغيير شامل في الشخصية، اللجوء لوسائل هستيرية للهروب من محاولة التفكير في المشكلات فضلا عن مواجتها" التفكير بصوت"، الكلام مع نفسي في الشارع تصنع كل شيء.. حتى المشاعر، الضحكة مصطنعة.... الخ
عجز كامل عن إنجاز أي شيء لدرجة أنني أحس أن وسائل الإرادة بداخلي اختفت أقف هذه الأيام طويلا أمام المرآة أراقب الشعيرات الخفيفة التي بدأت تعلن عن وجودها أعلي شفتي وفي ذقني شعر صدري اهتمام غريب بالفتيات والتفكير فيهن وإن كان تفكيرا سلبيا أنا الذي اعتدت –حتى بعد بدء فترة المراهقة– علي كرههن.. ربما لأنني لست وسيما ولن أحصل أبدا علي فتاة أحلامي إن وجدتها.. أشعر بأن تضاريس روحي نفسها تغيرت...
أنا لم أعد أنا... أمارس العادة السرية بدون شهوة ولكن بصورة قهرية كثيرا جدا أحيانا 2 أو 3 مرات يوميا أس أنني أختنق، أريد أن أبكي ولكنني منذ سنين طوال لم أجد في نفسي القدرة علي البكاء مشكلتي ببساطة تتلخص في أنني لم أعد أستطيع أبدا أن أقاوم أي شيء تريده نفسي اللعينة.
وباهتمام بالغ ترد الدكتور داليا مؤمن سأحاول في ردي عليك أن أساعدك على ترتيب أفكارك بعض الشيء! أتفق معك في أن مشكلتك هي أن كثيرا من الأمور غير محددة وغير واضحة بالنسبة لك، ولكنك وضعت يدك على جزء من سبب ما أنت فيه من تغيرات، وهو أنك في فترة المراهقة، وفترة المراهقة بطبيعتها ليست فترة أزمات!!
ولكن مشكلاتها وتداعياتها ترجع إلى طبيعة المجتمع الذي نحن فيه –خاصة المجتمعات المدنية- وإلى طبيعة شخصية المراهق قبل البلوغ وأثناء المراهقة وإلى البيئة المحيطة به من أسرة ومدرسة وأصدقاء وغيرهم. تقول في بداية رسالتك أن لديك كم من المشاكل، هذه المشاكل ما هي إلا جزء من مرحلة طبيعية تمر بها ويمر بها كل شاب وفتاة.
أريدك أن تتصور معي أن لديك قدرا من الطاقة وهذه الطاقة توزع في مسارات مختلفة، وكل ما حدث في الفترة الحالية أن مسارات هذه الطاقة تغيرت. فاهتماماتك الآن تغيرت عما قبل، فأصبح ذهنك يفكر كثيراً في شكلك الخارجي وفي الفتيات وفي التغيرات التي طرأت على جسمك وغير ذلك ومن ثم تركزت معظم طاقتك في هذه الأمور وقل توزيعها على الاهتمام والتفكير في الأمور التي كانت تشغلك من قبل كالصلاة والمذاكرة والالتزام.
تقول" أشعر بأن تضاريس روحي ذاتها تغيرت .. أنا لم أعد أنا" نعم أنت فعلاً تغيرت!! ففي هذه المرحلة يحدث نمو جسدي وجنسي ونفسي واجتماعي وروحي، ولكن هذه الجوانب لا تنمو بشكل متوازن بالضرورة. فقد يكون نموك الجسدي والجنسي تقدم عن نموك النفسي والاجتماعي.
وهذين الآخرين مازالا في مرحلة أسبق-وهي مرحلة الطفولة- ومن ثم أصبحت تواجه تغيرات جسدية وجنسية بصعوبة وبشيء من الارتباك والحيرة، فلا تقلق فمع النمو ستكتسب مزيدا من المهارات والخبرات التي يمكن أن تساعدك، يا عزيزي من الطبيعي أن يبدأ الشاب في هذه المرحلة في الاهتمام بالفتيات وهذا أمر طبيعي وليس"غريباً" كما ذكرت،
وممارسة العادة السرية ما هو إلا نتاج لإحساسك بوجود بعض المشاعر الجنسية الطبيعية، فهذه المشاعر تعلن بقوة أن مرحلة طفولتك قد انتهت وأنك بدأت في مرحلة الرشد.
ولكن مجتمعنا لا يتيح له فرصة للتعبير عن هذه الرغبات بالطريقة التي يقبلها المجتمع وهي الزواج. بعكس بعض القرى التي تتيح فرص الزواج للمراهقين والمراهقات ومن ثم تمر هذه المشكلة بسلاسة.
ومن الطبيعي ما تمر به أيضاً من حيث الاهتمام بشكلك، ولا أقول لك ما يقال عن جمال الروح –وإن كان مهماً- ولكن سأقول ما في يدك أن تفعله وهو أن تهتم بمظهرك من حيث الملبس وحسن اختياره والنظافة وترتيب الشعر فكل ذلك يجذب انتباه الآخرين لنا ربما أكثر من الشكل، أنت تقول أنك"لست وسيما"! من قال لك أن الفتيات لا يُعجبن إلا بالشاب الوسيم فقط؟
بل يُعجبن بأنماط أخرى من الشباب، مثل الشباب الذين لديهم بنيان جسدي مليء بالعضلات وهذا الأمر في يدك، ومثل الرجل الشهم وهذه سمة يمكنك اكتسابها أيضاَ، وأحب أن أقول لك أن كل إنسان به نقاط جمال وعليك أن تبحث عنها في جسمك وتفكر في تلك المحاسن ولا تركز على فكرة أنك لست وسيماً، فإذا ما ركزت على تلك الفكرة فإن عقلك سيتمسك بهذه الفكرة ويفسر تصرفات الآخرين كلها بهذه الطريقة.
والأفضل أن تفكر في شكلك بطريقة ايجابية مثل:"لقد زاد طولي عما قبل وهذا شيء رائع"أو "سينمو لي شارب وذقن وأصبح رجلاً" وهكذا. فالتفكير بهذه الطريقة سيساعدك على اكتساب مزيد من الثقة في نفسك.
وعن الصداقة غير المتوازنة،
وعنوانها استمرار علاقة مريضة =مرض طرفيها ويفضفض المرسل قائلا:
المشكلة واضحة من عنوانها فهو الشخص الذي تولي مسئولية دعوتي للالتزام الديني دائما ما يشعرني بالنقص ويحاول جاهدا أن يضعف تقديري النفسي. وبمعني أوضح يحاول جاهدا أن يقتلني فكلما حاولت بناء شخصيتي وجدته هو أكبر عقبة في طريقي فهو لا يمل السخرية مني ومن والدي أمام كل الناس؛
لا يراعي لي شعورا إطلاقا كأنني جماد أو شيء تافه بالنسبة له إذا ما حاولت الرد ولو بكلمة واحدة علي ساعة مستمرة من السخرية أعطاني محاضرة مفادها أنه أكبر مني سنا ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن أرد عليه ويفهمني أنني أنا الذي أخطأت خطأ فادحا وتجرأت في الرد وأنه هو الذي تجاوز عن خطيئتي وسامحني فيا للعجب يقول أنني بدون مساعدته لم أكن لأصل إلي ما أنا فيه من التفوق ولا أدري هل نسي أن الله قدر لي هذا ؟
ويتفاخر بقدراته أمامي وأنه أذكي مني يخبرني أنني غبي ولست ذكيا بالقدر الكافي أغلب كلماته من نوع( أنت عارف حاجة) ويخبرني أنني لا أستطيع مخاصمته حينما يحاول مصالحتي أو أن يرضيني، بعد شوط السخرية يقول لي جملة حفظتها من كثرة تكرارها: أنت عارف إنك مثل أخي الصغير... وأوعي تكون زعلت كيف أتعامل معه؟وهل هناك عيب ما في شخصيته يدفعه إلي ذلك؟
0ويرد المعالج النفسي علاء مرسي على السائل" لماذا تريد أن تكون مع هذا الشخص في أي مكان ؟؟
ما الذي يدعوك لمصاحبته والاستمرار في هذه العلاقة المريضة؟؟ كلاكما مريض في هذه العلاقة ... إن ما يدفعه للسخرية منك هو إحساسه بالنقص ومحاولة كسب الاهتمام والمكانة عن طريق الحط من قدر من يقول أنه صديق (أنت أو أي شخص آخر يعانى مما تعانى منه) إن الأقوياء والأذكياء حقا هم من يساعدون ويشجعون الآخرين على اكتشاف مواهبهم ومميزاتهم وبلوغ أهدافهم.. أيضا؛
فارق السن لا يعطى أحدا الحق في السخرية من الآخرين وعدم قبول الرأي الآخر... هذا في الحقيقة يعنى أنه غير ناضج وانتهازي واستغلالي... وهو فعلا يعتبرك (وغالبا يعتبر كل الآخرين) جمادا أو شيئا تافها... إذا صح وصفك وكان دقيقا وحقيقيا فهو ليس بصديقك.
من ناحية أخرى، فأنت تصر على أن تعطيه فرصة إيذائك و ترغب في الحصول على رضاه عنك وتمنحه الحق المطلق في تقييمك... ولأنه لن يقيمك بعدل ولن يقدرك حق قدرك بسبب ضعفه الذي يحاول أن يخفيه بالسخرية، فإنك تتذمر ولكنك مستسلم.. لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ابحث لنفسك عن أصدقاء حقيقيين تحبهم و يحبونك... كيف يمكن أن يكون هناك حب وصداقة بدون الاحترام المتبادل بين الطرفين؟؟؟