يتهادى الصوت إلى أذني.. فأشعر بنفسي أتدرج في الصغر.. إلى أن يصغر جسدي وتطول ضفائري و.. تعلو الابتسامة وجهي.. وأردد من ذاكرة عمرها عشرون عاما.. لحن فقد كلماته.. مع دمعة في عيني.. لا أدري من أين ظهرت..
سالي.. ليدي ليدي.. كابتن ماجد.. جرينديزر.. الهداف.. مسلسلات الأطفال التي أدمنت مشاهدتها.. وحددت ملامح إنسانة هي أنا الآن.. فكم تسارعت نبضات قلبي مع حركات كابتن ماجد أثناء تسديدته النارية صوب المرمى..وكم بت أدعو الله أن يخلص سالي في الغد من العذاب التي تذيقه لها مديرة المدرسة..وكم كانت فرحتي غامرة مع لقاء ليدي مع جدها وأختها سارة..، مشاعر طفولية برئية اجتاحتني مع الصوت الرقيق.. مع حنين جارف إلى أيام الطفولة الخالية من أي هموم.
استعدت جميع تلك الأغنيات التي وجدها صديق لي على موقع إلكتروني وأرسلها إلي.. ظللت أستعيد سماعها..أعيد إحياء الطفلة المندهشة أما جميلات الكرتون من كون لدي الآن حلما جميلا لا زال يراودني أن أكونه.
فمن منا لم يحلم أن يكون سندريلا أو سنووايت أو كابتن ماجد تلك الشخصيات المرسومة بعناية خلقا وخلقة.. تزرع بذور عالم خارق الجمال في نفوسنا.. تعمل بعد ذلك الحياة على هدمه.. وهذا ما ظننته حتى استمعت إلى تلك الأغنيات.. فاكتشفت أنه لا زال هناك غطته الأتربة.. وحجبته عوالم أخرى أقل جمالا.. وأعتى تأثيرا.
السؤال الذي حاصرني ولم أجد إجابة هل لازالت مسلسلات كتلك تنتج.. أنا لست متابعة لمسلسلات الكارتون الحالية لكن ما ألمحه على الشاشة لا يقترب من تلك الروعة ولا يجذبني بأي صورة لمتابعته.. فهو كله سباقات وصراعات وصرخات.. أم أن الأيام أسبغت طابعها حتى على قصص الكارتون؟؟؟