مشاهدات مصرية.. يوم الانتخابات الهزلية
انطلقنا إلى ميدان التحرير وفي الطريق إلى المظاهرة وجدنا أنها بدأت بالتحرك فالموعد كان الساعة 12 ووصلنا الساعة 1:20 تقريبا، كيف بدأت المسيرة لا أدري ولكننا لحقناها من بدايتها
من التحرير اتجهنا إلى الفلكي و تركونا نجوب شوارع وسط البلد، نحمل الشعارات ونهتف وتصحبنا كاميرات محطات فضائية عربية وأجنبية ونظرات الشعب المتفرج على جانبي الطريق وضباط الأمن من أكبرهم إلى أصغرهم ولأول مرة من 1977 تترك مسيرة تجوب شوارع مصر بهذه الطريقة وخلال المسيرة رأيت مواقف وسمعت تعليقات من مصريين بسطاء مثل" - انتوا مش عايزين مبارك ليه ؟؟ ما فيش بدائل،
0أنتم فاكرين نفسكم هاتغيروا الكون ما هي خربانة من زمان انتوا اللى ها تعدلوها.
0سيدة رقيقة الحال تهتف بأعلى صوتها مبارك مبارك و مافيش غير مبارك.
0 سيدة أخري أخذت تسب وتلعن فينا" يا شعب وسخ، الراجل عمل فيكم إيه، هي دي أخرتها، هيكسب يعني هيكسب"
0وأصحاب محلات يضحكون من الموقف وفي سخرية يقول أخر أنا ها رشح نفسي وانتخبني.
0رجل آخر بدأ مزيكة شتايم من أقذر ما يقال وكاد أن يشتبك مع أحد المتظاهرين إلا أن الأمن فضوا الاشتباك.
0شاهدت كيف أن من أخطاء أفراد من المسيرة هو الشروع في الاشتباك مع من ينكر علينا المسيرة والتظاهر ويجهرون بتأييدهم لمبارك، فرأيت ثقافة الحجر تغلب أحيانا على تصرفات الفريقين فمن هم ضد مبارك لا يرضون أن يسمعوا من يؤيد بدون ضغوطات ومن هم مؤيدون لا يستوعبون فكرة أن نترك هكذا نقول ما بدا لنا في الرئيس.
فمن المواقف الطريفة أيضاً أن اتجه أحد المواطنين إلى أحد أفراد المسيرة وكان يلبس بدلة وكرافت فتصور أنه ضابط وسأله: يا باشا أنتم ليه سايبنهم كدا أنتم لازم تلموهم،
وهنا انهار أحد أفراد المسيرة وقال: هو إحنا بنعمل كدا لمين، هو دا الشعب اللى بنحارب علشانه.
فأجب أنا وقلت: أيوا هو دا الشعب بقاله كام سنة مش عارف ينطق ومكبوت ومحروم من ممارسة أي فعل ينم عن اعتراضه، هل تتوقع أن يتغير ما بين يوم وليلة، تخيل أنك بتعمل كدا علشان نفسك الأول لحد ما شعبك يقوم،
فرد: عندك حق بقالة 50 سنة مكبوت، ما زال هناك الكثير حتى يفوق ويعي ما يحدث.
وفي الطريق لاقينا التأيد والمشاركة فأحد المواطنين منع من الإدلاء بصوته في لجنته التابع لها، وفي طريقه الى الرجوع وجد المسيرة فدخل بها وأخذ في الهتاف وحمل على الأعناق، والمسيرة آخذة في جذب عدد من المصريين الذين شاركوا فيها واكتفى العدد الأكبر بالفرجة.
واتجهنا إلى ميدان الأوبرا والعدد أخذ في الازدياد وقررنا التوجه إلى العتبة وفي الطريق شاهدنا من يسخر ويهتف، سعد، سعد يحيا سعد" كان يعرف المظاهرات من التلفزيون بس، واللي علّق معه مظاهرات المصريين أيام سعد زغلول،
وفجأة اتضح لنا ان هناك مظاهرة بوسط العتبة لبلطجية الحزب الوطني، وأنا لست مجحفة، هما فعلا بلطجية طريقتهم وشكلهم وحركاتهم كنت بالخلف وشاهدنا الجزء الأمامي منا يختفي فقد دخل على المسيرة تظاهرة البلطجية وقسمونا نصفين أخذوا اللافتات وقطعوها وضربوا بعض من كان يهتف والبعض الآخر تم تخليصه بصعوبة من بين أيدهم، في الخلف قام أحد برمي زجاجات علينا أو زجاجة لا أدري ولكنها تهشمت على الأرض دون أن تصيب أحد وجرى أفراد الأمن لمنعوا مثل هذه الأعمال.
قال زميل لي، كدا خلصت البنات لازم تروح، ما حدش ها يحمينا فقلت خلينا على جانبي الطريق هنبان وكأننا من المارة ولم انتهى من كلامي وإذا بطوفان"ماسورة وانفجرت"من البلطجية يجري كله باتجاهنا مرة واحدة وكادوا أن يدهسونا ولكن هناك من جذبنا من أمامهم حتى لا نقع وتحدث كارثة.
اتجهنا بسرعة إلى جانب الطريق نحتمي في الناس اللي واقفة تتفرج، مشينا إلى الأمام وجدنا الأمن يخلص مصور أجنبي أو مصري لا أدري من أيدي البلطجية الذين قاموا بضربة، وفي إحدى المحلات منع أصحاب محل كهربائي البلطجية من التحرش بفتاتين فأدخلوهم المحل وقفوا على بابه بالحديد وقالوا لن يدخل أحد وإذا حاولتم ها نسيح دمكم والبلطجية على الباب يهتفون قلّعوهم قلّعوهم، فجاء أفراد من كفاية واشتبكوا مع البلطجية وأخرجوا البنات وتفرقنا جميعا، لم نعد نر غير البلطجية في كل حتة، لكن لم يحدث أي إصابات قوية على حد علمي
أفراد كثيرة من كفاية تخيلت أن المسيرة انفضت فذهبوا إلى بيوتهم وأفراد توجهت إلى نقابة الصحفيين حتى نكمل المظاهرة وكنت منهم وبقينا إلى الساعة 4:30 تقريبا ولا أدري هل استمر الباقي في التظاهر.. لا أظن.
والسؤال :
هل تركنا لنصل إلى العتبة ونترك للبلطجية حتى تتحول إلى مجزرة ولا هي صدفة؟
7/9/2005
واقرأ أيضا:
الصوت العالي ... بداية التغيير